“دار أمان طرطوس”.. حضن أبناء الشهداء الدافئ وبيتهم الحاني

وائل علي

ليس غريباً أن يحمل مشروع وزارة الأوقاف النبيل في طرطوس بفرعيه الأول والثاني اسم “دار الأمان” الذي بات حقيقةً ساطعة ماثلةً أمامَ الأعين بزمنٍ قياسيٍ لافتٍ، لتتمكّن الدار التي دخلها أبناء شهدائنا البررة العظام آمنين بعدما خسروا آباءهم وإخوتهم وذويهم، الذين قدّموا أغلى ما لديهم ليبقى الوطن ويحيا معه وفيه “ضناهم وفلذات أكبادهم” لتكون الدار اسماً على مسمّى، والملاذ القادر على حمل الأمانة الغالية التي تنوءُ تحت ثقلها الجبال، لأنه لا شيء يعوّض هذا الفَقْدُ إلا ذاك الحضن الدافئ والبيت العامر، وهذا هو بالضبط الدور الذي تحاول دار الأمان الأولى والثانية أن تتقمصه وتؤديه.

وفي ذكرى حرب تشرين التحريرية المجيدة الخمسين من المهمّ الوقوف عند المشروع الذي أنضجته وزرعته ورعته وزارة الأوقاف مذ ولد فكرة إلى أن غدا وسماً بالتعاون مع أهل ورجال الخير من أبناء المجتمع المحلي وبات محطّ الأنظار وقبلة الزائرين من داخل القطر وخارجه، وقد حظيت دار الأمان قبل أيام قليلة بزيارة مهمّة بدلالاتها السامية ومعانيها الإنسانية والقيمية والأخلاقية للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد ومشاركة أبنائها عيد المولد النبوي الشريف والاطمئنان على طلبتها من كل النواحي.

ألف تلميذ وتلميذة وطالب وطالبة تقريباً من أبناء شهدائنا العظام البررة اجتمعوا تحت سقفها معزّزين مكرمين بإشراف ومتابعة الشيخ المهندس عبد الله السيد مدير أوقاف طرطوس الذي تقتطع مديريته وموظفيها أحد أركان الدار ليكونوا قريبين من كلّ التفاصيل وما تحمله من ذاك الحنين الذي يشتاقه أبناؤها.

يقول السيد: تأسّست دار الأمان بفرعها الأول عام 2017 وقد افتتحته السيدة الأولى أسماء الأسد، والفرع الثاني عام 2022، وتستقبل الدار بفرعيها الطلاب من الصف الأول الابتدائي حتى الثالث الثانوي ويقترب عددهم الإجمالي من الألف طالب وطالبة، وتعمل المدرسة على تقديم أفضل صور الرعاية والاهتمام لطلابها بكافة النواحي التعليمية والنفسية والمادية، وتدرّس منهاج وزارة التربية، وتحرص على اختيار أفضل الكوادر للتعامل مع طلابها، ويحتوي كلّ فرع من فروعها /12/ قاعة صفّية بالإضافة إلى المخابر والمكتبات وقاعات الألعاب والأنشطة وصف لتعلم اللغة الروسية “أون لاين”، ومطابخ وقاعات طعام وقاعات للمعلوماتية وأقسام إدارية احترافية وقاعات استقبال للأهالي وجميعها مجهزة بأفضل التجهيزات.

وتقدّم الدار كفالة مالية شهرية لكل أسرة ولباساً مدرسياً وقرطاسية وحقائب مدرسية لكل طالب ومواصلات لكافة مناطق المحافظة، ووجبات طعام يومية ومعسكرات ورحلات ترفيهية وتعليمية، وأنشطة داخل القطر وخارجه ورعاية صحية ودورات تقوية في كافة المواد لطلاب الشهادات.

وتولي الدار اهتماماً بالمهارات والمواهب التي يبديها الطلبة وتعمل على تنميتها في جميع المجالات مثل تحدي القراءة وفي مجال المعلوماتية (السكراتش والروبوت) والشطرنج والألعاب الرياضية وصناعة الإكسسوارات وحياكة الصوف والرسم بأنواعه والنحت وغيرها من المواهب والهوايات.

وتتابع دار الأمان باهتمام كبير الجوانب الإبداعية والاجتماعية والنفسية، فتحتضن أبناءها بكلّ حب لتهتمّ بأدق تفاصيل شخصياتهم، وتتابع مشكلاتهم وحاجاتهم وتحتضن آمالهم وأفكارهم وأحلامهم، وتعمل على تنمية مواهبهم الموسيقية والرياضية والأدبية واللغات الأجنبية، ويوجد في الدار اختصاصيون في المعلوماتية وعلم النفس ومشرفون رياضيون ومدرّبون ومختصون في كافة المجالات التي تحتاجها الدار وطلبتها.

سيرياهوم نيوز1-البعث