بقلم: هني الحمدان
صحيح أن حجم التحديات والضغوطات كبير على حياة المواطن والوطن في آن معاً، أيام صعبة مضت وأخرى لا أحد يستطيع التكهن بما تحمل من غموض أو انفراجات، فالمنعطفات حادة , وهنا لا بد من نفض غبار الأزمات والمضي قدماً رغم الصعاب , فالأيام المقبلة ليست كما أيام المراحل والتحديات التي عاشتها بلدنا، فهي لا تخلو من التعقيد والضغط الاقتصادي، وفوق ذلك تداعيات وباء (كورونا ) وما فعله ببعض القطاعات , إذ أثّر سلباً وأدى لمعضلات اقتصادية واجتماعية قد تؤدي إلى مستويات خطرة .. !
لم تعد مستساغة تلك الشعارات أينما كانت ومن هي الجهة التي صدّرتها حيال مسألة ما , ولسنا بوارد الشرح المفصل لمسائل وأزمات قد تكون الضغوطات الخارجية مسبباً لقسم كبير منها , وهنا أحبّذ الإشارة إلى طرح جديد لعل في ذلك نفعاً ما , وهو لماذا لا نجرب مثلاً تغيير نمطية خططنا وبرامج العمل شيئاً فشيئاً حسب الحاجة والظروف ,ونعمل بصمت , مبتعدين تماماً عن الشعارات الكبيرة وإظهار النوايا إزاء ما يعترضنا من إشكالات وتحديات , فالكلام المنمّق لم يعد يطرب آذاناً ” دوشتها ” سيمفونيات النوايا والتسويف .
ليس بالصعوبة إنجاز أعمال إداراتنا تحت عنصر المفاجأة بعيداً عن أي ضجيج , ففي حالة كهذه يكون الاقتناع كبيراً من جانب المواطن المنتظر لإنجاز بعيداً عن الأضواء .
هناك مشاريع عملاقة حققت نتائج إيجابية , ظهرت إلى دائرة الرؤية والاستثمار وفق محددات سليمة ,إلا أنه بالمقابل أيضاً كانت هناك وعود لمشاريع طال انتظارها , وأخرى كانت وبالاً ..!
المرحلة لا تحتمل أي تسويف بل تتطلب عملاً مخلصاً بعيداً عن إظهار النوايا الحسنة , و قرارات شجاعة ملموسة تتحدث عن نفسها، كما أنها لا تحتمل ” دهلزة ” ونفاقاً، فكل أفلام الميديا والخطط البراقة من جانب بعض الإدارات استنفدت ولم تعد تنطلي على أحد، مرحلة تحتاج لرجال ديدنهم العمل بإخلاص وإنجاز المهام بعيداً عن الأضواء، همهم نجاح المسؤوليات وتأدية الواجبات والحقوق , لا يبحثون عن الشعبية وكسب الرأي ..!
(سيرياهوم نيوز-تشرين٢٣-١١-٢٠٢٠)