*هيثم يحيى محمد
يستمرّ الحصار الذي تفرضه ما يسمى قوات سوريا الديموقراطية (قسد)على الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري في مدينتَي الحسكة والقامشلي في ظلّ اشتداد معاناة الأهالي وتعثّر الجهود الروسية لإيجاد تسوية تنهي الحصار وتعيد الأمور إلى طبيعتها ريثما تتحرر كل المناطق المحتلة .
وفي حوار مع الزميل يونس خلف عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين السوريين -ابن الحسكة- حول تداعيات هذا الحصار وسبل مواجهته وماذا يحدث في منطقة الجزيرة أكد إن استمرار الحصار الجائر الذي تمارسه ميليشيات قسد المرتهنة للمحتل الأمريكي للأسبوع الثالث على التوالي على مركز مدينتي الحسكة والقامشلي ومنع دخول المواد الغذائية والوقود والطحين الخاص بالأفران والمواد الطبية والأدوية أثر سلباً على المواطنين وعلى الواقع الخدمي رغم الجهود المتواصلة لتأمين الحد الأدنى من هذه الخدمات وبكل السبل والطرق. مضيفاً ان إحدى مؤشرات تفاقم الأزمة واتساع دائرة تداعياتها وآثارها إن مخبز الحسكة الأول والأفران الخاصة توقفت عن العمل نتيجة منع ميليشيا قسد إدخال الطحين والوقود الخاص بعملها واستمرار منع دخول المواد الغذائية والأدوية وغيرها من مستلزمات الحياة ما يهدد بكارثة إنسانية لعدم توفر الحد الأدنى من متطلبات الاستمرار بالحياة إضافة إلى استمرار إغلاق جميع الطرق الواصلة إلى المناطق، ومنع وصول المواد الغذائية والمحروقات والطحين إليها ومنع الآليات الخاصّة من نقل طلاب المدارس، ما أدّى الى تعثّر انطلاق الفصل الدراسي الثاني في المدارس الحكومية كما يضطر السكّان إلى السير مسافات بعيدة سيراً على الأقدام، للوصول إلى مناطق سيطرة الجيش .
واكد خلف إن هذه الممارسات هي بتوجيه من الولايات المتحدة لفرض واقع ديموغرافي في منطقة الجزيرة وإن ما يسمى بقسد فهو تنظيم خارج عن القانون وهذا التنظيم ومنذ سيطرته على بعض المناطق في منطقة الجزيرة بدأ بعدة ممارسات بناء على تعليمات من الولايات المتحدة الأمريكية ضد المدنيين وذلك بهدف تهجير السكان الأصليين من المنطقة من خلال حملات الاعتقال وفرض الأتاوات، بل وقاموا بأكثر من ذلك وحرقوا المحاصيل وسرقوا النفط السوري و بعد تهجير المناطق يقومون باستقدام عائلات ما يسمى تنظيم قسد، وجعلهم يستوطنون في تلك المناطق، من أجل فرض واقع ديموغرافي لتقسيم المنطقة وتهجير أهلها
وعن أشكال مواجهة هذا الحصار يقول الزميل يونس خلف :
تتعدد أشكال المواجهة بدءأً من الصبر والتحمل ومنع وقوع أي تصادم مع هذه الميليشيات لأن الوقت غير مناسب وهناك أولويات وطبيعة الأزمة الموجودة في الحسكة معقدة ومركبة لكن رغم ذلك خرج الأهالي أكثر من مرة
في مسيرات توجّهت نحو الحواجز، في محاولة لكسر الحصار، وفتح الطرقات إلا إن ميليشيات قسد واجهت التحرّكات بإطلاق الرصاص وفرّقت المحتجّين بالقوة رافضة فتح الطرقات أمام المدنيين .
أما لماذا هذا الحصار ومبرراته فهم يقولون وفقاً لما ينقله الوسيط الروسي إن ذلك رد على محاصرة مناطق في محافظة حلب ، لكن هذا الكلام ليس صحيحاً والصحيح هو إن قسد تختلق أموراً غير موجودة في الواقع، بهدف تنفيذ أجندات بتعليمات من الاحتلال الأميركي .
كما إن الدولة تتعامل مع جميع المواطنين في كل المحافظات على أنهم سوريون، ولا تفرق بين منطقة وأخرى ورغم كل هذه الظروف، وكل ممارسات ميليشيات قسد ، تقدم الدولة مادة الطحين يومياً لجميع المواطنين وعلى كامل جغرافيا المحافظة، والموظفون يحصلون على رواتبهم من الدولة السورية، وحتى أبناء هذه الميليشيات يتعلمون في مدارس الدولة ، وأكثر من ذلك يقال أن الجانب الروسي طلب من قسد رفع الحصار مؤقتاً لحين البحث والتدقيق في طلباتهم بسبب تضرّر المدنيين بشكل كبير من آثار الحصار، لكن الطلب الروسي قوبل بالرفض . فكيف يمكن تصديق ما يتحدثون عنه حول وحدة مكونات الشعب وخدمة المواطنين وهم يحاصرون ويمنعون الغذاء والتعليم والخدمات الصحية ورغيف الخبز عن المواطن .
ورداً على سؤالنا برايك أين تكمن مشكلة قسد .؟ قال الزميل خلف : الحقيقة إن ميليشيات قسد لم تستفد من الفرص التي منحتها لها الحكومة السورية ولا من الدروس المستفادة من التاريخ. فهي الأن تنفذ أوامر المحتل الأمريكي الذي سيرميها كما رمى غيرها في مزابل التاريخ بعد أن تنتهي صلاحية استخدامها . إضافة إلى إن إرادة الشعب فوق كل إرادة وطالما الشعب لا يرضى أن يكون خانعاً سيزول الحصار ويزول الاحتلال ، ولا شك إن أهل الحسكة يدركون تماماً إن سياسة الحصار هذه التي منعت دخول المواد الغذائية والتموينية والوقود ومنع العاملين والطلاب والتلاميذ من الدخول إلى مؤسساتهم ومدارسهم، ما هي إلا تنفيذ لأجندة الاحتلال الأميركي واستكمال مخططات قانون قيصر وطبعا ميليشيات قسد تتحمل المسؤولية الكاملة حيال هذا الحصار الذي سيؤدي إلى رفع وتيرة الاحتقان الشعبي ضد كل هذه الممارسات غير الإنسانية.
وحول وجهة نظره بالحل .. وإلى متى وهل هناك خيارات أخرى رأى خلف إن المسألة تخضع لترتيب الأولويات أما الخيارات فهي كثيرة ، وأصبح واضحاً لدى الجميع إن الدولة لا تريد ولا ترغب بالخيارات العسكرية، لأنه لا أحد يريد أن يرى الدم السوري يسفك على الأرض السورية . لكن عندما تستمر الحماقات في تنفيذ الأوامر الأمريكية ولا يوجد أي خيار آخر لزوال هذه الاعتداءات بما فيها الاحتلال فأن الدفاع عن سيادة الدولة وكرامة المواطن سيكون سيد الموقف .
(سيرياهوم نيوز31-1-2021)