رغم تقدّمه غير المتوقع في الانتخابات التمهيدية الأولى، في ولاية أيوا، على منافسته نيكي هايلي، وحلوله في المركز الثاني، مباشرةً بعد الرئيس السابق دونالد ترامب، أعلن حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، الأحد، انسحابه من السباق الرئاسي، لتنحصر المنافسة على بطاقة المرشح الرئاسي عن «الحزب الجمهوري»، بين ترامب وهايلي. وعبر منصة «أكس»، نشر ديسانتيس مقطعاً مصوراً، أكد فيه انسحابه من الانتخابات الرئاسية، معلناً أنّه سيدعم حملة ترامب الانتخابية. وحتى قبل انسحابه، بدا واضحاً أنّ تركيز حاكم فلوريدا لم يكن ينصبّ بأي شكل من الأشكال على ولاية نيوهامشير، حيث تجري، اليوم، الانتخابات التمهيدية الثانية. إذ أظهرت استطلاعات الرأي أنه يتمتع بنسبة تأييد منخفضة جداً هناك، ما جعله يستأنف، قبل الخروج من السباق، حملته الانتخابية عقب تمهيديات أيوا، مباشرة، في ولاية كارولاينا الجنوبية، حيث تجري الانتخابات في الرابع والعشرين من شباط. ولولاية نيوهامشير رمزية خاصة لدى منافسي ترامب؛ إذ إنّه، وعلى عكس أيوا وسائر الولايات، يسمح للناخبين المستقلين أو غير المعلِنين عن انتمائهم الحزبي، بالإدلاء بأصواتهم في هذه الولاية، في وقت يتمتع فيه منافسو ترامب، ومن بينهم هايلي، عادة، بشعبية أكبر في أوساط تلك الفئات من الناخبين، ما يعزز آمال الأخيرة في «لجم» انطلاقة ترامب القوية، والعودة «بقوة» إلى السباق الرئاسي.
إذا لم تفز هايلي على ترامب في نيوهامشير، فهي لن تكون قادرة على إيقافه في أيّ ولاية أخرى
على أنه وعلى غرار النتائج «المفاجئة» والقياسية التي حققها ترامب في أيوا، حيثُ لم يكن يحظى، تقليدياً، بدعم الناخبين، فإنّ غالبية استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أنّ الرئيس الجمهوري السابق يتقدم على مندوبة الولايات المتحدة السابقة في الأمم المتحدة، في ولاية نيوهامشير أيضاً، في وقت يرى فيه عدد من المحللين أنّه في حال لم تكن هايلي قادرة على هزيمة ترامب في الولاية المشار إليها، فهي لن تكون قادرة على إيقافه في أي مكان آخر. فعلى سبيل المثال، تُظهر الأرقام التي نشرها موقعا «ريل كلير بوليتيكس» (RealClearPolitics)، «وفايف ثرتي إيت» (FiveThirtyEight)، أنّ هايلي تتخلّف عن منافسها بـ15 نقطة مئوية في الولاية. ورغم ذلك، فقد تعهدت هايلي، في خطاب أمام مناصريها، الأحد، بأنّها ستشارك في الانتخابات التمهيدية في كارولينا الجنوبية، وفي ما يُعرف بـ«الثلاثاء الكبير» المقرر في 5 آذار القادم، «بغض النظر عما تؤول إليه الأمور» في انتخابات اليوم.
بايدن يتغيب عن الانتخابات
بالإضافة إلى الانتخابات التمهيدية الجمهورية، فإنّ نيوهامشير ستكون أيضاً على موعد مع الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، التي ستشهد مشاركة 21 مرشحاً ديموقراطياً، فيما يبقى لافتاً أنّ اسم الرئيس الحالي، جو بايدن، ليس من بينهم، ما يجعله أول رئيس يتغيب عن التمهيديات في «ولاية الغرانيت»، منذ نحو 50 سنة. أمّا السبب، فهو اختيار «اللجنة الوطنية الديموقراطية»، ولاية كارولينا الجنوبية، في وقت سابق، كأول محطة للانتخابات التمهيدية الرسمية لـ«الحزب الديموقراطي» بدلاً من نيوهامشير. على أنّ الولاية قررت المضي قدماً في إجراء الانتخابات في تحدٍّ لقرار اللجنة، التي دعت، من جهتها، الناخبين إلى عدم المشاركة في التصويت، رغم أنّ النتائج ستكون، في جميع الأحوال، «اسمية» فقط. وكي لا يتغيب بايدن كلياً عن هذه الانتخابات، سيسعى داعموه إلى جعل الناخبين يكتبون اسمه، بأنفسهم، على لائحة المرشحين، قبل الاقتراع. وإذ تعقّد آلية الانتخاب تلك عمليةَ التصويت للرئيس الأميركي، إلا أنّ الأرقام تشير إلى أنّه لا يزال يتمتع بأفضلية كبيرة على سائر منافسيه في الولاية.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية