خالد زنكلو
تعالت الأصوات والدعوات في إدلب وريف حلب الغربي، للمطالبة بإسقاط متزعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني»، التي تشكل ما تسمى «هيئة تحرير الشام» واجهته الحالية، بالتزامن من تفعيل نشاط المظاهرات التي تدعو لإعدامه وحل تنظيمه الإرهابي.
وأكدت مصادر متابعة للوضع في إدلب وريف حلب الغربي أن هناك حراكاً شعبياً غير مسبوق، الهدف منه الإطاحة بـ«الجولاني» بشتى الطرق الممكنة، بما فيها اتباع سبيل العصيان وتأجيج المظاهرات في كل قرية وبلدة ومدينة لشل الحركة ودفع الأهالي للتمرد ومهاجمة مقار «النصرة».
وكشفت المصادر لـ«الوطن» أن دعوات ومطالب الناشطين والشخصيات الفاعلة في خروج المظاهرات، دعت السوريين المنخرطين في صفوف تنظيم «النصرة» والتنظيمات الإرهابية المتحالفة معه إلى الخروج منه والانقلاب عليه لإنهاء أسوأ فترة مرت على تاريخ منطقة «خفض التصعيد» في إدلب والأرياف المجاورة لها.
وذكرت المصادر أن مظاهرات يوم الجمعة الفائت، اتسمت بالقوة والتحدي اللافت ضد الجولاني وتنظيمه الإرهابي، وكسرت حاجز الخوف بتوجه المتظاهرين إلى السجون التي زج فيها مئات المعتقلين من المتظاهرين للمطالبة بإخلاء سبيلهم، ملوحين باستخدام القوة لتحقيق هذه الغاية.
وأشارت إلى استنفار جهاز أمن الجولاني في إدلب وريف حلب الغربي بطاقته القصوى على خلفية ورود أنباء عن نية المتظاهرين مهاجمة أماكن اعتقال زملائهم وفتح باب السجون عنوة، الأمر الذي أدى إلى موجة جديدة من الاعتقالات طالت عشرات المتظاهرين في مدن إدلب وسلقين وكفر تخاريم وبنش ومعرتمصرين وأريحا وسرمين وبلدة قورقنيا في محافظة إدلب ومدينتي دارة عزة والأتارب وبلدات الأبزمو والسحارة ودير حسان بريف حلب الغربي.
المصادر أكدت أن أنقرة تدعم المتظاهرين وتحض على التظاهرات، التي ازداد زخمها ولم تعد تقتصر على أيام الجمع، وذلك ضمن حزمة من الضغوط تمارسها العاصمة التركية عن طريق استخباراتها لإزاحة الجولاني من منصبه، ومنها دعم باقي التنظيمات الإرهابية المتحالفة معه، ولاسيما المليليشيات المدعومة منها مثل «الجبهة الوطنية للتحرير»، لشق صفوفه والابتعاد عنه في أي خطوة يعتزم القيام بها، ومنها تنفيذ عملية عسكرية واسعة باتجاه مناطق الجيش العربي السوري والتجمعات الآمنة في محيطها.
المصادر لفتت إلى أن أنقرة تبحث في مجموعة من البدائل للإطاحة بالجولاني وتحضير البديل المناسب عنه، خصوصاً بعد أن راح يستقوي بكييف لتدريب إرهابييه في معسكرات خاصة بهم لإرسالهم إلى جبهات القتال الأوكرانية ضد الجيش الروسي، مقابل الحصول على دعم مالي وعسكري، عبارة عن طائرات مسيرة استطلاعية وهجومية، تطلّب الحصول عليها الجلوس في مفاوضات عديدة من جهاز الاستخبارات الأوكراني الذي يشترط ضرب الأهداف الروسية، وهو ما ترفضه أنقرة لعدم اغضاب حليفتها موسكو.
وفي السياق ذاته، برزت في الآونة الأخيرة الكثير من دعوات التخوين ضد الجولاني وتنظيمه الإرهابي من شخصيات كانت محسوبة عليه قبل أن تناصبه العداء بفعل ممارساته وتجاوزاته لتوسيع نفوذه على حساب الآخرين، حيث ذكّر أحدهم الجولاني عبر تطبيق «X» أن سورية قبل «الثورة» كانت من أعلى بلدان العالم أماناً، وتحدى إظهار حالة اقتتال واحدة فصائلية قبل سيطرة «تحرير الشام» على المنطقة لم تكن طرفاً فيها، وكذلك إظهار حالة خطف أو قتل واحدة قبل حكم الهيئة لم يكن لـ«داعش» أو «النصرة» يد فيها، وحتى حوادث السير والجرائم الجنائية كانت لا تكاد تذكر وأكبر خلاف بين عشيرتين أو عائلتين كان يُحل باليوم نفسه، وأول حوادث خطف صيادلة وأطباء وصيارفة ظهرت بعد سيطرة «تحرير الشام»، وكانت تقوم بها مجموعات احتطاب كانت تنسق مع قيادات من الهيئة مقابل حصة.
وقال أحدهم في تغريدة « تجاوزات «النصرة من عمالة وتشبيح وموت تحت التعذيب واختفاء معتقلين لسنوات واحتكار سلع وبناء إمبراطوريات اقتصادية عائلية ومكوس أهلكت البشر»، وختم: «تحرير الشام» ستنتهي نهاية أبشع من «داعش» لكن لا نعلم لمن سيكون مهمة إنهائها، إلى روسيا أم «النظام» أو دول إقليمية، والجولاني يعرف أن لا مستقبل سياسيا ولا عسكريا لفصيله ولن تقبل أي دولة ولا «الائتلاف» بحكم هيئته، فلماذا هذا الإصرار على البقاء وزيادة معاناة الشعب من دون جدوى».
(أخبار سورية الوطن 1-الوطن)