| ناصر النجار
ينطلق دوري الدرجة الأولى لكرة القدم يوم الاثنين القادم في موسمه الجديد في أربع مجموعات جغرافية كل مجموعة تضم سبعة فرق سيتنافسون بينهم على التأهل إلى الدور الثاني الذي يضم ثمانية فرق بينما تغلق بقية الفرق وعددها عشرون أبوابها بانتظار الموسم الجديد.
ونظام التأهل يقضي بصعود الفريقين اللذين يحتلان المركزين الأول والثاني إلى الدور الثاني، وتوزع هذه الفرق على مجموعتين جنوبية وشمالية فالمتأهلون من المجموعتين الأولى والثانية ينضمون إلى المجموعة الجنوبية والمتأهلون من المجموعتين الثالثة والرابعة يلتحقون بالمجموعة الشمالية.
والهابطون سيكونون ممن احتل المركزين الأخيرين في كل مجموعة ليعود عدد فرق الدوري إلى ما كان عليه سابقاً 24 فريقاً مع الإشارة إلى أن اتحاد كرة القدم ألغى الهبوط في الموسم الماضي لأسباب تقديرية.
المجموعات الأربع
المجموعة الأولى ضمت فرق: المجد ومعضمية الشام وجرمانا والكسوة واليقظة والنبك والعربي، وضمت المجموعة الثانية فرق: الشرطة والشعلة والمحافظة والتل وشهبا ودوما وحرجلة، وضمت المجموعة الثالثة فرق: شرطة حماة والجزيرة وخطاب والحوارث والجهاد والنيرب وشرطة طرطوس، بينما ضمت المجموعة الرابعة فرق: النواعير وصبيخان ومورك وعمال حماة وعفرين والهلال والتضامن.
بالتوازي ينطلق أيضاً دوري شباب الدرجة الأولى في أربع مجموعات، حسب المواقع الجغرافية، ضمت المجموعة الأولى فرق: الضمير والمجد ونصيب والصنمين والفتوة وحرجلة وضمت المجموعة الثانية فرق: الكسوة والمحافظة والشعلة وجاسم والعربي وجرمانا وضمت المجموعة الثالثة فرق: جيش حمص وعفرين وعمال حماة والشباب.
وضمت المجموعة الرابعة فرق: الفرات ومورك وشرطة حماة والتضامن وتل براك والنيرب.
استعدادات ضعيفة
استعدادات الفرق للدوري كانت متفاوتة من فريق لآخر، فبعض الفرق استعدت بطريقة جيدة من خلال تدعيم فرقها بلاعبين جدد وإجراء مباريات عديدة ونلحظ منها فرق الشرطة والشعلة والمجد والعربي والحوارث والنواعير والهلال، وفرق أخرى كان استعدادها للدوري كلاسيكياً من خلال ما تيسر لها من لاعبين وما قدم لها من دعم، لذلك من المتوقع أن تظهر الفرق بمستويات مختلفة، مستوى قادر على المنافسة، وآخر يبحث عن الوجود والبقاء في الدوري وثالث سيكون ضمن دائرة المهددين منذ البداية وحتى النهاية.
ونلاحظ أن العائق الأول في وجه فرق الدرجة الأولى هو عائق مالي بالدرجة الأولى وخصوصاً مع ارتفاع التجهيزات والمستلزمات المالية، لذلك نجد أن فرق الهيئات لن تجد هذه العوائق في طريقها، وميزانياتها المالية قادرة على تأمين كل المستلزمات إضافة إلى رواتب شهرية للاعبين لذلك سنجد في هذا الموسم تفوقاً لفرق الهيئات على حساب بقية الفرق الأخرى.
مع التنويه إلى أن بعض الفرق استطاعت الوصول إلى بعض المحبين والداعمين لتأمين رعاية بسيطة أقلها التجهيزات الرياضية.
خارج فرق الهيئات نجد الاستعداد جيداً عند فريق الشعلة من درعا والعربي من السويداء والحوارث من ريف حماة والهلال من القامشلي، بينما نجد بقية الفرق في وضع لا تحسد عليه، فالمجد على سبيل المثال غادره أغلب لاعبيه وسيعتمد على من حضر من لاعبيه إضافة لبعض لاعبي الشباب، والنواعير يتجه منذ سنوات إلى تجفيف نبع كرة القدم على صعيد الرجال بعد أن صارت مكلفة احترافياً وهو يؤمن (حسب إمكانياته) بالكرة الهاوية بعيداً عن العقود الباهظة والرواتب المكلفة التي لا طاقة له بها.
نادي عفرين استقالت إدارته واليوم تسير أمور النادي لجنة مؤقتة تبحث عن مشاركة مقبولة، والأخبار الواردة من نادي الجزيرة الهابط إلى الدرجة الأولى لا يوجد فيها ما يسر، بل إن أغلب أمور النادي لا تشجع على مشاركة قابلة للمنافسة، وعلى الأغلب فإن الفريق سيشارك بأغلب لاعبي الموسم الماضي ما عدا الذين غادروا إلى أندية الجوار.
ناديا دير الزور اليقظة وصبيخان في وضع لا يحسدان عليه من كل الاتجاهات الإدارية والفنية والمالية، وأندية ريف دمشق: حرجلة والكسوة ومعضمية الشام والتل وجرمانا ودوما والنبك ستعتمد على الذات مع دعم بعض الجهات الحكومية والمحبين لهذه الأندية، والشيء ذاته سيكون حال أندية مورك والتضامن وخطاب والنيرب وشهبا.
بعد هذا الاستعراض العام والبسيط من دون الدخول في عمق التفاصيل فلا أمل مرجو من هذا الدوري على صعيد المستوى الذي لن يكون مقبولاً نظراً للتفاصيل الكثيرة التي تؤكد عدم وجود كرة جيدة من الممكن أن تقدم نفسها ككرة واعدة ومتفائلة ولن تكون إلا نظيرة كرة الأحياء الشعبية إنما بمظاهر رسمية وتفاصيل جادة واهتمام إعلامي وإن كان مقتضباً.
فوارق كبيرة
من المفترض أن يكون دوري الدرجة الأولى رديفاً للدوري الممتاز ما دام أوائل هذا الدوري مؤهلين ليكونوا في عداد الدوري الممتاز، لكن المشكلة أن هذا الدوري بعيد كل البعد عن الدوري الممتاز لأسباب عديدة، أولها: أنه دوري هاوٍ بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فاللاعبون هواة وغير محترفين، والنادي غير مضطر لتوقيع عقود مع اللاعبين، وما يتم في هذا الدوري عبارة عن كشف واتفاق بين الإدارة واللاعبين، لذلك نجد أن الفرق المتأهلة من دوري الدرجة الأولى إلى دوري الدرجة الممتازة تجد نفسها غريبة وإن صمدت فإنها تحتاج إلى سنوات حتى تستطيع التأقلم مع الدوري المحترف، وأمثلتنا كثيرة ومنها جبلة فعندما صعد إلى الدوري الممتاز (2018- 2019) بقي عدة سنوات في مراكز ما دون الوسط حتى بدأ من الموسم الماضي الظهور الفعال في الدوري، ومثله فريق الفتوة الذي تأهل إلى الممتاز 2019-2020 وبقي بين كوكبة المهددين ولولا أن رئيس النادي اشترى فريقاً كاملاً لهبط إلى الأولى بدل أن يظفر بلقب الدوري.
ومن الأمثلة الأخرى فرق الحرية والساحل والجزيرة وعفرين والمجد وحرجلة لم تستطع الصمود في السنوات الست الماضية فبمجرد صعودها إلى الدرجة الممتازة تعود أدراجها إلى الدرجة الأولى وإن صمدت فلموسمين فقط وهذا يعود إلى الفوارق الفنية والإدارية والمالية الكبيرة بين الدرجتين الممتازة والأولى.
ثانيها: نوعية اللاعبين في الدرجة الأولى تختلف جذرياً عن لاعبي النخبة في الدرجة الممتازة، وعلى سبيل المثال فإن اللاعبين الذين بلغوا سن الاعتزال والذين لم يجدوا مكاناً لهم بين فرق الدرجة الممتازة انتسبوا إلى الفرق المغمورة لمتابعة هوايتهم الرياضية، مثلما فعل رجا رافع الهداف التاريخي للدوري السوري الذي تعاقد مع فريق شهبا الصاعد مؤخراً إلى الدرجة الأولى وإضافة إلى هؤلاء نجد الكثير من هواة كرة القدم الذين يرتادون ملاعبنا الشعبية ينتسبون إلى فرق الدرجة الأولى، وكما يعلم الجميع فإن هناك علامة مستديمة بين ملاعب الأحياء الشعبية وفرق الريف والبلدات وهذه الملاعب تغذي هذه الأندية.
ثالثها: أسلوب الدوري لا يؤهل هذه الفرق وتبقى مبارياتها محدودة وهدفها البقاء في الدوري، فتوزيع الفرق على أربع مجموعات يجعل هذا التوزيع مباريات كل مجموعة قليلاً فتلعب أغلب الفرق وعددها عشرون فريقاً 12 مباراة في كل الموسم، بينما تلعب الفرق الثمانية المتأهلة إلى الدور الثاني بين 18 و20 مباراة وهذا العدد من المباريات قليل جداً، لكن النظرة إلى الأغلبية العظمى تفتح أبواب ناديها لكرة القدم في شهري الذهاب والإياب ثم تغلق هذا الباب طوال العام، وهذا الأمر لا يطور كرة القدم ولا يبنيها.
رابعها: أغلب أندية الدرجة الأولى لا تملك منشآت وليس لديها موارد استثمارية وبعضها لا يملك مقراً للنادي وإن كان لديه مقر فهو عبارة عن غرفة أو غرفتين، لذلك فإن الموارد المالية معدومة ومقومات كرة القدم مفقودة، ولا جدوى من ممارسة هذه الفرق اللعبة في هذا الدوري وإن كان من باب حب اللعبة لأن ممارستها لا جدوى لها والأفضل أن تمارسها على مستوى المحافظة في الدرجة الثانية فهو أقل كلفة وتعباً وشقاء.
حلول كثيرة
هناك الكثير من الحلول القادرة على النهوض بكرة القدم في هذا الدوري المظلم، ولابد من تحقيق الهدف من دوري نشيط وفعال وداعم أن يتخذ اتحاد كرة القدم عدة حلول في مقدمتها، تقليص عدد أندية الدرجة الأولى إلى عشرة أندية تلعب في مجموعة واحدة على أن تدخل الاحتراف ولو بحدوده الدنيا، أن يشترط اتحاد كرة القدم على عدم مشاركة أكثر من ثلاثة لاعبين تجاوزوا الثلاثين من العمر وأن يشترط اتحاد كرة القدم على الفريق الذي سيشارك في هذا الدوري أن تكون لديه فرق بأعمار (الأولمبي، الشباب، الناشئين، الأشبال) ،بهذه المواصفات يمكن أن نخلق دورياً رديفاً قادراً على استيعاب اللاعبين المميزين بعقود احترافية أقل بقيمتها من عقود الدرجة الممتازة، وسنجد أن الكثير من اللاعبين الشباب سيلجؤون إلى هذه الفرق وسيصبح وضع هذا الدوري أفضل من دوري غير مجد لا يقدم شيئاً لكرتنا وللأندية التي يمثلها.
بقية الفرق ممكن أن تلعب في الدرجة الثانية حسب إمكانياتها، ويمكن اعتباره دورياً مؤهلاً لها للعبور إلى الدرجة الأولى إن وجدت لديها الكفاءة الفنية والقدرة المالية على خوض منافساته.
السؤال المفترض: لدينا أكثر من مئة ناد منتسب إلى اتحاد كرة القدم، هل العبرة بالكم أم بالكيف؟ وهل آن الأوان لكي يضع الاتحاد شروطاً لأي ناد يريد الانتساب إلى الأسرة الكروية؟
سيرياهوم نيوز3 – الوطن