تعهد القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع الأحد بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذا “سلبيا” في لبنان وستحترم سيادة هذا البلد المجاور، خلال استقباله وفدا برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.
وأكد الشرع الذي تولى السلطة إثر إطاحة الرئيس بشار الأسد قبل أسبوعين أن “سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الاطلاق وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني”.
وأضاف أن بلاده “تقف على مسافة واحدة من الجميع”، مشيرا إلى أنها “كانت مصدر قلق وإزعاج” في لبنان.
من جهته، أعرب الزعيم السياسي اللبناني ورئيس “الحزب الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط، الأحد، عن الرغبة في عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى “أصولها الطبيعية الدبلوماسية” في أعقاب سقوط حكم حزب البعث الشهر الجاري.
جاء ذلك أثناء لقائه في قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق، قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع على رأس وفد من لبنان، وفق ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية.
وقال جنبلاط: “نحيي الشعب السوري في انتصاراته الكبرى، ونحييكم في معركتكم التي قمتم بها من أجل التخلص من القهر والاستبداد”.
وتابع: “الطريق طويل، ونعاني نحن وإياكم من التوسع الإسرائيلي، وسأتقدم بمذكرة باسم نواب كتلة “اللقاء الديمقراطي” البرلمانية حول العلاقات اللبنانية السورية”.
وأردف الزعيم المنتمي للطائفة الدرزية: “نتمنى أن تعود العلاقات اللبنانية السورية إلى الأصول الطبيعية من خلال العلاقات الدبلوماسية، وأن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين، ونتمنى أن تقام محاكم عادلة للذين أجرموا بحق الشعب السوري وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ”.
ويزور جنبلاط سوريا بعد 13 عاماً، ويرافقه أعضاء من الحزب التقدمي الاشتراكي، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبو المنى.
والخميس أعلن جنبلاط أنه سيتوجه إلى دمشق خلال لقائه عبر الإنترنت ممثلين عن مجلس العلاقات العربية ـ الأمريكية، وقال فيه إن “الاستقرار في سوريا ضروري للاستقرار في لبنان، وهي تحتاج إلى فرصة ومساعدة”.
وفي 12 ديسمبر الجاري، أجرى جنبلاط اتصالا هاتفيا بالشرع، مهنئاً إياه والشعب والسوري بـ”الانتصار على نظام القمع”، ليكون أول شخصية لبنانية بارزة تتصل بالشرع لتهنئته بإسقاط نظام الأسد، والأول الذي توجه إلى دمشق.
وفي 8 ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ودخل الجيش السوري لبنان في العام 1976 كجزء آنذاك من قوات عربية للمساعدة على وقف الحرب الأهلية، لكنه تحوّل الى طرف فاعل في المعارك، قبل أن تصبح دمشق “قوة الوصاية” على الحياة السياسية اللبنانية تتحكّم بكل مفاصلها، حتى العام 2005، تاريخ خروج قواتها من لبنان تحت ضغط شعبي بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في انفجار وجهت أصابع الاتهام فيه إليها ولاحقا الى حليفها حزب الله.
وجنبلاط الذي وصل الى دمشق الأحد على رأس وفد كبير يضم نجله تيمور ونوابا من كتلته البرلمانية ورجال دين دروز، هو أول زعيم لبناني يلتقي برئيس القيادة السورية الجديد.
وجرى اللقاء في القصر الرئاسي مع أحمد الشرع الذي ظهر للمرة الأولى الأحد مرتديا بدلة وربطة عنق.
ويتهم جنبلاط دمشق باغتيال والده كمال في 1977 خلال الحرب الأهلية، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
ونُسبت اغتيالات العديد من المسؤولين اللبنانيين الآخرين المناهضين لسوريا إلى السلطة السورية السابقة.
وتعهد أحمد الشرع بأن “يكون هناك تاريخ جديد في لبنان نبنيه سوية بدون حالات استخدام العنف والاغتيالات… وأرجو ان تمحى الذاكرة السورية السابقة في لبنان”.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم