وسام كنعان
تؤدي الممثلة السورية الشابة شخصية لقيطة تتعرّض للاغتصاب في صغرها
كانت بضع دقائق في «المعهد العالي للفنون المسرحية» أثناء عرض «سيليكون» لتخريج إحدى الدفعات بإشراف النجم عبد المنعم عمايري، كفيلة بمعرفة مدى فرادة الممثلة السورية دانا مارديني وموهبتها. وبالفعل، لم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى صارت مارديني الرقم الصعب في مجال الدراما العربية. وما يزيد من خصوصيّتها أنّها تقاطع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بشكلٍ تامّ، بحجة أنّ الحديث للصحافة عن أيّ شيء ما زال مبكراً!
فما الذي يدفعها إلى الظهور طالما أنّها تحفر مكانتها بتراكمية وإبداع خالص في ذاكرة المشاهد؟ هي «حنين» توأم روح المقدّم «رؤوف» (عابد فهد) في ثلاثية «الولادة من الخاصرة» (تأليف سامر رضوان، وإخراج رشا شربتجي وسيف الدين السبيعي)، وبائعة الورد المشرّدة في «سنعود بعد قليل» (تأليف رافي وهبي، وإخراج الليث حجو)، والبطلة المطلقة في «حلاوة الروح» (تأليف رافي وهبي، وإخراج شوقي الماجري) الذي أظهر أداءها العالي والمسؤول أمام أستاذها عبد المنعم عمايري، وغسّان مسعود، والراحل خالد صالح. وبعد ذلك، شكّلت أمام كاميرا حجو في «الندم» (كتابة حسن سامي يوسف) مع الممثّل محمود نصر، ثنائية مبهرة كسرت إلى حدّ ما الـ«كليشيه» المرتبط بالعاشقين. هذا وكرّست حضورها المتفرّد في الدراما المشتركة أيضاً.
ارتبط اسم مارديني منذ أن أطلّت على الشاشة، باسم الممثّلة السورية سمر سامي للشبه البسيط بينهما. حتّى انتشرت شائعة تؤكد أنّ مارديني هي ابنتها، الأمر الذي استغلّه المخرج السوري الشابّ ورد حيدر في مسلسل «عقد إلحاق» (من تأليفه وإخراجه) حين منح مارديني دور ابنة سمر سامي بالتبنّي.
حقّق المسلسل قبولاً واضحاً في الشارع السوري خاصة أنّ صاحبة الـ 36 عاماً لمعت في أداء شخصية لقيطة تتعرّض للاغتصاب في صغرها، وتُصاب بأزمة نفسية تتطوّر لتصبح انفصاماً حاداً. هنا، اتّكأت الممثلة المحترفة على مخزونها المسرحي، عندما ذهبت نحو مبالغات بحركات الجسد بطريقة محسوبة لمصلحة الشخصية المهزومة، ثمّ اعتمدت على ردّات الفعل الحادة بعضلات وجهٍ لم يصل إليه التجميل حتى الآن!
فعلياً، بفضل احترافيتها العالية في تجسيد روح الشخصية وجوهرها وتفاصيلها، تكشف النجمة الشابة عن طاقة خلّاقة للحدود القصوى، وكأنها قبيلة ممثّلات في جسدٍ واحد، أقل ما تنجزه هو ذروة الإدهاش
سيرياهوم نيوز١ _الأخبار