نزار نمر
عندما تتناول الدراسات المقارِنة أسلوب الصحافة البريطانية في تغطية الصراع بين المقاومة الفلسطينية والعصابة الإسرائيلية المحتلة، لن نجد فرقاً يُذكر في الانحياز إلى السردية الصهيونية بين معظم الصحف اليمينية ومثيلاتها اليسارية
قد يجادل كثر بأنّ انحياز الإعلام الغربي بيمينه ويساره إلى السردية الصهيونية بات متوقّعاً، بل معتاداً، لكنّ العادة لا تعني الأصحّية. جلّ ما يقوم به هذا الإعلام هو مراكمة وقاحته التي تزداد مع ازدياد أيّام الإبادة، إذ يمكنه التوقّف عن بثّ البروباغندا الحربية متى أراد، لكنّ الإرادة غائبة. عندما تتناول الدراسات المقارِنة أسلوب الصحافة البريطانية في تغطية الصراع بين المقاومة الفلسطينية والعصابة الإسرائيلية المحتلة، لن نجد فرقاً يُذكر في الانحياز إلى السردية الصهيونية بين معظم الصحف اليمينية ومثيلاتها اليسارية، حتى يصحّ فيها القول: «كما حنّا كما حنين» أو بالأحرى «كما جون كما جو» كي يتناسب التعبير مع «الإمبراطورية» التي غابت عنها الشمس. ومع ذلك، ما زالت «نخبتها» المهيمنة تنام على حلم استعماري وتصحو على كابوس إمبريالي.
(رسم: نهاد علم الدين)
لم يكن تقرير «ذا تلغراف» الملفّق الذي خضّ لبنان بتناوله مطار بيروت يتيماً، بل جزءاً من إستراتيجية كاملة لدى الصحف البريطانية. هذا ما توضحه دراستان مقارنِتان فنّدتا هذا الموضوع بفارق نحو أربعة أشهر: الأولى في 28 آذار (مارس) 2024 بعنوان «انحياز كمّي ونوعي إلى الاحتلال في الصحف البريطانية» واضعةً الصحف اليمينية تحت المجهر، والأخرى في الأول من آب (أغسطس) 2024 بعنوان «لقد احتسبنا الأرقام – إليكم كيف غطّت الصحف البريطانية التقدمية غزّة («يُقتَل» الفلسطينيون و«يُذبح» الإسرائيليّون)» متناولةً الصحف ذات الميول اليسارية. أجرى هاتَين الدراستين الصحافيّون سيباستيان شحادة، وشيري شقير، ونادين طلعت لموقعَي «ذا نيو أراب» و«نوفارا ميديا» على التوالي، وأظهرتا فارقاً كبيراً في الانحياز لمصلحة الكيان الصهيوني في صحف المملكة التي تسبّب انتدابها الخطير ووعد بلفورها الشهير في النكبة المتمادية التي يعانيها الفلسطينيون والعرب وسائر المشرق.
في حديث لنا مع الصحافية شيري شقير المشاركة في إعداد الدراستَين، تقول لنا إنّها وزميلَيها اختاروا أربعاً من أكثر الصحف البريطانية اليمينية انتشاراً، وثلاثاً من مثيلاتها اليسارية. وهنا تشير إلى ملاحظتهم أنّ «الصحف اليسارية تحاول إخفاء أجندتها أكثر بقليل من نظيراتها اليمينية التي تجاهر بمواقفها المؤيّدة للسردية الصهيونية». وتشرح كيفية اتّضاح ذلك، إذ «رغم أنّ الصحف اليسارية لا تنشر تقارير حول جرائم جنسية (للمقاومة الفلسطينية) كما تفعل تلك اليمينية، إلّا أنّها تبقي على استخدام تعابير مثل «القتل» عند وصف الإسرائيليّين مقابل «الموت» (كأنّه غير معروف السبب) عند وصف الفلسطينيّين». وتؤكّد أنّ هدف الدراستَين كان إظهار أنّ «كلَي اليمين واليسار في بريطانيا يعتمد لغة عاطفية يقرّر فيها مَن يريد إسباغ الإنسانية عليه ومَن يريد نزعها عنه»، مشيرةً إلى اعتمادهما (أي الدراستَين) على عناوين المقالات فقط، «فهي أوّل ما يُقرأ، عدا عن أنّ عدداً ضخماً من الناس يقرأ العنوان فقط من دون المقال، لأسباب مختلفة».
الصحف اليسارية
بالنظر إلى تينك الدراستَين، يمكن ملاحظة أنّ الصحف البريطانية لا تشذّ عن قاعدة انحياز الإعلام الغربي، والغرب عامّةً، إلى أبرز أدواته الاستعمارية «إسرائيل». هي مربط مصالح دول الطمع والجشع، وفي نهاية المطاف المستثمر المموّل واحد في غايته التي تبرر الوسيلة. في الدراسة الأحدث التي ركّزت على صحف يسارية، جمع المعدّون كلّ المقالات المتاحة عبر الإنترنت حول الحرب على غزّة من «ذا غارديان» (459)، و«ذا إندبندنت» (452) و«ذا ميرور» (257) المنشورة بين 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023 و7 آذار (مارس) 2024، وحلّلتها باستخدام أربعة اختبارات (اللغة العاطفية، دراسات الحالة، الرهائن والسجناء، الإبلاغ عن الوفيات) لمقارنة كيفية تغطية الصحف للإسرائيليّين والفلسطينيّين المتورّطين في الحرب. ويكشف التحليل أنّ «المطبوعات الثلاث فضّلت حياة الإسرائيليّين ورواياتهم وأصواتهم، وإن بدرجات متفاوتة. وفي الاختبارات الأربعة، كانت الـ «ميرور» والـ «إندبندنت» متحيزتين باستمرار ضد الفلسطينيّين. وكانت عناوين صحيفة الـ «غارديان» أكثر دقّةً وتوازناً، لكنّها مع ذلك قدّمت تغطية غير متناسبة لمصلحة الإسرائيليّين». ما يزيد من فداحة هذا الانحياز هو أنّ الفلسطينيّين يتعرّضون لمئات أضعاف ما تعرّض له الإسرائيليّون، لكن رغم ذلك فكفّة الصحف البريطانية ترجّح صوب المستوطنين.
قارنت الدراسة استخدام 28 كلمة عاطفية في 1168 مقالة، ومدى تكرارها في ما يتعلّق بضحايا الحرب الفلسطينيّين والإسرائيليّين، وشملت لغة بيانية وإدانية مثل «مجزرة» و«مذبحة» و«قتل» و«إرهابي»، بالإضافة إلى لغة إنسانية وعاطفية مثل «مفجع» و«أحبّاء» و«أطفال» و«أمّهات». «استخدم واحد من كل خمسة عناوين (19%) لغةً عاطفية لوصف الضحايا الإسرائيليّين للعنف الفلسطيني، بينما فعلت 11.8% فقط من العناوين الرئيسية الشيء نفسه بالنسبة إلى ضحايا العنف الإسرائيلي من الفلسطينيّين»، كما تورد. وتضيف أنّه «مع ذلك، كانت هناك اختلافات صارخة بين المنافذ الثلاثة. ففي حين نشرت الـ «إندبندنت» والـ «ميرور» ضعف عدد العناوين الرئيسية التي تحتوي على لغة عاطفية للضحايا الإسرائيليّين مقارنةً بالضحايا الفلسطينيّين (22% مقابل 10% و33.4% مقابل 18.6%)، أظهرت صحيفة الـ «غارديان» توازناً أكبر، إذ استخدمت 9.5% من عناوينها لغةً عاطفية للفلسطينيّين مقابل 7.8% للإسرائيليّين. إلّا أنّ العدد المهول لضحايا الحرب الفلسطينيّين يجعلنا نتساءل عمّا إذا كانت هذه الأرقام متناسبة».
دراسات حالة
وحلّل الاختبار الثاني مدى تكرار عناوين الصحف الثلاث التي سلّطت الضوء على محنة شخص أو مجموعة من الأشخاص كدراسة حالة، مثل هذا العنوان من صحيفة الـ «ميرور»: «إميلي هاند، 9 سنوات، تستمتع بالمشي على الشاطئ مع والدها بعد محنة احتجازها كرهينة عند حماس». يُظهر التحليل «أنّ الـ «إندبندنت» والـ «ميرور» تشتركان في تحيّز صارخ إلى «إسرائيل»، إذ تنشران دراسات حالة عن الإسرائيليّين أكثر بكثير من الفلسطينيين. نشرت الـ «اندبندنت» 70 دراسة حالة عن الإسرائيليّين و28 فقط عن الفلسطينيّين، وفي حالة الـ «ميرور»، كان الرقمان 89 و31. أما في الـ «غارديان»، فكان الوضع معكوساً، إذ تضمّنت 46 دراسة حالة عن الإسرائيليّين و92 عن الفلسطينيّين. وهذا عائد إلى حدّ كبير إلى مذكّرات الصحيفة عن غزّة المؤلفة من 48 مقالاً بقلم زيّاد، وهو رجل فلسطيني من غزّة يروي وقائع حياته في أشهر الحرب الأربعة الأولى. سلسلة الـ «غارديان» هذه مثال نادر على التغطية الإنسانية للفلسطينيّين في الإعلام البريطاني السائد».
الرهائن والسجناء
بالاستناد إلى «هيومن رايتس ووتش»، أشارت الدراسة إلى وجود نحو 200 مستوطن محتجزين لدى «حماس»، في مقابل نحو 9 آلاف فلسطيني، و«لا يشمل هذا الرقم أكثر من 4 آلاف أسير من قطاع غزّة اعتقلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب، وغالباً في ظروف تعذيبية وغير إنسانية، علماً أن التفاوض على إطلاق سراح السجناء الفلسطينيّين هو الهدف الأساس المعلن لهجوم «حماس» في 7 تشرين الأوّل». وقيّمت عدد العناوين الرئيسية «التي ركّزت على الرهائن الإسرائيليّين أو السجناء الفلسطينيّين وقارنتها، وجاءت النتائج فاضحة: نشرت الـ «إندبندنت» والـ «ميرور» عنواناً واحداً فقط لكلّ منهما عن السجناء الفلسطينيين في هذه المدة مقارنةً بـ70 و24 عنواناً عن الرهائن الإسرائيليّين، بينما نشرت الـ «غارديان» 47 عنواناً عن الرهائن الإسرائيليّين و7 فقط عن السجناء الفلسطينيّين».
الإبلاغ عن الوفيات
حلّل الاختبار النهائي كيفية تناول هذه المنافذ الإخبارية للمتسبّب بالوفيات الإسرائيلية والفلسطينية. «كان لدى الـ «غارديان» والـ «إندبندنت» عناوين أكثر تشير إلى الوفيات الفلسطينية مقارنة بالإسرائيلية، وهو أمر متوقع نظراً إلى عدد القتلى الأكبر بكثير في الجانب الفلسطيني. وفي حالة الـ «ميرور»، كان الأمر معكوساً: نشرت الصحيفة 65 عنواناً يشير إلى الوفيات الإسرائيلية و52 عنواناً فقط عن الوفيات الفلسطينية. وتكمل الدراسة: «عندما يتعلّق الأمر بإسناد اللوم، كانت المنافذ الثلاثة أكثر ميلاً إلى تحديد مرتكب العنف عند مناقشة الوفيات الإسرائيلية مقارنة بالوفيات الفلسطينية. بعبارة أخرى، ربطت الصحف الثلاث صراحةً الوفيات الإسرائيلية بـ«حماس» أكثر من ربط الوفيات الفلسطينية بـ«إسرائيل» أو الجيش الإسرائيلي، لكنّ الـ «ميرور» أظهرت التحيّز الأوضح لمصلحة «إسرائيل»، إذ لامت 86% من عناوينها الرئيسية «حماس» على مقتل الإسرائيليّين مقارنةً بـ38% فقط لامت «إسرائيل» وجيشها على الوفيات الفلسطينية».
الخلاصة
أظهرت المطبوعات الثلاث التي راجعها معدّو الدراسة «تحيّزاً تجاه «إسرائيل»، بينما فشلت في توفير سياق حيوي – أي الاحتلال الإسرائيلي المستمرّ والتطهير العرقي ونظام الفصل العنصري – لأحداث السابع من أكتوبر، أو أن تنسب بوضوح الوفيات الفلسطينية إلى العنف الإسرائيلي. وفي حين فضّلت الـ «إندبندنت» والـ «ميرور» الإسرائيليّتين باستمرار في الاختبارات الأربعة لهذه الدراسة، أظهرت تغطية الـ «غارديان» المزيد من التوازن. ورغم أن مستوى التحيّز الذي وُجد في هذه الصحف البريطانية ذات الميول اليسارية يتضاءل مقارنةً بوسائل الإعلام اليمينية في بريطانيا، فإنّ هذه الدراسة تؤكد على أنّ الجماهير البريطانية، عبر الطيف السياسي، تتلقّى تغطية منحرفة جداً للإبادة الإسرائيلية الجماعية المستمرّة بحق الفلسطينيّين».
الصحف اليمينية
وكانت الدراسة الأولى «انحياز كمّي ونوعي إلى الاحتلال في الصحف البريطانية» قد أكّدت أيضاً أنّ «تغطية الصحف اليمينية البارزة في بريطانيا أثبتت تحيّزاً ثابتاً وعميقاً ضدّ الفلسطينيّين مع تجريدهم من إنسانيّتهم». وعبر التحليل الكمّي والنوعي، فحصت 617 عنواناً رئيسياً من «ذا تايمز» (112) و«ذا تلغراف» (106) و«ذا صن» (114) و« ذا ديلي ميل» (285)، «وهي أربع من الصحف الأكثر قراءةً في بريطانيا، وتلعب دوراً مهمّاً في تشكيل الرأي العام، فالـ «صن» وحدها لديها نحو 30 مليون قارئ شهرياً».
جمع هذا البحث كل المقالات المتوافرة على الإنترنت التي نشرتها الصحف الأربع بين 7 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2023 و7 شباط (فبراير) 2024 حول قطاع غزّة و«إسرائيل»، وحلّلها للتأكد من تحيّزها. وأظهرت النتائج أنّ «الصحف الأربع تفضّل بشكل غير متناسب حياة الإسرائيليّين والروايات الحكومية على حياة الفلسطينيّين، وتعكس في عناوينها الرئيسية تحيّزاً ضد الفلسطينيّين بالطرق الثلاث الآتية: نشر قدر كبير من اللغة العاطفية عند وصف «المعاناة» الإسرائيلية، وتضخيم المبرّرات الإسرائيلية للعنف، ونزع الإنسانية من الفلسطينيّين. وجاءت 64% من العناوين لمصلحة «إسرائيل» مقارنةً بـ16% فقط لمصلحة الفلسطينيّين، بينما نسبة الـ20% المتبقية كانت محايدة أو غير ذات صلة بما فيه الكفاية».
الصحف اليسارية تحاول إخفاء أجندتها أكثر بقليل من نظيراتها اليمينية
وتشير الدراسة إلى أنّ «الصحيفة التي أظهرت تناقضاً صارخاً هي الـ «صن» التي استخدم 74.5% من العناوين الرئيسية فيها لغة عاطفية حول القتلى الإسرائيليّين، مقارنةً بـ4.5% فقط للفلسطينيّين، أي بمعدّل 25 إلى 1». ووجدت أنّ «اللغة القاسية المشحونة جداً ضدّ «حماس» منتشرة على نطاق واسع عبر الـ «صن» والـ «ديلي ميل»، وكلتاهما من الصحف الشعبية الصفراء، إضافةً إلى سلسلة من المصطلحات اللاإنسانية مثل «الوحوش» و«المتوحّشين» عند وصف الحركة.
وفي الحالات النادرة التي استخدمت فيها العناوين الرئيسية لغة عاطفية في الإشارة إلى الضحايا الفلسطينيّين للجرائم الإسرائيلية، «كانت اللغة سلبية نسبيّاً». وتورد الدراسة مثالاً من أحد أخبار الـ «ديلي ميل»: «مقتل ما لا يقلّ عن 68 فلسطينيّاً، من بينهم سبعة أطفال، في مخيّم اللاجئين في غزّة في واحدة من أعنف الغارات الجوّية الإسرائيلية منذ بدء الحرب، كما جرى ذبح 15 جنديّاً من جيش الدفاع الإسرائيلي عشية عيد الميلاد الدموية». ويكمل معدّو الدراسة أنّه «حتّى استخدام كلمة «قُتلوا» لوصف الفلسطينيّين كان نادراً. وفي عناوين رئيسية عدّة، جاءت الوفيات الفلسطينية بصيغة المبني للمجهول، وهو تكتيك مصمَّم عادةً لتجنّب إلقاء اللوم على المجرم». وتورد عنواناً آخر للـ «ديلي ميل» قال إنّ غارة جوية إسرائيلية «خلّفت 200 قتيل»، جاءت «بعدما خرق صاروخ «حماس» وقف إطلاق النار الذي استمر سبعة أيام».
ووجدت أنّ «الإسرائيلية شاني لوك وحدها خصّصت لها الـ «صن» عناوين عاطفية أكثر من جميع عناوين الصحيفة عن الضحايا الفلسطينيّين. بمعنى آخر، أعطت الصحيفة امرأة إسرائيلية اهتماماً إنسانيّاً أكثر من 27 ألف ضحية فلسطينية (الرقم الرسمي في تاريخ إعداد الدراسة في آذار/ مارس الماضي) في أنحاء غزّة والضفة الغربية. وكشف التحليل أنّ عناوين الصحف الأربع استخدمت لغة عاطفية بحرّية تجاه الإسرائيليّين لكنها كانت محجوبة وغير مبالية عند مناقشة الضحايا الفلسطينيّين. وبينما «تموت» النساء والأطفال الفلسطينيّون، هكذا ببساطة، يُقدّم للقارئ إسرائيليّون «تُقطع رؤوسهم» أو «دامعون يُذبح أحبّاؤهم» باستمرار».
جاءت الوفيات الفلسطينية بصيغة المبني للمجهول
وفي حين أن عناوين الـ «تايمز» والـ «تلغراف» الرئيسية تستخدم لغة عاطفية أقلّ من الصحف الشعبية مثل الـ «صن» والـ «ديلي ميل»، وجدت الدراسة أنّ «المطبوعتَين تميلان بشكل غير متناسب إلى «إسرائيل»، إذ ركّزتا على الروايات التي تبرّر الإجرام الإسرائيلي في قطاع غزّة وتضعه في سياقه. على سبيل المثال، أوضح أحد العناوين الرئيسية في الـ «تايمز» كيف أن «الانتقام» من 7 أكتوبر «سيكون سلاماً». وممّا يثير القلق، عدد عناوين الـ «تلغراف» التي تعبّر عن الدعم غير المشروط للجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيّين». وتورد الدراسة بعض الأمثال: «المدنيّون في غزّة متعاطفون مع الإرهابيين» أو «لـ«إسرائيل» كل الحقّ في القيام بكل ما يلزم للقضاء على «حماس» النازية».
وتستنتج الدراسة أنّ «57% من عناوين الـ «تلغراف» البالغ عددها 106 تعبّر عن روايات تبرّر حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزّة. على النقيض من ذلك، لم يُعبَّر عن الروايات التي تبرّر النضال الفلسطيني المسلّح أو تضعه في سياقه ولو مرّة واحدة، في أيّ منشور، عبر العناوين الرئيسة الـ617». هكذا إذاً، تفضح الدراستان انحياز الصحف البريطانية وتضليلها الرأي العام البريطاني، فيما أهمّيتهما لا تكمن فقط في إعلام القارئ بأنّ هناك انحيازاً، وهو أمر معروف، بل في إبراز حجمه وبالتالي جسامة تأثيراته.
سيرياهوم نيوز١_الاخبار