نغم أبو حلا-لبنان
أجمل ما في كرة القدم، أنها تعطيك فرصة ثانية للانتقام …..فتخسرها هي أيضاً ..
هذا كان حال فريق و جماهير ليفربول بالأمس.
فبعد ما عاشوه عام ٢٠١٨ في نهائي دوري الأبطال ايضاً…حيث خرج محمد صلاح مصاباً في الشوط الأول…جاءتهم أمس فرصة الانتقام في فرنسا….وهو ما قاله نجمهم اللاعب المصري محمد صلاح ، لكنهم لم ينجحوا.
ريال مدريد …حامل كأس دوري الأبطال 13 مرة حتى مساء الأمس…لم يسمح للفريق الانجليزي بتحقيق بطولته السابعة…فأصر على مضاعفة عدد القابه.
وهكذا حقق فريق نادي ريال مدريد الإسباني لقبه الـ 14 في دوري أبطال أوروبا، بعد فوزه على خصمه الإنجليزي بهدف نظيف في نهائي البطولة الذي أقيم على ملعب “ستاد دو فرانس” في سان دوني قرب باريس.
شهد نهائي الأمس تأخيراً لمدة نصف ساعة بسبب اعمال الشغب خارج الملعب الفرنسي…انتهت بتتويج الفريق الملكي الذي فاز بنتيجة 1-صفر بقدم البرازيلي فينيسيوس جنيور بعد أن تم الغاء هدف للنجم الفرنسي كريم بنزيما بداعي التسلل.
كانت المباراة متكافئة الى حد ما بين الفريقين بالرغم من أفضلية الفريق الانجليزي بالتسديد على المرمى لكن حارس المرمى المدريدي البلجيكي تيبو كورتوا كان له رأي آخر بحيث استبسل في العديد من التصديات الرائعة…و قد تم تصنيفه كأفضل لاعب في المباراة.
الى لحظة الوصول الى المباراة النهائية، كان الفريقان قد قطعا شوطاً كبيراً من التصفيات الصعبة…فليفربول كان قد واجه فريق فياريال الاسباني في الدور النصف النهائي بعد ان واجه فريق بنفيكا البرتغالي في الربع نهائي…اما ريال مدريد فكان قد استحق الوصول للنهائي بعد ان خاض مبارتين صعبتين في الربع و النصف نهائيين امام تشلسي و مانشستر يونايتد الانجليزيين انتهتا بريمونتاداتين للملكي.
انتهت بطولة دوري الابطال لهذا العام على أمل أن يحمل الموسم المُقبل المزيد من الاثارة خصوصاً بعد الكلام عن اقامة الدوري السوبر اوروبي الذي لم تتضح معالمه بشكل نهائي بعد.
لكن ما الدروس المُستفادة مما حصل أمس؟
* الواقع ان بطولة دوري الابطال التي كان من المُفترض أن تحصل في سانت بطرسبورغ الروسية، انتقلت الى باريس بعد الاجتياح الروسي لأوكرانيا، وكانت باريس فرحت بذلك وتقاطر اليها المشجّعون من كل حدب وصوب حتى أوحت شوارعها أمس انها في عيد. لكن فرنسا التي تستضيف بطولة العلم ل ” الركبي” (Rugby) في العام المُقبل ، لم تقدّم صورة انيقة وهادئة أمس، ذلك ان اشتباكات عنيفة وقعت، ما أدى الى تأخير البطولة نصف ساعة وتم حرمان الكثير من المشجّعين من دخول الملاعب. وهو ما أثر على صورة الأمن فيها وعلى قدرتها في حماية بطولات كهذه رغم خبرتها الطويلة في ذلك.
* يبدو وفق “الفيفا” ان عددا لا بأس به من المشجعين قد اشتروا بطاقات تبين لاحقا أنها مزوّرة، وهو ما أدى الى ظهور طوابير طويلة من المشجعين تضم شبانا متحمسين لم يتحمّلوا عمليات التدقيق البطيئة التي حصلت فاختاروا ان يقتحموا الأبواب، ناهيك طبعا عن الذين وصلوا مخمورين.
* يقول وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إن ألاف المشجعين البريطانيين، يحملون أو لا يحملون بطاقات، اقتحموا الأبواب ومارسوا العنف على بعض حرّاس المدرّجات، شاكرا قوى الامن على التحرك السريع في ظروف صعبة. وهذا ما أثار طبعا حفيظة البريطانيين الذين انسحبت بلادُهم قبل عامين من الاتحاد الاوروبي.
* تم استغلال الاحداث سياسيا، حيث سارعت زعيمة اليمين المتطرف والمرشحة الرئاسية التي فشلت في الانتخابات السيدة مارين لوبن الى تحميل وزير الداخلية المسؤولية معتبرة انه عجز عن ضبط الامن في مقابل “زعران” شوّهوا حدثاً شعبيا كان يُفترض أن يكون رائعا. وهو ما وافقها عليه أيضا المرشح السابق اريك زيمّور في اشارة أيضا الى بعض المهاجرين في فرنسا.
* كذلك الأمر مع المرشح السابق للرئاسيات جان لوك ميلانشون الذي انتقد تقصير وزير الداخلية
* منذ أمس تنتشر فيديوهات تُظهر قوى الامن التي اجتاحها المشجعون تستخدم الغاز المسيل للدموع، بينما أهالي بعض المشجعين يكفكفون دموع أولادهم التي انهمرت خوفا أو لانهم ما استطاعوا الدخول.
رغم كل ذلك يبقى أن بطولة الأمس كما كل البطولات السابقة في هذه الرياضة الشعبية جذبت مئات ملايين المشاهدين، ولا شك أنها اسعدت جدا جمهور مشجعي ريال مدريد.
(سيرياهوم نيوز1-لعبة الامم29-5-2022)