syriahomenews أخبار سورية الوطن
محمد خالد الخضر
جاءت رواية (خيوط من بداية) بمثابة تلخيص أدبي لعصارة الآلام التي عاشها السوريون بمختلف مناطقهم على مختلف بيئاتها جراء الحرب والإرهاب لينتقل مؤلف الرواية فداء علاء الدين إلى رصد أحوالهم خارج حدود البلاد بأسلوب لم يخل من التوثيق.
الرواية تتمحور الأحداث حول شخصية جابر وزوجته وأولادهما بصفتهما شخصيتين تأخذان دور البطولة التي تتفرع إلى شخصيات أخرى تقوم بأدوار تكشف كثيرا من الاحداث التي عصفت بالسوريين ومآثر الشهداء وحكايات بطولاتهم.
وتصف الرواية حالات النزوح والتنقل بسبب جرائم الإرهاب التكفيري التي استهدفت المجتمع وتقدمه وخيراته إضافة إلى سفر بعض الأسر والعائلات إلى خارج البلاد.
وتتناول رواية علاء الدين جرائم القتل والاعتداءات التي ارتكبت بحق السوريين وظواهر سلبية تفشت زمن الحرب مثل الزواج القسري وزواج القصر وحالات أخرى تتعلق بالقهر والشقاء.
وتعلو في الرواية لغة الرفض لاحتلال أجزاء من سورية على يد الاحتلالين التركي والأمريكي وإصرار الشعب السوري على المواجهة واسترداد أرضه رغم كل الظروف.
وتتجلى في الرواية أيضاً التناقضات الاجتماعية التي عاشها السوريون بسبب الحرب كما حصل مع نجلاء وعبادة ابنة جبلة التي كانت تعيش في حلب ثم خرجت مع ابنها نظرا للظروف التي عاشتها المدينة جراء اعتداءات الإرهاب التكفيري.
ولم يهمل علاء الدين في روايته تسليط الضوء على حالات ايجابية من علاقات الجيرة والأخوة التي ربطت فئات من الشعب السوري مع نظرائهم اللبنانيين ليرد عبرها على دعاة الفتنة ومحاولات زرع العداء بين الأشقاء.
الرواية تعتبر مذكرات منهجية وسرد واقعي يصور حالات الحرب وتداعياتها رغم استخدام عناوين فرعية لا تمت إلى المضامين بصلة كأقوال لمفكرين عرب وأجانب تعبر عن وجهة نظر الكاتب واستخدام بعض الكلمات النحوية بشكل آخر مثل وضع ال التعريف لكلمة غير وكل خلافا للقاعدة.
وتنتمي الرواية التي تقع في 144 صفحة من القطع المتوسط إلى الأدب التوثيقي الذي تناول الحرب الإرهابية على سورية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا
