منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، استخدم دونالد ترامب الرسوم الجمركية كأداة سياسية. وفرض رسوماً وصلت إلى 145 في المئة على السلع القادمة من الصين، إضافة إلى الرسوم المفروضة في الأساس.
أعلن مصدر مطلع لـ”رويترز” أن محادثات التجارة في جنيف بين الولايات المتحدة والصين انتهت اليوم السبت على أن تستأنف غداً الأحد.
في وقت سابق، كشف مصدر مطلع لـ”رويترز” عن أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون غرير واصلا محادثاتهما التجارية مع كبار المسؤولين الصينيين مساء اليوم السبت بعد أن غادر بعض المفاوضين مكان الاجتماع.
ووصف الإعلام الرسمي الصيني المحادثات التجارية بين بكين وواشنطن في جنيف بأنّها “خطوة مهمة” نحو إيجاد حل للحرب التجارية بين البلدين.
وجاء في تعليق نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن “التواصل في سويسرا هو خطوة مهمة نحو إيجاد حل للمسألة”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول تقدّم المفاوضات.
وتعقد الولايات المتحدة والصين في جنيف السبت أول محادثات تجارية منذ أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربه التجارية، في محاولة لتخفيف التوترات التي تقوض أكبر اقتصادين في العالم.
وفي دليل على أهمية هذه المحادثات، أوفد البلدان ممثلين رفيعي المستوى إلى جنيف بينهم وزير الخزانة الأميركي، والممثل التجاري الأميركي ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ.
ولم تتوافر معلومات حتى فترة بعد الظهر عن المناقشات التي بدأت صباحاً في مقر إقامة الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف.
وأُحيط مكان اللقاء بسرية تامّة. ويقع بالقرب من حديقة كبيرة في المدينة السويسرية الواقعة على بحيرة ليمان.
وبعد استراحة الغداء، اجتمع الوفدان مرة أخرى قرابة الساعة 14,30 بعد الظهر (12,30 ظهرا بتوقيت غرينتش)، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة “فرانس برس”.
وتستمر المحادثات الأحد.
خفض التصعيد
والجمعة، أبدى ترامب نيّته خفض التصعيد باقتراحه خفض الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية، من 145 في المئة إلى 80 في المئة.
وقال وزير التجارة هاوورد لوتنيك لشبكة “فوكس نيوز”، إنّ “الرئيس يرغب في حل المشكلة مع الصين. وكما قال، فهو يرغب في تهدئة الوضع”.
مع ذلك، لا تزال هذه الالتفاتة رمزية، لأن الرسوم الجمركية لا تزال مرتفعة للغاية على معظم الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، استخدم دونالد ترامب الرسوم الجمركية كأداة سياسية. وفرض رسوماً وصلت إلى 145 في المئة على السلع القادمة من الصين، إضافة إلى الرسوم المفروضة في الأساس.
وردّت بكين، التي تعهّدت محاربة الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب “حتى النهاية”، من خلال فرض رسوم بنسبة 125 في المئة على المنتجات الأميركية.
ونتيجة لذلك، توقّفت التجارة الثنائية عمليا كما شهدت الأسواق اضطرابات قوية.
وعشية المحادثات، قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو أيويالا، إنّ المفاوضات المقرّر عقدها في جنيف تشكّل “خطوة إيجابية وبنّاءة نحو خفض التصعيد”.
من جانبه، اعتبر وزير اقتصاد الدولة المضيفة غاي بارميلان أنّ “تحدّث الطرفين الواحد الى الآخر يعدّ نجاحا في ذاته”.
ويبدو أن نائب رئيس الحكومة الصينية وصل إلى طاولة المفاوضات حاملا ورقة رابحة. فقد أعلنت بكين الجمعة ارتفاع صادراتها بنسبة 8,1 في المئة في نيسان/أبريل، وهو رقم أعلى بأربع مرات من توقعات المحللين، وذلك بينما تراجعت صادراتها إلى الولايات المتحدة بحوالى 18 في المئة.
وبحسب الصينيين، فإنّ الأميركيين هم الذين طلبوا إجراء هذه المحادثات.
ولكن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت حذرت من أنّ الرئيس دونالد ترامب “لن يخفض الرسوم الجمركية على الصين من جانب واحد. يجب أن نرى تنازلات من قبلهم أيضا”.
من جانبه، قال وزير التجارة الأميركي هاوورد لوتنيك عبر شبكة “سي ان بي سي”، “أعتقد أن هذه هي النتيجة التي أمل الرئيس في الحصول عليها، عالم خال من التصعيد حيث نبدأ من جديد بالتجارة مع بعضنا البعض، وحيث نعمل معا على اتفاق كبير”.
ما هي النتيجة؟
وقالت بوني غلايزر التي تدير برنامج المحيطَين الهندي والهادئ في صندوق مارشال الألماني، وهو مركز أبحاث مقرّه واشنطن، لوكالة “فرانس برس”، إنّ “النتيجة المحتملة للمحادثات في سويسرا قد تكون الاتفاق على تعليق معظم – إن لم يكن كل – الرسوم الجمركية المفروضة هذه السنة، طوال مدة المفاوضات الثنائية”.
أمّا ليزي لي المتخصّصة في الاقتصاد الصيني في معهد سياسات جمعية آسيا ومقرّه الولايات المتحدة، فتوقّعت “فترة رمزية وموقتة”، يمكن أن “تخفّف التوترات، لكنّها لن تحلّ الخلافات الجوهرية”.
على المستوى “العملي”، رأى بيل رينش الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنّ هذه المسألة تمثل مشكلة أيضا.
وقال لـ”فرانس برس”، إنّ دونالد ترامب يرغب في لقاء نظيره شي جينبينغ، و”التوصل معه إلى اتفاق، ثم يطلب من (فريقي البلدين) ترتيب التفاصيل”، بينما يريد الصينيون “حل جميع القضايا قبل لقاء” بين الرئيسين.
ومن هذا المنطلق، لا يتوقّع شو بين الأستاذ في كلية الصين وأوروبا الدولية للأعمال في شنغهاي، أن تعود التعرفات الجمركية إلى “مستوى معقول”. وقال “حتى لو انخفضت، فمن المحتمل أن يكون ذلك بمقدار النصف، وهنا أيضاً، سيكون ذلك مرتفعا للغاية للقيام بأعمال تجارية عادية”.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات_النهار اللبنانية