آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » دلالات تصريحات نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى»

دلالات تصريحات نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى»

 

 

حسن حردان

 

 

تشير تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن طموحاته التوسعية لتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”، إلى دلالات خطيرة بشأن حقيفة المخطط الصهيوني في المنطقة، كما تشير الى توقعات بأن تؤدي الى تداعيات بمزيد من انعدام الامن والاستقرار وتأجيج الصراع في المنطقة.

انّ هذه التصريحات تعتبر بمثابة إحياء لمفهوم توسعي صهيوني يثير مخاوف جدية لدى الشعب الفلسطيني والدول العربية والمجتمع الدولي.

أولاً، دلالات تصريحات نتتياهو

1 ـ تأكيد تشبث كيان العدو بالأيديولوجية التوسعية: تعكس تصريحات نتنياهو تشبّثاً بأيديولوجية “إسرائيل الكبرى” التي تتجاوز حدود فلسطين المحتلة. هذه الأيديولوجية، التي يتبنّاها اليمين المتطرف في كيان الاحتلال، تشمل ضمّ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى أجزاء من دول عربية مجاورة مثل الأردن وسورية ومصر، ولبنان والعراق والسعودية.

2 ـ رفض حلّ الدولتين: تُعدّ هذه التصريحات بمثابة رفض صريح وواضح لمبدأ حلّ الدولتين، الذي يمثل الأساس لأيّ تسوية سلمية للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. فمفهوم “إسرائيل الكبرى” يتعارض تماماً مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

3 ـ رسالة للداخل والخارج: يوجه نتنياهو بهذه التصريحات رسالتين:

رسالة أولى موجهة لجمهوره الداخلي: يسعى لتعزيز قاعدته السياسية اليمينية المتطرفة، وإرضاء شركائه في الائتلاف الحكومي الذين يؤمنون بهذه الأيديولوجية.

رسالة ثانية، للمجتمع الدولي: يُرسل إشارة بأنه غير مهتم بالضغط الدولي، ومصمّم على تحقيق رؤيته حتى لو كان ذلك على حساب الأمن والاستقرار الإقليمي.

ثانياً، والانعكاسات والتداعيات المتوقعة

1 ـ تأجيج الصراع والعنف: من المتوقع أن تؤدي هذه التصريحات إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وزيادة دورات العنف. فالأعمال التوسعية والضمّ للأراضي المحتلة ستدفع الفلسطينيين إلى تأجيج المقاومة، باعتبارها الخيار الوحيد لديهم لمواجهة الاحتلال والتوسع الصهيوني، مما يزيد من حالة عدم الامن والاستقرار.

2 ـ تهديد أمن الدول المجاورة: عبرت دول عربية مثل الأردن ومصر عن قلقها الشديد من هذه التصريحات، واعتبرتها تهديداً مباشراً لسيادتها واستقرارها.

3 ـ تقويض الجهود الدبلوماسية: ستعطل هذه التصريحات أيّ جهود دبلوماسية إقليمية أو دولية للوصول إلى تسوية للصراع في المنطقة. فبينما يسعى المجتمع الدولي إلى خفض التصعيد وإيجاد حلول، فإنّ الحكومة الإسرائيلية تسير في اتجاه معاكس تماماً.

4 ـ زيادة عزلة “إسرائيل” الدولية: من المحتمل أن تزيد هذه المواقف من عزلة “إسرائيل” على الساحة الدولية، خاصةً مع تزايد الإدانات من قبل الدول العربية والمنظمات الدولية. قد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط لفرض عقوبات أو سحب الاعتراف بها.

باختصار، تُعتبر تصريحات نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى” مؤشراً واضحاً على توجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية نحو التوسع والتطرف، مما يهدّد بتقويض أيّ فرصة للسلام، ويفتح الباب أمام المزيد من عدم الاستقرار والصراع في المنطقة.

ثالثاً، تعبّر تصريحات نتنياهو التوسعية بشكل كبير عما جاء في كتابه “مكان تحت الشمس”. الكتاب الذي نُشر في عام 1995، بعد عامين من توقيع اتفاقيات أوسلو، يعتبر بمثابة برنامج أيديولوجي لنتنياهو، ويحتوي على العديد من الأفكار التي لا تزال تصدر عنه حتى اليوم.. وأهمّ التقاط الأساسية التي وردت في الكتاب هي:

النقطة الأولى، مبدأ “السلام مقابل السلام”: يرفض نتنياهو في كتابه مبدأ “الأرض مقابل السلام” الذي كان أساس عملية أوسلو، ويطرح فكرة “السلام مقابل السلام” بدلاً من ذلك. هذا المبدأ يعني أنّ “إسرائيل” لا يجب أن تقبل بالانسحاب من الأراضي العربية التي تحتلها في فلسطين والدول العربية، وأنّ عليها أن تحقق السلام من خلال تعزيز قوتها العسكرية والاقتصادية.

النقطة الثانية، الرفض التامّ للسيادة الفلسطينية: يؤكد الكتاب على ضرورة عدم قيام سيادة عربية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويقترح منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً فقط لإدارة شؤون حياتهم، وهو ما يتماشى مع مواقفه الحالية الرافضة لحل الدولتين.

النقطة الثالثة، تصوير الصراع كصراع حضاري: يرى نتنياهو في الكتاب أنّ الصراع مع الفلسطينيين ليس صراعاً على الأرض المحتلة، بل هو جزء من صراع حضاري أكبر بين الحضارة الغربية التي تمثلها “إسرائيل”، وبين ما يصفه بـ “التطرف الإسلامي”.

النقطة الرابعة، التشكيك في النوايا الفلسطينية: يزعم الكتاب أنّ منظمة التحرير الفلسطينية تهدف إلى تدمير “إسرائيل”، وأنّ قراراتها بالدخول في المفاوضات كانت مجرد محاولات لكسب الوقت وتضليل المجتمع الدولي.

بشكل عام، تعتبر تصريحات نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى” استكمالاً وتطبيقاً عملياً للأفكار التي طرحها في كتابه “مكان تحت الشمس” قبل عقود. هذه الأفكار ترسّخت في عقيدته السياسية، ولا تزال تشكل حجر الزاوية في سياساته تجاه الفلسطينيين والعرب.. فهل تدرك الحكومات العربية الخطر الخطر الصهيوني، وانّ محاولتها إبعاد نفسها عن الصراع لن يجنبها هذا الخطر التوسعي، لأنّ المشروع الصهيوني لا يقتصر على الاستيلاء على كلّ فلسطين التاريخية، وانما احتلال المزيد من الأراضي العربية في إطار تحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي لا يشمل فقط بنظر نتنياهو، من النيل الى الفرات، الذي لا يزال شعاراً موفوعاً على مدخل الكنيست الصهيوني.. بل وايضاً احتلال العديد من الأراضي العربية

(أخبار سوريا الوطن1-البناء)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لهذه الأسباب اضطر نتنياهو لتعديل خطته من احتلال غزة الى السيطرة الأمنية عليها

  حسن حردان شهد اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر، سجالاً حاداً بين قادة الأجهزة الأمنية، والعسكرية ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حول خطته لاحتلال غزة، مما ...