من المتوقع أن يصل عدد حالات تشخيص الإصابة بالسرطان على مستوى العالم إلى 35 مليون حالة في عام 2050، وفقاً لتقديرات جديدة صادرة عن منظمة الصحة العالمية، أي بزيادة نسبتها 77% عن عام 2022.
وفي البحث حول أسباب هذا الارتفاع، وجدت دراسة جديدة، أجراها خبراء من جامعة واشنطن في سانت لويس، أن ارتفاع معدل إصابة الأجيال الشابة بالسرطان ربما يرجع لوجود خلايا وأنسجة قديمة تفوق أعمارهم.
وتعد الخلايا محور كلّ وظيفة جسدية، ومع تقدمها في العمر، تضعف قدرتها على الإصلاح والتكاثر، ما يؤدي إلى عدد كبير من التأثيرات الضارة غير المباشرة.
وتبين أن الشيخوخة المتسارعة بمعدل أعلى من المتوسط، تزيد خطر الإصابة بأي أورام صلبة، بما في ذلك سرطان الرئة والجهاز الهضمي والرحم، بنسبة 17%.
ويمكن أن تحدث الشيخوخة السريعة بسبب أنماط الحياة الأكثر إرهاقاً وضعف الصحة العقلية والسمنة واستهلاك الوجبات السريعة.
وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية: في الدراسة، تتبع الخبراء بيانات زهاء 150 ألف شخص من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وبحثوا في 9 علامات من اختبارات الدم لتحديد العمر البيولوجي لكل شخص، أي عمر خلايا وأنسجة الفرد.
وأدخلت البيانات في خوارزمية تسمى PhenoAge، تولد العمر البيولوجي لكل شخص.
ثم قارن الفريق ذلك مع الأعمار الفعلية للمشاركين، ونظروا في سجلات السرطان لمعرفة عدد الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالسرطان المبكر «قبل سن 55 عاماً».
وتم تشخيص زهاء 3200 حالة سرطان مبكرة، وكان الأشخاص الذين ولدوا في عام 1965، أو بعد ذلك، أكثر عرضة بنسبة 17% لإظهار الشيخوخة المتسارعة.
من جانبه، قال روي تيان طالب الدراسات العليا في جامعة واشنطن، والمعد الأول للدراسة: على عكس العمر الزمني، قد يتأثر العمر البيولوجي بعوامل مثل النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة العقلية والضغوط البيئية. تشير الأدلة المتراكمة إلى أن الأجيال الشابة والأصحاء قد يتقدمون في السن بسرعة أكبر مما كان متوقعاً، ويرجع ذلك على الأرجح إلى التعرض المبكر لعوامل الخطر المختلفة.
بدورها، قالت الدكتورة آنا بليز، التي تدرس تأثير الشيخوخة البيولوجية لدى الناجين من السرطان في جامعة مينيسوتا، إنّ النتائج يمكن أن تساعد العلماء على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان عندما يكونون صغاراً، وأوضحت أن الرئتين يمكن أن تكونا أكثر عرضة لخطر الشيخوخة مقارنة بالأنسجة الأخرى، لأن قدرتها على التجدد محدودة.
وقال الخبراء، الذين تفاعلوا مع النتائج: إنّ ذلك قد يعني أنه يمكن استخدام اختبار دم بسيط وخوارزمية لمعرفة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان بسبب تسارع معدل الشيخوخة، ومن ثم يمكن التوصية بالفحص على أساس فردي.
يذكر أن التدخين يعد عاملاً مساهماً في الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، ويمكن أن يؤدي الأرق إلى زيادة العمر البيولوجي، كما هو الحال مع زيادة الوزن والسمنة. وأدرجت على أنها عوامل مساهمة في زيادة حالات السرطان لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما.ً
هذا ويمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى تكوين أورام خبيثة، لأنه يسبب ضعفاً بمنظومة المناعة. لذلك يعدّ الإجهاد من العوامل غير المباشرة لتطور السرطان. واستناداً إلى ذلك فإنّ الأشخاص العصبيين هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين