syriahomenews أخبار سورية الوطن
السويداء تقع على بعد 60 كيلومتراً فقط من حدود الأردن، قرب مدينة الأزرق المعروفة بأنها معقل الدروز في المملكة.
تلقي الأحداث الدامية التي تشهدها محافظة السويداء في الجنوب السوري بظلالها على الأردن، لا سيما مع خروج نداءات تطالب المملكة بالتدخل سواء لصالح الدروز أو عشائر البدو.
والسويداء تقع على بعد 60 كيلومتراً فقط من حدود المملكة الهاشمية، قرب مدينة الأزرق المعروفة بأنها معقل الدروز في الأردن والتي شهدت أيضاً تجمعات سلمية محدودة خلال الأيام القليلة الماضية تعبر عن التضامن مع الدروز في الجنوب السوري.
النائب في البرلمان الأردني فيصل الأعور كان قبل أيام ناشد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني “التدخل المباشر مع حكومة دمشق لوقف مأساة السويداء لحقن الدماء”، قائلاً عن دروز السويداء في منشور عبر فيسبوك” “هم أهل الوفاء والعز والتكريم ودماؤهم ليست رخيصة وجيرانهم جيران عز وشرف والجار يحمي جاره، فكيف إن كان الجار هم آل هاشم قادة المجد وتاريخ العروبة النابض بالوفاء، ما نلتمسه هو حقن الدم السوري والتدخل الأردني الذي لا يحتمل التأخير”.
كما ناشد الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز جنوبي سوريا حكمت الهجري الملك عبدالله الثاني، فتح معبر حدودي بين السويداء والأردن، معرباً عن أمله في بيان بأن “يتم اتخاذ خطوات عاجلة تسهّل التواصل وتخفف من معاناة المواطنين، لما لهذه الطرق من أهمية إنسانية في هذه اللحظات الحرجة”.
في المقابل، أصدرت عشائر أهل الجبل في الأردن، ممثلة بعشائر الشرفات والمساعيد والعظامات والزبيد، بياناً استنكرت فيه بشدة ما وصفته بـ”جرائم الإبادة الجماعية والخطف والتنكيل والتهجير القسري التي يتعرض لها أبناء عشائر البدو في محافظة السويداء، على يد جماعات مسلحة طائفية تابعة لما يُعرف بآل الهجري”.
وطالب البيان الحكومة الأردنية بـ”التحرك الديبلوماسي والإنساني العاجل لوقف هذه الانتهاكات، كما دعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحقيق في الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، وفق القانون الدولي”.
“شأن داخلي سوري”
تعليقاً على ذلك، يؤكد مصدر رسمي في رده على استفسارات “النهار” أن “الأردن ليس معنياً في اصطفافات لصالح طرف دون آخر، فالقضية بالدرجة الأولى شأن داخلي سوري، والمملكة تدعم أي جهود توافقية بين مختلف الأطراف تحت مظلة الدولة السورية”.
ويضيف أن “الأردن معني باستقرار سوريا، خصوصاً في جنوبها المحاذي لحدود المملكة، ويرفض كذلك أي دعوات لتقسيم سوريا وأي تدخل خارجي يؤجج الأوضاع هناك”، مشيراً إلى أن “الأردن أكد خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن ضرورة إلزام إسرائيل بالتوقف عن التدخل في شؤون سوريا الداخلية”.
وعند سؤاله بشأن مناشدة الهجري تحديداً، استبعد المصدر أن “يتم فتح معبر حدودي واتخاذ أي إجراء يضع الأردن في موقف انحيازي لن يحدث”.
“أخطر بقاع الشرق الأوسط”
من جهته، يقول الباحث المتخصص بالشأن السوري في معهد السياسة والمجتمع حسن جابر إن “الأردن يبدي قلقاً تجاه التطورات في السويداء وهو مع تغليب وتعزيز لغة الحوار والتفاهم، كما أن المملكة تعترف بالحكومة السورية ولديها مجلس تنسيق أعلى لهذه العلاقة الثنائية، مع التشديد على دعم وحدة الأراضي السورية واستقرارها تحت حكم مركزي”.
ويضيف لـ”النهار” أن “مسألة فتح معبر لا تتم عشوائياً وتحتاج إلى ترتيبات أمنية ولوجستية وهندسية وبنية تحتية، ناهيك عن أن بادية السويداء هي من أخطر البقاع في الشرق الأوسط نتيجة لتكدس الفارين من القانون والمجرمين وبقايا شبكات تهريب المخدرات والخطف وبعض فلول نظام الأسد السابق وكل من كان مطلوباً في عموم الأراضي السورية بل وحتى من خارجها وأتى إلى سوريا”.
وتابع جابر: “الجماعات الإجرامية تكدست في السويداء ولا يمكن الجزم أيضاً بعدم وجود مجموعات إرهابية في هذه البادية التي تقع جنوب مركز المدينة في محافظة السويداء، وبالتالي فإن فتح معبر ومن ثم تعزيز فرص انتقال المخدرات وتهريب السلاح، كلها طروحات تخالف المصالح الوطنية الأردنية، في حين يؤكد الأردن احترام خصوصية وكرامة وثقافة المكون الدرزي وحقوقه في العيش بأمن وكرامة”.
ويؤكد أن “الأردن لا يُعتقد بأنه سيتجاوب مع مطلب فتح معبر، لأن لذلك عقبات تنفيذية وسياسية أيضا، فالمملكة على العكس تريد التنسيق مع الحكومة السورية ومنفتحة على ما يدعم ويعزز مكانة الحكومة السورية في دمشق ولا برغب بسوريا مشظيّة”.
وبحسب جابر: “الأردن وعبر القنوات الديبلوماسية، يُعتقد بأنه مشتبك لعزيز لغة الحوار والتفاهم بين الأطراف، لكن دون أي تدخل، خصوصاً أن المشهد لا يزال ضبابياً ولا يزال قيد التشكل”.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية
