سكينة محمد
جهود كبيرة يبذلها طلاب كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق بهدف تسليط الضوء على المواقع الأثرية المغمورة في دمشق والتي تعكس تنوع وغنى الحضارات التي تعاقبت على أرض أقدم عاصمة مأهولة بالتاريخ يجمعهم هدف واحد هو توثيق هذه المواقع والسعي لإعادة ترميمها وتوثيقها وتنشيطها سياحياً.
ونظراً لغنى دمشق بالأماكن الأثرية قدم مؤخراً عدد من طلاب الماجستير في كلية الهندسة المعمارية دراسات لتنشيطها وفق الإمكانات المتاحة ومنهم المهندس محمد قاسم الذي أوضح لمراسلة سانا أن دراسته سلطت الضوء على مبنى دائرة الشرطة (الأثري) المجاور لوزارة الداخلية بدمشق كونه يعاني مشاكل إنشائية تشمل تسرب المياه من السقف.
كما لفت إلى أن دراسته تمت عبر عدة مراحل تاريخية تشمل تاريخ المبنى والمنطقة وتضرره وتوثيق المبنى كما تمت دراسة الحالة الصحية له ومواد البناء المستخدمة فيه وضمن الدراسة تم اقتراح خطة لترميم وتأهيل المبنى علماً أنه غير مسجل وغير معين أثرياً.
بدورها بينت المهندسة هدية عبد الرزاق أقبيق أنها تناولت في دراستها ناعورة الشيخ محي الدين والدار المحيطة بها الواقعة في زقاق النواعير بمنطقة الصالحية عبر دراسة تفصيلية ومخططات دقيقة بالاعتماد على أجهزة التصوير المساحي والفوتوغرامتري.
كما لفتت أقبيق إلى أن الدراسة أظهرت أن الناعورة تعاني من الإهمال وغياب الصيانة وخلصت إلى ضرورة تأهيل وتوثيق موقع الناعورة واعتماده كمتحف بهدف إحياء الناعورة من جديد وإعادة الروح إليها.
وبحسب أقبيق فإن الدافع الذي حفزها لإجراء هذه الدراسة هو قدم الناعورة التي تأسست في العهد الأيوبي أي منذ نحو 800 عام تقريباً ورغبتها باطلاع السوريين على نموذج خاص من النواعير موجود بدمشق لا يعلمون به كون كل معلوماتهم عن النواعير مرتبطة بمحافظة حماة.
من جانبها لفتت المهندسة عبير معاد إلى أن الدراسة التي أعدتها تناولت توثيق وترميم وإعادة تأهيل حمام الصفي بحي الشاغور عبر 5 مراحل تتضمن الدراسة التاريخية والرفع المعماري والفوتوغرامتري وحالة المواد والحالة الصحية للمبنى وحالة المبنى لجهة مظاهر تدهوره حيث خلصت الدراسة إلى أهمية تأهيل الحمام وتوظيفه مرة ثانية كحمام سوق متاح للجميع للحفاظ على هذا التراث من الاندثار وتعريف الأجيال بتاريخ آبائهم وأجدادهم.
وبين المهندس طوني يازجي رئيس دائرة آثار دمشق أهمية الدراسات المقدمة والتي اتسمت عموما بسوية جيدة نظراً لما تقدمه من حلول ناجعة لترميم وتأهيل أماكن تاريخية بدمشق في ظل نقص الكوادر والإمكانات المتاحة إلى جانب كونها تسهم بتوثيق مبان أثرية في دمشق وتسجيل غير المسجلة منها وتقديم مقترحات لدعمها وإعادة تنشيطها سياحياً من جديد.
وأكد يازجي ضرورة الاستفادة من طاقات الشباب الخلاقة والفكر الإبداعي والسعي لدعم دراساتهم وتنفيذها على أرض الواقع للمساهمة في تطوير قطاع السياحة وإنعاش المناطق الأثرية في سورية.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا