أحمد غندورة
منذ بداية الثورة كنت دائماً وعند كل نقاش أقول : أهم خطوة في علاج أي مشكلة صحية هي دقة التشخيص
وهذا امر ينطبق على أي مشكلة إجتماعية او اقتصادية او عائلية الخ .
ودائماً كان رأيي بأننا لم نقم في سورية حتى بهذه الخطوة الاولية فيما يخص أسباب الثورة السورية و أفضل السبل للتعاطي معها .
وعند هذا كان يتوقف كل نقاش
( ولهذا السبب رفضت أن اكون ضمن وفد المحافظة للحوار الوطني الاول والذي أقيم في ٢٠١١ في فندق صحارى بإشراف نائب رئيس النظام آنذاك فاروق الشرع )
اليوم وبعد أن تحررنا من الخوف
وعاد إلينا الامل في رسم مستقبلنا أستطيع ان أحدد تشخيصي لواقعنا وخطة العلاج المأمولة :
١ – غياب العدالة ومبدأ تكافؤ الفرص مما جعل شرائح واسعة من المجتمع تشعر بالظلم والغبن .
٢ – الانقسام الاجتماعي المفتعل من قبل السلطات والذي وسع المسافات بين مكونات المجتمع وأجبر كل مكون على التموضع خلف زعامات بيئته الطائفية والاقتصادية .
٣ – القضاء على جميع المؤسسات الاهلية ( من احزاب ومنتديات فكرية وثقافية وكشفية ورياضية وغيرها ) والتي كانت الضامنة لتعزيز ثقافة المجتمع ولتوطيد اواصر المحبة والتقارب بين مكوناته .
٤ – الاستئثار بالسلطة وحصر المناصب الهامة بضعاف النفوس والتابعين للسلطة وتهميش الكفاءات مما تسبب بالاحباط لكل المجتهدين الامر الذي تسبب في غياب الحافز لجيل الشباب واستسلام البعض منهم للواقع المر و هجرة البعض الآخر .
٥ – سيطرة الفاسدين على مختلف مؤسسات الدولة مما تسبب في تردي نوعية الخدمات والانتاج وجودة حياة السوريين بشكل عام .
٦ – تهميش الدستور وجميع القوانين الناظمة للمجتمع وتحكم أصحاب النفوذ في جميع مفاصل الحياة .
٧ – احتكار العمل الاقتصادي بشريحة المقربين من السلطة ومنعه عن كل بقية الشعب الأمر الذي ادى إلى احتكار مرعب ولمختلف السلع مما تسبب في خنق السوريين معيشياً .
٨ – التضييق على رجال الدين الحقيقيين ( اصحاب المصداقية بين الناس ) والاتيان بأزلام النظام ومنفذي الخطة الأمنية لوزارة الأوقاف في تشويه الصورة الحقيقية للأديان وبث الفتنة بين مكونات المجتمع وتخويف كل مكون من المكونات الأخرى .
والكثير من الأسباب الأخرى
لكي نمضي قدماً للامام في وضع خطة العلاج وسبل تنفيذها والآليات اللازمة علينا أن نعترف بهذا الواقع وأن نكون جديين في تغييره ونختار القيادات القادرة على ذلك .
(اخبار سوريا الوطن ٢-صفحة الكاتب)