غسان كامل ونوس
أشرت منذ سنوات، وفي مناسبات عديدة، إلى خطورة هيمنة الخطاب الدينيّ، وأعود إلى القول ذاته، الآن، وأنا أسمع، وأتابع ما يُتداول في الأحاديث، والمنشورات، والمبثوثات؛ من أقاويل، ومرويّات، ومسموعات، وبيانات، ومشاهدات، وربّما ممارسات، تعوّم هذا الخطاب؛ حتّى ليكاد يطغى على أيّة أفكار أخرى. ومع احترامنا للتفكير الدينيّ المتسامح المتصالح مع النفس والآخرين، وأهمّيّته في التوازن النفسيّ والاجتماعيّ؛ ولا سيّما في المنعطفات والتحوّلات الحادّة؛ فإنّ مشاغلة الناس بهذا، في هذا الوقت المصيريّ من تاريخ وطننا العزيز، من دون الفضاءات الأخرى، يؤثّر سلباً على التفكير فيما نريد في حاضرنا ومستقبلنا، ويؤخّر اتّفاقنا كشعب متعدّد الأطياف، عانى ما عانى، على الهدف والغاية، ومن ثمّ السعي إلى تحقيق المراد؛ بأقلّ الخسائر، التي تراكمت خلال سنوات. إنّنا نفهم سهولة امتشاق الطائفيّة والتهديد بها والاحتراب؛ حتّى من بعض من يُحسب على المثقّفين؛ لحضورها لدى الغالبيّة؛ سواء أكان ذلك ظاهرًا أو كامنًا؛ كما نتفهّم تأخّر ظهور الأفكار الأخرى، إلّا ما كان منها متسرعًا؛ تلك الأفكار، التي تتشكّل، أو يعاد تشكيلها، أو تُستورد… وأرجو ألّا تتأخّر أكثر، وأن تتقارب، وتتكاثف، وتتبلور؛ من أجل مستقبل مأمول لسوريّا الجديدة الواحدة القويّة، التي تمثّل جميع السوريّين؛ بمختلف شرائحهم، وعقائدهم، وانتماءاتهم، وأفكارهم، وقناعاتهم؛ في دولة مدنيّة ديمقراطيّة علمانيّة.
(اخبار سورية الوطن 1-صفحة الكاتب)