حسن ابراهيم الناصر
“الوجد زيت القناديل ”
التي تضيء الليل البارد وتملأ الأمكنة دفئاً وحميميةً حيث فلسفة الوجد يكتبها
الأديب الشاعر :
منذر يحيى عيسى
بحبر القلب…
هو يشبه الفلاح الذي
يحرث الأرض ثم يبدرها
ومن ثم ينتظر أيام الحصاد والبيادر ليجني حبات القمح النقية الزاهية كأشعة الشمس
في نهار صيفي..
مع انه هو الحاصل على درجة جامعية في الكيمياء والعلوم والتربية..والذي تقلد مراكز
تربوية وسياسية مهمة..
ولكنه لم ينسلخ عن بيئته الريفية ولم يخذل انتماءه للأسرة والمجتمع والوطن..
وهو يشغل رئيس هيئة فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب
هكذا بدا لي الوجد في شعر الأديب منذر يحيى عيسى
حيث يكتب:
“تأتين من خلفِ سحابٍ مثقلٍ
بدهشتهِ
ترتدين وجهاً تناسلَ من الشفقِ
أسئلةً …
تدخلين محراب الوقتِ
ناسكةً في حضرةِ مولاها
فتخرجُ الشمسُ
وقد نسجت لكِ عباءةً
من حرير الضياءُ…”!!!
لوحة تشكلت من صورة جميلة ذات بعد دلالي
حيث اتجهت تجد الشاعر تمكنه الغرام واستبده الحنين
وقد اشعل زيت القناديل لتضيء للمريدين سلوك طريق
الحب فلا يتعثرن في الدروب الوعرة .
تجد وانت تقرأ ان في كل مفردة دلالة وابعاد لمعاني تأخذ القارئ المتعشق للمعرفة كل حيث يبغي فيها صور جمالية وفيها رقة وعذوبة كعزف ناي في براري الفضاءات المطلقة للحب والحنين وهو المتعلق بمن يحب وبالأمكنة يبادلها الوجد المشتعل كجمر المواقد في الشتاءات الباردة
وفيها خوابي من عسل الغزل المكتسي ثوب الحب بلا أقنة زائفة.
من النص :
“آتٍ مع ملوحةِ الدمع”
كامنُ مثل “رشيمٍ ” بائسٍ في غيابةِ التراب
وقد طال انتظاري …
أراني وأنا أوكابدُ الكثيرَ من عنِ الإشاراتِ
وتنويع النغماتُ …
مازلتُ احتاجُ الكثيرَ من الجدرانِ
لأُمارسَ فوقَ أديمها
نزقَ الكتابةِ
….
استطاع الأديب الشاعر
منذر يحيى عيسى
ان يرسم بكلمات تشبه
“السهل الممتنع ” صورة فيها لوحتين متشابهتين ملوحة البحر الذي يقيم على حواف شاطئه وبين الحنين الذي صار ملح عينيه من يوم فقد الأحبة “الوالدين ”
أقرب المقربين لقلب الشاعر ..
ويظهر من خلال الاهداء :
” إلى روح أبي
هذه المرة وكل مرة
أمي ..جرحي النازف
حتى يحين الرحيل “؟!
هنا أجد بأن الشاعر يطحن الحنين بين رحى الزمن والعمر والواقع المرّ والمتغيرات الطارئة على المجتمع والحياة حيث الوجوه هنا باتت غير الوجوه التي كانت كالبدور في ليالي العتم…
وحيث المحبة لا تشبه المحبة
في ذاك الزمن !
فتدهشك كلماته الرقيقة كماء الينابيع العذبة المتفتقة من بين الصخور يطيب شرابها للمحبين تبلل ظمأ المتلقي في زمن الخيبات والخذلان .
لم اتعلم فنون النقد ولا كيف تكون القصيدة شعر
لكن عرفت كيف أفكك دلالتها ومعانيها الخصبة بفلسفة صوفية تملأ الجهات بوح شفيف كأول انبعاث الضوء مع طلوع الفجر … .
“”شغف الأسئلة ”
منشورات دار أمارجي ”
العراق الشقيق لعام 2024
(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)