آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » «دهب غالي» قصة اجتماعية بجرعة من الرومانسية والكوميديا

«دهب غالي» قصة اجتماعية بجرعة من الرومانسية والكوميديا

مايا سلامي

 

انطلق عبر عدة أيام عرض المسلسل السوري- اللبناني «دهب غالي» الذي طرح قصة اجتماعية مختلفة بجرعة لطيفة من الرومانسية والكوميديا جعلته عملاً صيفياً بامتياز، خفيفاً على قلوب الجماهير.

 

وعلى مدار 15 حلقة استطاع العمل أن يعكس الكثير من الرسائل الإنسانية المهمة ضمن حبكة مميزة سارت بإيقاع هادئ ومتماسك حتى الحلقات الأخيرة.

 

العمل من تأليف محمد سليمان عبد المالك وإخراج محمود عبد التواب، وبطولة فنانين من لبنان وسورية: فايا يونان، إيهاب شعبان، فادي صبيح، فاديا خطاب، جيانا عنيد، مصطفى المصطفى، ترف التقي، عدنان أبو الشامات، جمال العلي، مازن عباس، حسين مقدم، شيرين الحاج، عصام مرعب، وسام محمود، ريموندا عبود، محمد ياغي، سلمى شلبي، شادي أزرعي، مارسيل جبور، أليكو داوود، نهلة داوود، وسام فارس.

 

قصة العمل

 

تدور قصة العمل حول الباحثة الاجتماعية «دهب» التي تنتمي إلى عائلة ثرية، وتسعى إلى تطبيق أفكارها ومبادئها المثالية، فبعد إنهاء دراستها في الخارج تعود إلى بلدها وتؤسس فيه جمعية إنسانية هدفها إعادة تأهيل أطفال الأحداث لدمجهم من جديد في المجتمع، ولتثبت للآخرين نظريتها في أن أصل الإنسان طيب لكن ظروفه هي التي تجبره أن يتحول إلى شخص مجرم خارج عن القانون.

 

وحول «غالي» الشاب الفقير الذي يعمل منذ طفولته ميكانيكي سيارات في محل والده، ويعيش في حي كل سكانه من أصحاب السوابق يقتاتون من السرقات وأعمال النصب والاحتيال، وفي كل مرة يجد نفسه متورطاً في مشاكلهم، إلى أن تجمعه المصادفة بـ«دهب» في أحد مراكز الشرطة وتعرض عليه مشروعها الذي سيحوله إلى إنسان أفضل خلال مدة ثلاثة أشهر، فتنقله إلى بيئة جديدة وتعلمه اللغات والفلسفة والفن والاتيكيت وتؤمن له منحة في الجامعة ليدرس الميكانيك.

 

وخلال هذه المدة تنشأ بينهما مشاعر حب لطيفة تصطدم بالكثير من المعوقات وتتقاطع مع موضوعات اجتماعية مختلفة.

 

أفكار إنسانية

 

سلط العمل الضوء على الكثير من الأفكار الاجتماعية والإنسانية المهمة وعلى رأسها دور الظروف والبيئة التي ينشأ فيها الإنسان برسم مستقبله وكيف يمكن أن تجعل منه إما شخصاً فاعلاً وناجحاً وإما فاشلاً مستسلماً لقدره لا يعرف قيمة نفسه ولا يؤمن بأحلامه وقدراته.

 

كما صور أيضاً أثر الفرد الواحد في مجتمع بأكمله من خلال «غالي» وأهالي حيه الذين تنصلح أحوالهم شيئاً فشيئاً بعد التغيير الإيجابي الذي يجدونه فيه ويقررون الابتعاد عن الأعمال السيئة والسعي وراء الكسب الحلال كما يظهر معدنهم الطيب بتآزرهم في مواجهة المشاكل التي يقعون فيها.

 

وأوضح كيف أن المظاهر غالباً ما تكون خداعة وكيف أن الناس يأخذون بالقشور ليبنوا أحكاماً مسبقة عن الآخرين من دون النظر إلى قلوبهم ونياتهم التي يخبئونها.

 

مثالية مفرطة

 

من ناحية أخرى بالغ العمل في الطروحات المثالية المفرطة والأحداث الحالمة والخيالية التي لا يمكن أن تتحقق على أرض الواقع، بدءاً من قصة «غالي» الشاب الذي يترك تعليمه منذ أن كان طفلاً صغيراً فكيف يستطيع خلال زمن قصير أن يتعلم لغات وفنوناً جديدة ويحصل على منحة جامعية من دون أن يحمل شهادة الثانوية حتى؟

 

إضافة إلى تصويره لجميع المجرمين والسارقين على أنهم أناس طيبون، والمثالية الزائدة أيضاً في شخصية «دهب» التي تغفر أخطاء الجميع بطريقة ساذجة حتى اللصوص الذين يحاولون سرقتها.

 

الظهور الثاني

 

تميز العمل بالظهور الثاني للفنانة السورية فايا يونان بعد مسلسل «تاج» الذي أطلت فيه للمرة الأولى في الدراما خلال شهر رمضان، ونجحت بأداء دور البطولة من خلال شخصية «دهب» التي أدتها بإتقان وكانت اختياراً موفقاً لأنها حملت شيئاً من شخصيتها الحقيقية المتزنة والناضجة وكان ظهورها لطيفاً على الشاشة بجمالها الطبيعي البعيد عن التكلف والمبالغة.

 

وكانت موهبتها الغنائية حاضرة في هذا العمل من خلال مجموعة أغنيات مختلفة قدمتها خلال الحلقات التي أضافت لها نكهة خاصة بصوتها وأدائها الرقيق فضلاً عن أدائها لشارة المسلسل أيضاً.

 

وفي وقت سابق نشرت فايا بوستر العمل الذي ظهرت فيه برفقة الفنان إيهاب شعبان، وكشفت من خلال التعليق الذي كتبته أن هذا المسلسل هو أول تجاربها التمثيلية، وقالت فيه: «المسلسل الغالي على قلبي كتير، صحيح هو ثاني ظهور بس كانت أول مرة بمثل فيه، وكانت تجربة كتير مميزة، وسعيدة كتير أنه أخيراً رح تشوفوه وتسمعوا الأغاني يلي فيه».

 

وتابعت: «قصة مهضومة وقريبة عالقلب، محبوكة بخيال حالم ومشغولة بكتير حب وشغف».

 

صراع داخلي

 

وتألق الفنان إيهاب شعبان بشخصية «غالي» التي تحمل مشاعر إنسانية متناقضة نجح في إظهارها من خلال أدواته التمثيلية وإيماءات وجهه ونظرات عينية. فعكس حالة الضياع التي يعشيها بعد أن يجد نفسه في بيئة جديدة لا تشبهه بشيء فيعيش صراعاً داخلياً بين أن يكمل ما بدأه ليصل إلى المستقبل المشرق الذي رسمته له «دهب» أو أن يعود إلى جذوره وأصله.

 

كما أبدع في إيصال مشاعر الحب التي يكنها لـ«دهب» والتي يبقيها في البداية سراً في قلبه بسبب الفروق الطبقية والاجتماعية الكبيرة بينهما، لكن مع ذلك استطاعا أن يشكلا ثنائية عفوية وخفيفة الظل نالت إعجاب المشاهدين.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وإنّما أولادُنا بيننا.. أكبادُنا تمشي على الأرضِ … في يوم الطفل العالمي.. شعراء تغنوا بالطفولة

  قد تجف أقلام الأدباء وتنضب أبيات الشعراء ولا ينتهي الحديث عن جمال الأطفال وذكريات الطفولة في عمر الإنسان؛ فالطفولة عالم مملوء بالحب والضحك والسعادة، ...