آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » دريد لحام : سوريا هي رحم أمي ولم نكن نعلم بفظائع صيدنايا

دريد لحام : سوريا هي رحم أمي ولم نكن نعلم بفظائع صيدنايا

ديانا سكيني

في دمشق، وتحديداً في منطقة “أبو رمانة”، التقت “النهار” عميد الفنانين السوريين دريد لحام في مكتبه المليء بصور وشهادات الجوائز التكريمية التي تكلّل سنوات من العطاء الفني وتصدّر شخصيات كـ”غوار الطوشة” مخيلة الدراما والتلفزيون في العالم العربي

 

يختزل دريد لحام ذاكرة فنية مثقلة بمراحل سورية وعربية شديدة الصعوبة. من خلال فنّه والكوميديا السوداء، قدّم شخصيات عكست هموم الشقاء والمفاضلة بين سيء وأسوأ والتعايش مع واقع حال فرضته لعبة الأمم. اليوم وبعد انحيازه لـ”سوريا الحرة”، يجد نفسه عرضة لاتهامات من يأخذون عليه عدم تظهير موقفه إلا بعد سقوط النظام. لكن عميد الفنانين السوريين “المزروع” في سوريا، قلّما يأبه “للمزايدات”، حاسماً أن انحيازه الأول والأخير هو لسوريا الشبيهة بـ”رحم أم”.

 

 

 

اقرأ أيضاً: دريد لحام لـ”النهار”: نريد سوريا الرأي والرأي الآخر

 

 

 

 

 

 

 

وبديهي، أن مواقف الفنانين السوريين لا تزال تحت المجهر بعد سقوط النظام السوري الذي دأب على تظهير دعمه لصناعة الدراما وإظهار نفسه محاطاً بنخب فنية. وعلى مدى العقود الماضية، حكمت ثقافة الترهيب النصوص وعمد البعض إلى التلاعب بالكنيات والأسماء لتمرير الرسائل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في دمشق، وتحديداً في منطقة “أبو رمانة”، التقت “النهار” عميد الفنانين السوريين دريد لحام في مكتبه المليء بصور وشهادات الجوائز التكريمية التي تكلّل سنوات من العطاء الفني وتصدّر شخصيات كـ”غوار الطوشة” مخيلة الدراما والتلفزيون في العالم العربي. “سيجارة” وفنجان قهوة ومحاولة لتأمين الكهرباء قبل بدء التصوير في العاصمة التي تشهد تقنيناً قاسياً في التيار الكهربائي يزداد واقعه سوءاً في موسم البرد.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نبدأ بالسؤال عن حال الشام اليوم، فيأمل لحام أن “تتجه الى الأفضل” بعد سقوط النظام السوري، مشدداً على الحاجة إلى “الرأي والرأي الآخر، فقد كان الوضع سابقاً عبارة عن رأي واحد”.

ويضرب مثالاً على كيفية انتخاب “ممثلي الشعب” في مجلس النواب، “غالباً ما يكون الترشح بالإيعاز، والانتخاب بالإجماع ولا أحد يعارض”.

 

 

 

نسأل كبير الفنانين الذي يدخل عامه التسعين: “بالتأكيد تبلغك التعليقات على مواقفك باعتبارها استدارة حيث يرى البعض أنك دعمت النظام السابق؟”.

 

 

 

 

 

يجيب لحام: “أنا لم أكن مع السلطة بل مع الوطن وسوريا. هناك قول جميل للأديبة السورية غادة السمان، وفيه: لا تحاول أن تأخذ شجرتك معك إلى الغربة لتحظى بظلّها، لأنّ الأشجار لا تهاجر”. فأنا كشجرة زيتون مغروس هنا، الوطن أم والأم وطن. في بعض الأحيان يسألونني وأقول لهم أن وطني الأول هو سوريا ووطني الثاني هو رحم أمي، لذا الوطن أم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الجنين يكون في وضعية “بالمقلوب” في رحم أمه لكنّه يشعر بالأمان، وحين ينزل من بطن أمه، يخرج وهو يبكي. لا أحد ولد إلا وهو ويبكي، إذ لا يريد ترك هذا الوطن الآمن”.

 

 

 

وكيف تصف مشاعرك ليلة سقوط النظام؟ “هي مشاعر في اتجاه واحد. سجن صيدنايا كشف المستور. عادة يبنون سجوناً للمجرمين. أما هذا السجن فمخصص لأصحاب الرأي. خرج سجين نسي اسمه… سجن صيدنايا كشف المستور وأزال الغمامة”.

 

 

 

*لكن ألم تكونوا تعرفون بوجوده وبانتهاكات مماثلة قبل سقوط النظام؟

 

 

 

يجيب لحام: “لم نكن نعرف ما يجري، ولم يكن هناك إعلام يوصل الحقائق. ميديا السلطة حكمت المشهد، أذكر في أحد أعمالي حين كنت أطلب من أحدهم وضع إذاعة لندن لمحاولة معرفة ما يجري…”.

 

 

 

عودة إلى أعمال دريد لحام المليئة بالرسائل والرمزيات، إلى شخصية “عبد الودود” في فيلم “الحدود”. فبأي صيغة يمكن إعادة تجسيد هذه الشخصية الشهيرة اليوم؟

 

 

 

يتنهد لحام مشيراً إلى أن “الأمور اليوم باتت أصعب، فـ”عبد الودود” لم يمر لأنه أضاع جواز سفره، واليوم ارتفعت الحواجز بين الدول العربية وازداد الإغلاق إغلاقاً…”.

 

 

 

بدأ فنانون يعلنون الشروع في التوثيق للمرحلة الأسدية في سوريا عبر أعمال درامية. فكيف يقارب لحام عمل الفن التوثيقي لهذه المرحلة؟ في رأيه، “الفن لا يمكن أن يكون آنياً، وهو دائماً ما ينتظر النتائج التي تتبلور في مسلسل أو عمل مسرحي أو سينمائي. وهذا ما حصل بعد الحروب العالمية الثانية فخرجت الأفلام بعد نهاية الحرب وليس قبلها”.

 

 

 

*وهل أنت معني بأن تكون جزءاً من المرحلة التوثيقية؟ “أنا جزء من سوريا ولست جزءاً من أحد”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نتحدث عن الفنان الذي يختزن عقوداً من ذاكرة الفن السوري ونظرته إلى القيادة الجديدة ممثلة راهناً بـ”هيئة تحرير الشام”. وهنا يتمسك بأنه “من الضروري أن يكون هناك رأي ورأي آخر يقدّم الأدلة والبراهين ويكون بمثابة مرآة لأي خطأ”.

 

 

 

في مقاربة لحام أن “الأمور ذاهبة الى الأفضل خصوصاً في مسألة عدم سطوة الأمن والمخابرات. أما كمّ الافواه فنأمل أنه أصبح وراءنا”.

 

 

 

يصمت هنيهة ليؤكد بأنه من المهم “أن يتنفس الإنسان ويعطي رأيه بحرية. الآن نتنفس قليلاً، فلا يعيش مجتمع أو يتقدم برأي واحد، ذلك أن المعارضة هي التي تفتح عيون السلطة على الأخطاء المرتكبة”.

 

 

 

وكيف يُضمَد الجرح السوري المفتوح؟ رغم ثقل السؤال الأخير في لقائنا مع دريد لحام، يحسم في برهة تأملية أنه “لا بد من تجاوز جروح الماضي، ففروع المخابرات كان عددها أكثر من المدارس”. يعود إلى مسرحية “ضيعة تشرين” حين حين تردد أن لأطفال لا يجدون مدارس ليتعملوا، في حين السجون متوفرة لمزيد من السجناء، “ما في سجين إلا لقيتولوا سجن”.

 

 

 

 

أخبار سورية الوطن١_النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل ينضم مكسيم خليل إلى هيفاء وهبي في مسلسل “المشتبه الرابع” على نتفليكس؟

أعلنت النجمة اللبنانية هيفاء وهبي عن مشاركتها في بطولة مسلسل جديد يحمل عنوان “المشتبه الرابع”، الذي يعد عملًا مختلفًا تمامًا عن الأعمال السابقة التي قدمتها. ...