عندما تجلس بالبيت ولاسيما في أيام الأعياد والعطلات تحتاج الى بعض الاسترخاء والترفيه وفي ظل الظروف التي نعيشها جميعاً لا تملك إلا شاشتي التلفزيون والموبايل ولا سيما في ظروف الإجراءات الاحترازية ..حيث تمسك بجهاز التحكم وتبدأ البحث عن برنامج أو فيلم أو موضوع يشدك ويجعلك تتفاعل معه ..وأولى خياراتك تكون محطات الدراما لأنه من المتوقع أن فيها ما يعنيك من أخبار معيشتك أو قضاياك الثقافية والسياسية والتحليلية فهي كما يفترض دراما من نبض حياة مجتمعك ….
أول ما تلاحظه أن أغلب ما يعرض هو أفلام ومسلسلات ومسرحيات مكررة وقديمة لدرجة تُشعرك بالملل من متابعتها مجدداً وقضاء أوقات لن تضيف لك أي جديد بل هي فقط لقتل الوقت وإضاعته دون جدوى ..
ولو أنك قررت اعادة المشاهدة فأي محتوى ستجده يعبر عن مجتمعك ..بالنسبة للمسلسلات التي تحاكي التراث كالمسلسلات التي تتحدث عن البيئات المحلية مثلاً ستشعر بالخزي والأسف لأن هذه الشخصيات التي تشاهدها في أغلب الأعمال تكون مريضة نفسياً وأخلاقياً ومهتزة وغير متزنة تشكل حالات خاصة لكنها بالتأكيد ليست بيئتك الحقيقية وتبحث عن الحقيقة أين هن النساء في مجتمعك مثل نازك العابد وماري عجمي وناديا الغزي ونازك الملائكة وفدوى طوقان وغيرهن كثيرات اللواتي شكلن منذ مطلع القرن الثامن عشر والتاسع عشر نماذج لسيدات وأديبات وإعلاميات وطبيبات صنعن نهضة حقيقية وكن قائدات في المجتمع؟ هؤلاء لن تسمع عنهن كلمة واحدة على مدار حلقات قد تتجاوز الثلاثين حلقة وإنما ستجد فوزية ومسرة وفتحية ووردة نماذج لنساء لعوبات يتقن فنّ الردح والشتائم .. أغلب سلوكياتهن شاذة بمعنى التلاعب والخيانة والانتقام وقد يصل بهنّ الأمر حدّ القتل والجريمة …
والسؤال : هل هذه نماذج تعبر عن مجتمعنا ؟!
وحى عندما تخرج من أعمال البيئات المحلية ستجد نفسك تغرق أكثر في مستنقع الفساد والرذيلة وقد تخجل من مشاهدة هذه الدراما مع أسرتك .. حيث تبدو وكأنك تعلمهم أساليب غير أخلاقية ..وتقول في سرك وعلنك : هل لهذه الدرجة أصبحنا نصور ونبحث عن قاع المجتمع لنصدره الى أبنائنا وبناتنا وجيل المستقبل والمشاهد العربي والأجنبي على أنه مجتمعنا وواقعنا وبيئتنا !!
لابد من إقفال جهاز التلفزيون والتأمل والتفكير كيف تسمح اللجان المسؤولة عن النصوص الدرامية أو حتى الرقابية بظهور مثل هذه الدراما المسيئة للناس والمجتمع ؟ ولماذا غابت القدوة والنماذج الإيجابية عن شاشاتنا وإنتاجنا الفني ؟! سؤال برسم الإجابة فمن يجيب ؟!.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)