طالب دبلوماسيون مصريون الدولة المصرية بموقف حازم تجاه إسرائيل بعد خرقها معاهدة السلام واتفاقيتى فيلادلفيا والمعبر، مؤكدين أن ما حدث يتجاوز الاعتداء على الأشقاء في فلسطين ليهدد الأمن والمصالح والسيادة المصرية.
وعن خطورة ما فعلته إسرائيل اليوم يقول السفير فرغلي طه: “بدخول قوات إسرائيل المدرعة إلى باب معبر رفح الفلسطينى ومحور فيلادلفيا بجوار معبر مصر وحدودها ، تكون بذلك قد خرقت معاهدة السلام عام 1979 واتفاقيتى فيلادلفيا والمعبر المكملتان الموقعتان عام 2005”.
ويضيف: “ما تردده مصر من بيانات وفى إعلامها من أن معبر رفح المصرى مفتوح ، كلام يسيء ولا يحسن من صورة مصر ، لأن أولا إسرائيل وإعلامها قد ذكرت أن مصر أغلقت المعبر بكتل الأسمنت ، كما أنه ليس من العقل أن يصدق أحد أن المعبر سيفتح وقت وجود قوات إسرائيلية خلفه من الناحية الفلسطينية ، وثالثا أن القرار الصائب والطبيعى أن تغلق أية دولة حدودها مع دولة الجوار فى حالة الحرب أو عدم الاستقرار أو خشية تسلل أية عناصر لا تريدها ( بصفة عامة وليس المقصود هنا أهل غزة ) ، فكان من الأصدق والأصوب والأشرف لنا أن نعلن إغلاق المعبر لتلك الأسباب ، ولكننا نعلن العكس من باب التجمل غير المبرر “.
ويتابع غاضبا: “وحيث إن مصر فى هذه المرحلة ليست هى مصر التى كانت حامية القضية الفلسطينية ورأس حربتها ، فإن الحديث عن واجب نجدة إخوتنا فى غزة عند الشدة ، كان يقتضى إتخاذ موقف مصرى سياسى وعسكرى قوى تجاه إسرائيل لمنع غزو رفح تماما وإعلان أن ذلك سيهدد السلام معها ، ولو كانت مصر كما نرجو لكانت اتخذت وصنعت موقفا عربيا موحدا أمام أمريكا وإسرائيل وهددت هى بالدخول إلى رفح بالتنسيق مع رجال غزة لمنع دخول إسرائيل له ، ولم تكن أمريكا ولا إسرائيل تملك شجاعة التصعيد والحرب مع مصر وفى المنطقة فى هذه المرحلة واسألوا إيران وكيف تدخلت أمريكا لمنع ذلك التصعيد”.
المطلوب
وعن المطلوب فعله من مصر الآن يقول السفير فوزي العشماوي: “مطلوب موقف مصري حازم تجاه إسرائيل في ضوء الجهود المصرية المضنية للتوصل لصفقة لوقف إطلاق النار في غزة، وكذا موافقة حماس علي المقترح المصري – القطري الذي يبدو أنه ذات المقترح الذي كانت إسرائيل قد وافقت عليه في 27 أبريل، وفي ضوء قيام إسرائيل اليوم بعملية عسكرية في رفح تشمل اغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم وهو ما وصفه سكرتير عام الامم المتحدة بالأمر المأساوي، وفي ضوء تقدم الآليات الاسرائيلية في اتجاه ممر فيلادلفي للمرة الاولي منذ 19 عاما منتهكة الاتفاقات والتفاهمات المصرية الاسرائيلية، في ضوء كل ما تقدم فإن كل المصريين ينتظرون ويطالبون ببيان رئاسي واضح قاطع يماثل ماأعلنه الرئيس السيسي خلال الأزمة الليبية من تحديد خط سرت – الجفرة كخط أحمر للأمن القومي المصري، والوقوف بحزم في وجه العدوان الاسرائيلي الذي أصبح من خلال عملية رفح يتجاوز الاعتداء علي الأشقاء في فلسطين ليهدد الامن والمصالح والسيادة المصرية”.
ويطالب ” العشماوي” بقمة عربية عاجلة يصدر عنها بيان مختصر من فقرة واحدة مفادها: ” في ظل موافقة حماس علي صفقة وقف إطلاق النار، وفي ظل موافقة كل الدول العربية والسلطة والفصائل الفلسطينية علي إقرار السلام العادل الذي يستند علي مقررات الشرعية الدولية بما يسمح بالتطبيق الفعلي والحقيقي لحل الدولتين .. فإنه في حال استمرار العدوان الاسرائيلي الإجرامي، وبالأخص في حال اقتحام رفح وتهديد حياة حوالي مليون ونصف نازح يعيشون ظروفا مأساوية، فإن الدول العربية مجتمعة تعلن خروجها بالكامل من مسيرة السلام وايقافها الفوري للتطبيع مع إسرائيل، وقطع العلاقات معها، ورفع الأمر للمؤسسات القانونية الدولية كمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الامن لإيقاف العدوان وتطبيق حل الدولتين، وتدعو كل دول العالم للوقوف في وجه العدوان الاسرائيلي، وستعيد الدول العربية مجتمعة النظر في علاقاتها مع كل دول العالم في ضوء موقفها من الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة، ومن العدوان الاسرائيلي الهمجي والوحشي .”
ويختتم قائلا: “بيان بسيط واضح سلمي، لايحمل اعلانا بالحرب، ولايهدد بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة او أي دولة اخري خلاف اسرائيل ، ولكن هكذا بيان سيُدخل العرب التاريخ بدلا من وجودهم حاليا خارجه تماما !”.
ماذا نحن فاعلون؟
في ذات السياق علق السفير محمد مرسي على اقتحام إسرائيل لمحور فيلادلفيا للمرة الأولي منذ توقيع اتفاق السلام ، واحتلال معبر رفح ولو بشكل مؤقت بتساؤل ملؤه الحزن والغضب: “ماذا نحن فاعلون ؟”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم