دمشق، جوهرة الشرق، من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، تمتد جذورها التاريخية إلى آلاف السنين، مما جعلها شاهدة على العديد من الحضارات والثقافات، ورغم مرور الزمن، حافظت على الكثير من معالمها التاريخية، في الوقت نفسه الذي تشهد فيه تطورات حديثة.
ويعود تاريخ دمشق إلى آلاف السنين قبل الميلاد، حيث كانت مركزاً تجارياً وحضارياً هاماً في المنطقة، وشهدت المدينة ازدهاراً كبيراً خلال العصر الروماني والبيزنطي، ثم أصبحت عاصمة الخلافة الأموية في القرن السابع الميلادي، وقد تركت هذه الحضارات بصمات واضحة على المدينة، من خلال البناء والمعمار والتراث الثقافي.
تتميز دمشق القديمة بعمارتها الفريدة، وشوارعها الضيقة المرصوفة بالحجارة، وأسواقها النابضة بالحياة، وتضم المدينة العديد من المساجد والكنائس والأضرحة التاريخية التي تعكس التنوع الديني والثقافي الذي عاشته المدينة على مر العصور. من أهم معالم دمشق القديمة الجامع الأموي وهو تحفة معمارية إسلامية، يعتبر من أضخم المساجد في العالم، ويضم قبة ذهبية ضخمة ومئذنة رشيقة.
والحمام النوري وهو تحفة معمارية يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر، وهو الآن متحف للطب والعلوم عند العرب، وسوق الحميدية وهو سوق تقليدي يضم العديد من الحرف اليدوية والمنتجات المحلية، مثل السجاد والنحاس والخشب.
وقصر العظم وهو قصر تاريخي يعكس فن العمارة الدمشقية، ويضم قاعات واسعة وأفنية داخلية جميلة، وباب كيسان أحد أبواب المدينة القديمة، وهو يعدّ شاهداً على تاريخ دمشق العريق.
دمشق الحديثة بين التراث والتطوير..
رغم التحديات التي واجهتها دمشق، إلا أنها تسعى جاهدة للحفاظ على تراثها الغني، مع مواكبة التطورات الحديثة. تشهد المدينة حالياً مشاريع ترميم وتطوير واسعة النطاق، تهدف إلى إعادة إحياء المدينة القديمة، وتوفير بنية تحتية حديثة.
ورغم التحديات تسعى المدينة إلى إعادة بناء نفسها، والعودة إلى مكانتها كمركز ثقافي واقتصادي مهم في المنطقة، فهي لعبت دوراً محورياً في الحضارة العربية والإسلامية، وكانت مركزاً للعلوم والفلسفة والأدب، وقد ساهمت في تطوير العديد من العلوم والمعارف، مثل الطب والفلك والرياضيات.
دمشق مدينة فريدة من نوعها، تجمع بين عمق التاريخ وحضارة الأجداد، وبين طموحات المستقبل وتطلعات الأجيال الشابة، ورغم كل التحديات التي تواجهها، فإن دمشق ستبقى دائماً رمزاً للصمود والتحدي.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة