| سرى جياد
تُحاذر أطراف «الإطار التنسيقي» في العراق، تظهير أيّ خلافات بينها بشأن مرشّحٍ لمنصب رئيس الوزراء بدأ يتردّد اسمه في الأوساط السياسية والإعلامية، وهو نوري المالكي. وإذ يعرب بعضها عن تأييده لهذا الترشيح على مضض، فإن بعضها الآخر يمتنع عن التصريح باعتبار أن الاسم سيكون مستفزّاً لمقتدى الصدر، وربّما يدفعه إلى استعجال إنزال أنصاره إلى الشارع، فضلاً عن أن تأمين غالبية نيابية لحكومة يترأّسها المالكي، ليس مضموناً، وبالتالي لا يجد هؤلاء أنفسهم مضطرّين إلى افتعال مشكلة حول ترشيحه الآن
ويقرّ «تحالف الفتح»، من جهته، بأن المالكي هو الشخصية الأقوى داخل «التنسيقي». وفي هذا الإطار، يبدي القيادي في التحالف، جبار المعموري، في تصريح إلى «الأخبار»، اعتقاده بأن «المالكي هو المرشّح الذي يستطيع التنسيقي من خلاله أن يحقّق دولة قوية، وأيضاً يستطيع أن يستفيد من خبرته الطويلة، وكذلك برامجه التي عُطّلت والتي سوف ينجزها وبقوّة»، مضيفاً أن «نسبة كبيرة من التنسيقي تجد ضالّتها في المالكي، وإن لم يكن هو الشخصية الواعدة، فهنالك أيضاً مرشّحون آخرون قد يقع عليهم الخيار ربّما قريباً جدّاً. الحلّ بعد العيد». لكن بعض فصائل «التنسيقي» تتخوّف من أن يؤدّي ترشيح المالكي إلى استفزاز الصدر الذي يملك شعبية كبيرة في العراق، ويرى في رئيس الوزراء الأسبق خصماً من النوع الذي لا يريد له دوراً في الحُكم، فكيف بأن يكون رئيساً للوزراء.
بعض فصائل «التنسيقي» تتخوّف من أن يؤدّي ترشيح المالكي إلى استفزاز الصدر
أمّا بالنسبة إلى رئيس «مركز الشرق للدراسات الاستراتيجية والمعلومات» في هولندا، علي مهدي الأعرجي، فلا يزال المشهد السياسي يمتاز بضبابية عالية، فيما «لا توجد قراءة حقيقية للواقع في ظلّ هذه الانقسامات والتشظّي داخل البيت الواحد». ويلفت الأعرجي، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «الإطار حتى الآن منقسم وغير متّفق على ترشيح المالكي، إلّا أن أطرافه يدركون ضرورة إدارة خلافهم خلال المرحلة المقبلة وإلّا فسيكون مصيرهم التشظّي»، مضيفاً أن «ترشيح المالكي بحدّ ذاته ورقة يصعب تقبّلها من قِبَل التيار الصدري وزعيمه»، متوقّعاً أن يكون هناك «نِزال كبير في حال لم يتمّ التوافق والجلوس على الطاولة بين الفرقاء الشيعة والفرقاء الكرد. وإذا لم يحصل اتّفاق ما بين الصدر والمالكي، ستبقى ورقة الأخير ورقة استفزاز وتهديد تجاه التيار الصدري».