آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » ديناصور مابعد الرباعي…..

ديناصور مابعد الرباعي…..

 

باسل علي الخطيب…

 

هناك الكثير من النظريات التي تناقش اسباب انقراض الديناصورات…

أولها واهمها ان نيزكاً ضخما اصاب الكرة الارضية ادى الى افناء الحياة عليها ومن جملتها الديناصورات…..

على فكرة المكان الافتراضي لموقع سقوط هذا النيزك هو خليج المكسيك…

 

هناك نظرية اخرى تقول ان الديناصورات وبسبب احجامها الكبيرة التي وصلتها، لم تعد قادرة (فيزيولوجياً) على اجراء عملية التزاوج، وبالتالي لم تعد تتكاثر، فانقرضت….

 

هناك نظرية ثالثة هي الأضعف، ان الديناصورات قد سادت الارض بسبب احجامها الكبيرة جداً، هذه الأجساد قد نمت على حساب ادمغتها، حيث أن ادمغتها كانت صغيرة جداً مقارنة باجسادها، ضخامة الجسد وصغر الأدمغة، جعل الديناصورات غير قادرة على التكيف مع اي تغير بيئي يحصل من حولها، علماً ان هذه التغيرات كانت تحصل دورياً وعلى فترات طويلة، هذا أدى الى انقراض هذه الديناصورات على مدى بضعة عشرات أو مئات الاف السنين، بسبب عدم القدرة على التكيف مع التغيرات….

 

النظرية الثالثة هي نظريتي، وهي تحمل بعدا فلسفياً عدا البعد العلمي، بل ان المنطلق الفلسفي هو السبب في اجتراحها، اما البعد العلمي وهو دليلنا على ذلك، ان اعمار مستحاثات الديناصورات متفاوتة، وقد تصل الفروق بين بعضهما الى بضعة ملايين من السنين، اي انها لم تمت كلها دفعة واحدة نتيجة ضربة واحدة كبيرة، أو نتيجة التداعيات المباشرة للضربة و التي قد تكون امتدت لبضعة مئات فقط من السنين…

 

طبعا البعد الفلسفي في النظرية اعلاه يمكن استنتاجه من أو إسقاطه على دراسة تاريخ كل الامبراطوريات…

على مدى تاريخ العالم هكذا سقطت كل تلك الامبراطوريات العظمى……

يقول ابن خلدون في مقدمته ” الاوقات الصعبة تصنع رجالاً اشداء، الرجال الاشداء يصنعون ظروفاً جيدة، الظروف الجيدة تصنع رجالاً ضعفاء الرجال الضعفاء يصنعون أوقاتاً صعبة…”..

 

نعم، هذا ملخص تاريخ الامبراطوريات…

 

لاحظوا من يتنافس على الرئاسة في الولايات المتحدة… عجوزان، احدهما خرف ومريض جدا، والثاني مجرم سوقي ومجنون جدا…

قد تقولوا هذان ليسا الا واجهة، حسناً، ايعقل ان من يديروا الأمور من خلف الكواليس لم يجدوا واجهة افضل؟….

 

قد يقول قائل ولكنهما مجرد شخصين فقط….

 

حسنا، لدي قناعة انه في الاحداث الكبيرة الصعبة الفارقة التي تعيشها الدول وفي المنعطفات التاريخية، يتقدم دور الرجال على المؤسسات، لا اقصد ان الغي دور المؤسسة، انما تصير المؤسسة اكثر فعالية وقدرة على مواجهة التحديات والظروف الجديدة بوجود رجال قادة يتحملون المسؤوليات ويتخذون القرارات ويوجهون البوصلة…

 

لذا دائما يبرز القادة – الزعماء للدول في فترات الأزمات، قلما يتذكر احد من رؤساء حكومات بريطانيا في القرن العشرين عدا ونستون يتشرتسل او مارغريت تاتشر، الأول كان رئيساً للحكومة اثناء الحرب العالمية الثانية، والثانية كانت رئيساً للحكومة في ذروة الحرب الباردة….

اهم رؤساء للولايات المتحدة في القرن العشرين هما فرانكلين روزفلت و رونالد ريغان، الأول قاد بلاده في فترة الكساد العظيم والحرب العالمية الثانية، و ريغان قاد بلاده في ذروة الحرب الباردة…

و دعكم من ذاك الحديث عن جون كيندي وبيل كلينتون وريتشارد نيكسون، الأول اشتهر لانه أغتيل، و بسبب مغامراته النسائية وتحديداً مع مارلين مونرو كلينتون اشتهر بسبب مغامراته مع المتدربة مونيكا لوينسكي، وريتشارد نيكسون اشتهر بسبب فضيحيه ووتر غيت ..

لاحظوا أن الأمريكان أعادوا انتخاب روزفلت مرة ثالثة عام 1940 ورابعة عام 1944 في حالة استثنائية في التاريخ الأمريكي، ليتابع عملية إنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الكساد، ولكي يقودهم في الحرب العالمية الثانية….

 

نعم، الرجال القادة هم من يصنعون التاريخ بالدرجة الأولى، وهم من يرفعون بلادهم، وبالمقابل الضعفاء والمترددون من الرؤساء أو الزعماء يقودون بلادهم إلى التهلكة، لولا بسمارك ليس هناك المانيا موحدة، ولولا كافور ليس هناك ايطاليا موحدة، ولولا ديغول لم تقم قائمة لفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد هزائمها في مستعمراتها…..

 

نعم هذا ماتفتقده الولايات المتحدة منذ جورج بوش الأب، الرجال – القادة….

نعم، منذ نهاية الحرب الباردة ركنت الولايات المتحدة إلى قوتها العسكرية الضخمة وأنها تستطيع أن تتسيد بها وحدها العالم لألف عام أخرى…

ليس من قبيل الصدفة أن ظهر كتاب نهاية التاريخ آنذاك لفرانسيس فوكاياما، وصار مدماكاً أساسياً في طريقة التفكير الأمريكية….

 

الولايات المتحدة تفتقد حاليا هكذا قادة، سبق ووصفت بايدن أنه (ميخائيل غورباتشوف الأميركي)، و وصفت ترامب أنه (بوريس يلتسين الأمريكي)، بايدن وترامب سيسوقان الولايات المتحدة إلى أن تنتهي كقوة عظمى، هذه حتمية تاريخية، ستدخل الولايات المتحدة في التيه لعقدين أو ثلاثة، حتى يأتي (فلاديمير بوتين) الأمريكي….

 

قد يحار البعض في معرفة طريقة حساب اعمار المستحاثات أو الصخور، لحساب اعمار الآثار أو المستحاثات أو الصخور تستعمل العناصر المشعة…

تمتلك هذه العناصر مايسمى عمر النصف، وهو رقم ثابت لكل عنصر مهما كانت كميته…

أشهر هذه العناصر هو الكربون 14 وعمر النصف له هو 5730 سنة، ولكن لايستعمل الكربون 14 لدراسة الديناصورات، إنما يتم استعمال عناصر ذات عمر نصف اكبر يقارب المليون، مثل اليورانيوم 235 أو اليورانيوم 238 أو البوتاسيوم 40، حيث أن العمر التقديري لوجود الديناصورات على سطح الأرض هو 68 مليون سنة….

على فكرة لو استعملنا الكربون 14 أو عناصراً أخرى ذات عمر نصف اقل، لحددنا بدقة عمر كل مستحاثة ديناصورية، وان كان هذا يحتاج دقة وجهداً كبيرين، ولكان ذلك اثباتاً للنظرية الثالثة أعلاه…

بالنسبة للديناصور الحالي، ديناصور مابعد الرباعي، الولايات المتحدة، فأعتقد نحتاج عنصرا ذو عمر نصف صغير، ليس الرادبوم 226 ذو العمر 1622 سنة قولاً واحداً…

الكوبالت 60 ذو عمر النصف 5 سنوات يفي بالغرض….

(موقع سيرياهوم نيوز-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل حان دور سورية في حرب التدمير والابادة؟

  ميخائيل عوض تزداد مناسيب القلق على سورية ومستقبلها وتكثر التسريبات والتحليلات عن خطط اجتياحها. فاين تذهب الامور؟ وما هي المعطيات؟ نتنياهو اعلن حربا وجودية ...