يحمل الديوان الشعري الأحدث للشاعر خالد العامري الخضري بعنوان حزن للبيع كل السمات التي نعرفها عند القصائد المحكية لشعراء بلاد الرافدين بما فيها من اغراق بالوصف وشجن عميق ومصطلحات وتعابير تنهل من روح بيئة الفرات بجمالها وقسوتها وتاريخها الموغل قدما.
الشاعر الخضري الذي يعرفه جيدا كل متتبعي الأغنية العراقية في عصرها الذهبي لأنه كتب لكبار مطربيها يقدم لنا في هذا الديوان قصائد متنوعة تتجلى فيها جميع سمات نتاجه من الشعر الشعبي العراقي بأنواعه الرئيسة فهو يذكر في عنوان الديوان أنه يحتوى على قصائد ودارميات وأبوذيات.
ونجد في قصائد الديوان مستويات غنية من السخرية الى الغزل الثقيل الموحى والموقف الوطني وقصائد العاطفة الوطنية فضلا عن نصوص أخرى حملت طابعا نقديا حادا.
ويظهر الديوان حيزا مهما من تجربة الخضري التي جعلته من الشعراء الشاملين في بلاده من خلال جمعه للأسلوب القديم الذى امتاز بالحكمة والايقاعات التقليدية الريفية كقصيدة /دق هاونك يا حزن/ وشعر الحداثة الشعبي الذى اتسم بلغة الرفض وبمواجهة الاوضاع المتشعبة التي عاشها الشعب العراقي مثل قصيدة “اسمحلي يا موطني”.
وأيضا نجد في قصائد الديوان صورا من تجربة الخضري غير النمطية والحافلة بالاختزال والتي تعكس تمكنه بالفصحى جراء عمله الطويل في الاعلام واحتكاكه المباشر بمجتمع بلاده وكيف تغيرت لغة أهله اليومية وتبدلت اهتماماتهم وانفعالاتهم مع الاحداث المتتالية التي مر بها العراق سياسيا واقتصاديا وثقافيا فغدت قصيدة الخضري سهلة صعبة قديمة جديدة بإيقاعاتها وثراء مفرداتها الشعبية التي لف بعضها النسيان حتى غدت قصائده قاموسا للحياة من الريف والمدينة.
ويتغنى الخضري أيضا في الديوان برموز بلاده في الشعر ففي قصيدة حملت إحساسه العفوي بالوحدة يتغنى بالشاعر مظفر النواب مستحضرا فيها عناوين من نصوص هذا الاديب الكبير وعبارات لطالما عرف بها عبرت عن نفسه الساخر الناقد إضافة الى قصيدة حول الشاعر عريان سيد خلف وهو أحد رموز الشعر
الشعبي العراقي.
الديوان الذى يضم 95 قصيدة يقع في 211 صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارات دار الصحيفة العربية وتوزيع دار العراب في دمشق أما الشاعر خالد العامري الخضري فهو من مواليد السماوة في العراق عام 1954 صدرت له عدة مجموعات شعرية منها أنين الغربة وقطار ال يا ريت فضلا عن مجموعات صوتية وغنى من قصائده العديد من المطربين العراقيين والعرب.
سامر الشغري
سيرياهوم نيوز 5 – سانا