بقلم:نبيه البرجي
سؤال من السناتور بيرني ساندرز الى جو بايدن: “هل بعثت بذلك الأسطول الذي يوحي بأنك ذاهب الى الحرب العالمية الثالثة لانقاذ اسرائيل أم لانقاذ نتنياهو؟”.
سؤال ثان: “قلت انك لا تريد الانفجار في الشرق الأوسط لكن كل ما فعلته، وما تفعله، يوحي بأنك أنت الذي تدفع، عن دهاء أو عن غباء، باتجاه هذا الانفجار. قل لنا ماذا في رأسك غير البقاء حيث أنت؟”.
سؤال ثالث: “أتدري أنك، في مقاربتك لمسألة الرهائن، شريك للرجل الذي ما زال يحلم بخروجك جثة هامدة من البيت الأبيض؟ غريب أنك لم تأخذ بالاعتبار تقارير أجهزة الاستخبارات التي تقول ان رئيس الوزراء الاسرائيلي يعتقد أن السبيل الوحيد لتجنب القبر أو الزنزانة، العثور على الرهائن لتتويجه ملكاً على اسرائيل، دون أن يقتنع بأنه لن يستطيع أن يعيد حتى جثثهم، ليكون يحيى السنوار هو الخاطف، وليكون بنيامين نتنياهو هو القاتل”.
سؤال رابع: “لن أقول ان الثعلب يجر الأمبراطور، لكن ألم تجعل، باستراتيجية “توم اند جيري”، نصف ادارتك، على الأقل، تشعر بأنك لست رجل اللحظات الكبرى؟”…
الكاتب في صحيفة “وول ستريت جورنال” وليم غلادستون قال له “كن البطة العرجاء لا البطة المجنونة، وأنت تعلم ما نهاية الساسة المجانين في أميركا”.
لاحظ كيف “أننا دأبنا على وصف آيات الله بـ “مجانين الله” لأخذهم بذلك النوع من الايديولوجيات الذي لا مكان له في زمننا، لكن ما رأيناه أظهر كم هم أكثر براعة منا ان في اللعب التكتيكي، أو في اللعب الاستراتيجي”.
هذا ما يثير ردود فعل عاصفة من بعض مستشاري البيت الأبيض الذين يعتبرون أن بايدن تمكن من “استيعاب آيات الله ان بالتهديد بـ”الضربة القاضية” أو بالضوء الأخضر لبغداد لتسديد 10 مليارات دولار لايران، ما حال دون الرغبة الروسية، وربما الصينية أيضاً، في أن ننزلق ونغرق في وحول، وفي نيران، الشرق الأوسط”.
العديد من المعلقين الأميركيين تحدثوا عن “ضياعنا في تلك الأدغال”. الايرانيون أدركوا منذ الساعات الأولى لـعملية “طوفان الأقصى”، أن اسرائيل تزعزعت، وهي التي تعاني، أساساً، من تصدعات بنيوية حادة. وحين أعلن زعيم الليكود، وفي ظنه أن الأسطول الأميركي بات بامرته، أنه في صدد تغيير (خارطة) الشرق الأوسط، كان الأميركيون خائفون على الخارطة الاسرائيلية.
هكذا، أيضاً، رأت قيادة “حزب الله” المشهد. لطالما اعترف المعلقون الاسرائيليون بما معناه أن السيد حسن نصرالله يتجول بحذائه في رؤوس الضباع في اسرائيل. وكان أن الحزب أحدث بالضربات اليومية، وبرؤية دقيقة، وادارة دقيقة للتصعيد (Modus operandi )، ذلك الجو الذي يجعل الاسرائيليين يدركون أن الاصبع على الزناد، وأن الرهان على معادلة “لبنان بعد غزة” رهان الأغبياء.
هذا ليس خط النهاية. السيد تحدث عن الوقت كعنصر فائق الأهمية ان في مسار الصراع أو في تحديد نتيجة الصراع. نتنياهو توعد بتغيير الشرق الأوسط، ما حدث أن العالم هو الذي بدأ يتغير. حتماً ليس لمصلحة البرابرة.
لنتذكر كيف سقطت كل القيادة الاسرائيلية، وبالرغم من البعد التاريخي في شخصية غولدا مئير، نتيجة لحرب 1973. بعض الوقت وتسقط كل القيادة الاسرائيلية نتيجة ما جرى في 7 تشرين الأول وبعده.
الأميركيون يريدون أن يفعلوا شيئاً على الساحة الشرق أوسطية كي لا تبقى الخاصرة الرخوة في صراع الأمبراطوريات. يذهب بنيامين نتنياهو، ويجر وراءه محمود عباس، على أن يؤتى بمحمد دحلان محله، وهو ابن خان يونس الذي يتقن العبرية، والعدو اللدود لكل من محمود عباس واسماعيل هنية. واذ يتهم، ومنذ أن كان يشغل منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي بـ “رجل الخطوط المفتوحة مع الموساد”، يتهم محمود عباس بـ “رجل الخطوط المفتوحة مع الشاباك”.
هكذا ينتهي حكم حركة “حماس” للقطاع، ما تعتبره “يديعوت أحرونوت” خسارة جيوسياسية هائلة لايران. لكن عملية “طوفان الأقصى” نقلت القضية الفلسطينية الى العالم الذي شاهد “هيروشيما الفلسطينية” على الأرض. النظرة الى “اسرائيل” تغيرت في أمكنة كثيرة، وفي عيون كثيرة. فلسطين عادت الى الحياة في أمكنة كثيرة، وفي عيون كثيرة .
(سيرياهوم نيوز ٣-الكاتب)