نشرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية مقالاً رأت فيه أنّ الأوكرانيين غير جاهزين للهجوم المضاد المرتقب الذي تحدث عنه وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الأسبوع الماضي، وقال إنّه “بات وشيكاً”.
وتحدث البروفيسور مارك غاليوتي، المختص في الشأن الروسي، في مقاله في الصحيفة البريطانية عن تحديات عديدة تواجه الأوكرانيين.
ورأى غاليوتي أنّ “حماسة مدوني الحرب” المناصرين للقوات الأوكرانية للهجوم المضاد الذي طال انتظاره، ونقاشاتهم في خطط بديلة للمعارك، تتناقض مع ما صرح به مسؤولون أوكرانيون من أنّ “هامش المناورة أضيق من المفترض”.
وذكر غاليوتي في مقاله أنّ وزير الدفاع الأوكراني وعد الأسبوع الماضي بأنّ الهجوم الكبير المنتظر بات وشيكاً، وقال إنّ الهجوم المضاد سيبدأ “حالماً تتوفر مشيئة الله والطقس المناسب وقرار القادة”.
وفيما يرى ضباط بريطانيون يعملون مع الجيش الأوكراني أنّ نظراءهم الأوكرانيين واثقون بشأن نجاح الهجوم المرتقب، تشير تقييمات استخباراتية أميركية كشفت عنها وثائق سرية مسربة إلى أنّ الهجوم الأوكراني، إذ ما تمّ، لن يحقق على الأغلب سوى استعادة بعض أراض محدودة من القوات الروسية المتحصنة في المنطقة.
وأشار غاليوتي، الذي ألّف أكثر من 20 كتاباً عن روسيا، أحدثها كتاب “حروب بوتين: من الشيشان إلى أوكرانيا”، إلى أنّ أوكرانيا لا تحظى هذه المرة بعنصر المفاجأة الذي كان عاملاً في بعض الهجومات السابقة، مضيفاً أنّ ثمّة عائقاً أساسياً آخر هو نقص الذخيرة الذي تعانيه القوات الأوكرانية.
وقال غاليوتي إنّ الأوكرانيين يتحركون بسرعة لاستيعاب 230 دبابة غربية جديدة و1550 مركبة مدرعة ضمن الإمدادات العسكرية الغربية لكييف، لكنهم ما زالوا “يفتقرون إلى الدفاعات الجوية اللازم توفرها لشنّ أي هجوم كبير”، وهو ما يعرض قواتهم لخطر القصف الجوي الروسي.
كما أنّ مصادر الدفاع الغربية تشير إلى أنّ قدرة القادة العسكريين الأوكرانيين وجنودهم على التكيف مع الأنظمة العسكرية الجديدة في “محل شكّ”، وفق المقال.
ويوضح غاليوتي أنّ هناك حدوداً لمساعدات الغرب، فرغم الأصوات المطالبة بوفير مزيد من الأسلحة الجديدة، فإنّ ما يعوق استجابة الغرب لتلك الدعوات “ليس البخل ولا الحذر، إنما مسألة أساسية هي عدم توفر الذخيرة”.
ولفت الكاتب إلى أنّ إرسال المزيد من أنظمة الصواريخ وغيرها من الأسلحة لا قيمة له من دون توفير القذائف والرصاص والصواريخ التي تستهلكها القوات الأوكرانية بمعدل هائل.
ووفق المقال، فإنّ القوات الأوكرانية الآن تستهلك في شهر واحد أكثر مما تصنعه واشنطن في عام كامل من القذائف من نوع 155 مليمتراً، على سبيل المثال.
ورغم كل ما سبق، يقول الكاتب إنّ كييف “لا تملك خياراً آخر سوى شنّ الهجوم المضاد الذي تشير التقارير إلى أنّه سيكون في ربيع هذا العام أو صيفه”.
ويختم غاليوتي مقاله بأنّ كييف “سيتعين عليها شنّ الهجوم المضاد بصرف النظر عن المعوقات المذكورة سابقاً”. وقد تركز هجومها على هدف ولو صغير يحقق بعض طموحها.
وفي وقت سابق، رأت صحيفة “بوليتيكو” أنّ إدارة بايدن تستعد لاحتمال أنّه إذا لم يرقَ الهجوم المضاد الذي ستشنه أوكرانيا في الربيع إلى مستوى التوقعات، فإنّ النقاد في الداخل والحلفاء في الخارج سوف يجادلون بأنّ أميركا فشلت أيضاً“.
وأضافت أنّ “فريق الرئيس جو بايدن عرض علناً دعماً ثابتاً لأوكرانيا، وتعهد بتزويدها بالأسلحة والمساعدات الاقتصادية، ولكن إذا حقق موسم القتال الوشيك مكاسب محدودة، فقد أعرب المسؤولون في الإدارة عن مخاوفهم من مواجهة وحش برأسين من قبل الصقور والحمائم”.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين