الصيف بات يبشّر بحضوره بتراجع البرد والمطر وسواها من مميزات الشتاء، وهو صيف يُخشى على الغطاء النباتي منه، بعد أن أثبت أنه محتال أريب قادر على مؤازرة مخرّبي الغابات والبيئة..
اليوم وبعد كل الفترة الزمنية التي مضت على كارثة النار في الساحل والتي أتت على الأخضر قبل اليابس، لم يتم الإعلان عن خطة وقائية واحدة للحفاظ على ما تبقى من الغطاء النباتي في تلك المناطق، فاللاذقية وبعد كل ما أُتخمنا بسماعه من تحليلات وأرقام متضاربة، بعد كل ذلك لم يتم الإعلان عن خطة طوارئ واحدة لتلافي نار الصيف المهدد لكل شيء أخضر..!!.
المحافظة هي عبارة عن غطاء نباتي على الجبال قبل أن تكون بحراً، ومع ذلك لم يُعلن أحد عن شراء سيارة إطفاء واحدة ترفد منظومتها الإطفائية التي أثبتت أن عمود الخيمة فيها شجاعة رجالها.. وكذلك حال السدّات المائية التي يعرف كل من يعيش في أريافها أنها قادرة على وضع حدود حقيقية لنيران الغابات، كونها تقام في وسط الغابات والأحراش..!!.
أما الطرافة فهي في الإعلان الدائم عن شق خطوط نار في وسط أراضٍ كانت غابات، في وقت كان يمكن لهذه الخطوط النارية أن تنقذ غابات اللاذقية مما ألمّ بها من نار، ما يجعل من هذه الإنجازات أقرب إلى تلميع أو غسيل سيارة خارجة من ضاغط الخردة على شكل مربع معدني..!!.
لا تحتمل القضية ترف الدراسات والاجتماعات والتوصيات وسواها، بل هي قضية تحتاج تحرّكاً عاجلاً يضمن تلافي معاودة الكرة مجدداً، سيما وأن المحافظة لا زالت تحتوي على بعض الغابات الصغيرة والأحراش القابلة للاحتراق..
لعل المنطق يقول أن تكون هذه المسألة ملف حكومة بأكملها وتحت إشراف وزاري، كما هو حال لجان الإشراف على المشاريع التنموية والاستثمارية والمشاريع المتعثرة وسواها من اللجان التي تُرفع نتائجها إلى الحكومة مباشرة..
خطّة وقائيّة..
(سيرياهوم نيوز-الثورة١٤-٣-٢٠٢١)