بدأت بوادر انفراج تدريجية وحلحلة لمشكلة السعات التخزينية لموسم الحبوب لاسيما القمح، فالتخزين في العراء تسبب بفاقد وضياعات هائلة لم تكن في الحسبان هذا العام، وقد تم رصد مشاهد هدر مقلقة في مطارح التخزين في العراء بمحافظة الحسكة، وتم فتح تحقيقات في هذا الملف الحساس.
ويبدو أن ترميم صوامع التخزين يجري بوتائر عالية لتقليص الكميات التي يكون مصيرها التخزين في العراء، ونقلها إلى وسائل تخزين آمنة وهي الصوامع والصويمعات.
فقد كشفت المؤسسة السورية للحبوب عن قرب إنجاز متطلبات ضمّ صومعتين و10 صويمعات إلى الخدمة في الموسم الحالي.
في وقت تملك المؤسسة حالياً 6 صوامع بيتونية فقط بطاقة تخزينية 500 ألف طن، بعد أن كان العدد الإجمالي 30 صومعة قبل الحرب، وتتوزع الصوامع الست في كل من طرطوس وريف دمشق (السبينة)، وفي درعا (ازرع)، وفي حماة (كفربو)، وصومعتان في حمص، فيما لا يوجد أية صومعة سليمة في المنطقة الشرقية وحلب ودير الزور.
وتلفت تقارير الإنجاز الصادرة عن المؤسسة والمرفوعة إلى الجهات الوصائية، إلى أن كل من صومعتي عدرا وتل بلاط في حلب أصبحتا شبه جاهزتين إنشائياً، وبقي توريد بعض الآليات والمعدات، وهو ما يؤخر العمل نظراً لصعوبات الاستيراد في ظل الحصار، وتبلغ طاقة صومعة تل بلاط التخزينية تبلغ 100 ألف طن، حيث تتركز الجهود لتدخل العمل هذا الموسم ولو بنسبة 50% من طاقتها.
أما بالنسبة للصويمعات المعدنية التي تعدّ مخازن مؤقتة ريثما يتمّ النقل للصوامع، فلم يبقَ سوى 8 صويمعات من أصل 99، وهي موجودة في حمص وحماة فقط. فيما تكشف التقارير عن التوجّه لإعادة تدوير الصويمعات بحيث يتمّ تجميع كل 3 صويمعات متضررة لإنتاج واحدة جديدة، وفي هذا المجال وقّعت المؤسسة عقدين مع شركة خاصة لإنتاج صويمعة في حلب وأخرى في الرقة، ليتمّ إنجازهما بعد شهر من الآن بحيث تكون كل واحدة بسعة 15 ألف طن، إضافة إلى توقيع عقد مع الشركة العامة للطرق والجسور لإعادة تأهيل 5 صويمعات معدنية في حلب، والعمل جارٍ لتدخل الاستثمار هذا الموسم، فضلاً عن عروض لإعادة تأهيل 3 صويمعات في درعا وحماة ودير الزور.
وتوضح التقارير عن أن المباحثات مستمرة مع كل من إيران وروسيا لإعادة ترميم وإنشاء الصوامع، علماً أن إعادة تأهيل جميع المواقع بحاجة لكلفة باهظة، لذلك يتمّ العمل وفق أولويات في مقدمتها حلب نظراً لحجم الإنتاج والمساحات الواسعة المزروعة فيها، تليها الرقة وباقي المناطق، ورغم أن الحسكة هي الأعلى إنتاجاً، إلا أنها تعتبر غير آمنة للعمل فيها الآن، فيما تتراوح تكلفة إنشاء صومعة جديدة، بحسب التقارير ما بين 5-6 مليارات ليرة، وبناء الصويمعة 2-3 مليارات ليرة.
وفيما لا تتجاوز سعة الصوامع المتاحة 500 ألف طن، تبين المؤسسة أن ما تبقى من الإنتاج يخزّن في العراء أو المستودعات، علماً أن التخزين بهذا الشكل ذو كلفة أعلى وهدر أكبر، موضحة أن أكبر هدر يكون في الحسكة لأن الموقع مفروض على المؤسسة لدواعٍ أمنية والأرض غير جيدة فيها، أما باقي المواقع في حلب أو الرقة فتكون ظروف التخزين أفضل، لأنه يتمّ داخل مستودعات المراكز أو في عراء مستوفٍ للشروط الفنية.
هذا وستعود صومعة طرطوس للخدمة خلال 6 أشهر تقريباً بعد الانفجار الذي حصل فيها منذ مدة، غير أنها في العموم ليست تخزينية إنما حركية، وحالياً يتمّ التفريغ في السيارات مباشرةً.
في السياق ذاته ..أعلنت وزارة الزراعة مؤخراً عن الانتهاء من تنفيذ خطة زراعة القمح على مستوى سورية، وتوقعت الوزارة أن يكون الموسم هذا العام جيداً إن كانت الظروف الجوية ملائمة – وهي ملائمة حتى الآن – ويتحدث بعض المختصين في الوزارة عن إنتاج وتوقعات استلام أكثر من 2 مليون طن هذا العام، لتتقلص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، وهي ما عانت منه البلاد خلال الموسم الماضي، بسبب صعوبة استلام كامل المحصول، إلى جانب عمليات الحرق المتعمدة التي شهدتها مناطق الإنتاج الرئيسية في الحسكة، حيث تم رصد مشاهد افتعال الحرائق من قبل القوات الأميركية في الشمال، إلى جانب جماعات تخريبية بدت بصماتها واضحة على الأزمة التي تعرض لها موسم القمح.
نهى علي
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة