انتقد ديفيد ريمنيك رئيس تحرير مجلة “ذا نيويوركر” الأميركية المرموقة، تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية لأحداث الحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من 7 شهور في قطاع غزة، مشيدا في الوقت نفسه بأداء صحيفة واحدة قال إنها تقدم الحقيقة التي قد يحبذ قراؤها تجنب معرفتها.
ومع أن التلفزيون الإسرائيلي يعرض الحد الأدنى من الأحداث هناك -وفق ما أورده الكاتب في مقاله بالمجلة- إلا أنه عادة ما يتناولها من خلال عدسة الإستراتيجية العسكرية؛ بالتركيز على الضحايا من الجنود الإسرائيليين، ومصير الأسرى الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال ريمنيك إن إسرائيل ظلت، منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، في حالة حداد وإحباط تكتنفها مشاعر تتراوح بين الغضب على أعدائها وقادتها على حد سواء؛ والقلق على الأسرى في غزة؛ والشك المؤلم حول مستقبل البلاد؛ والحيرة من أن أرجاء كثيرة من العالم قد حولت انتباهها إلى الأعداد “المرعبة” والمتزايدة باستمرار من القتلى والجرحى الفلسطينيين.
وأضاف أن الوضع “النشاز” في هذا المشهد العاطفي هو أن مليونين من الفلسطينيين في إسرائيل يعيشون جنبا إلى جنب مع جيرانهم اليهود، وبنوع من “الوعي المزدوج”؛ إذ يدركون أنهم مواطنون في دولة تمارس عليهم قهرا واحتلالا، ويتلقون أخبارا مفجعة على هواتفهم من غزة؛ أحيانا عن فقدان أقارب وأصدقاء.
ad
وأوضح أن الرأي العام الإسرائيلي لا يكاد يكون على قلب رجل واحد؛ فهناك مظاهرات متكررة ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية، كما أن مواقف الصحافة وتغطيتها للأحداث قد تكون متباينة وعدوانية.
وساق ريمنيك مثالا على ذلك بالمقابلة التي أجرتها القناة 12 مع رئيس سابق لجهاز المخابرات الداخلية “الشاباك”، نداف أرغمان، الذي اتهم فيها حكومة نتنياهو بشكل قاطع “بتدمير المجتمع الإسرائيلي عمدا من أجل التشبث بالسلطة”.
وقال إنه من الضروري التأكيد على ما سماه “العمل البطولي” الذي ظل يقوم به الصحفيون الفلسطينيون في غزة، الذين استشهد العديد منهم، بقدر إشادته بصحيفة هآرتس ووصفها بأنها من المؤسسات القليلة الناطقة بالعبرية التي تحاول باستمرار، ولو بشكل غير كامل، التعامل مع حقائق ما يجري في إسرائيل وغزة والضفة الغربية.
ومع أن هآرتس تتخلف كثيرا -من حيث جمهور القراء- عن صحيفتي “يديعوت أحرونوت” الشعبية و”يسرائيل هيوم” المحافظة، إلا أن ما أثار الإعجاب بها مؤخرا هو اتساع نطاق تقاريرها وتحليلاتها، رغم أنها يسارية في بلد يجنح إلى اليمين والتطرف، على حد تعبير ريمنيك.
وخص رئيس تحرير نيويوركر بالإشادة ببعض صحفيي هآرتس من أمثال عاموس هارئيل وأنشيل بفيفر، اللذين يقدمان “تقييمات لا تنحاز للتجاوزات العسكرية الوحشية والحماقة السياسية”. وهناك أيضا الصحفي يانيف كوبوفيتش، الذي قال عنه إنه ظل يسجل سبقا صحفيا تلو الآخر عن إخفاقات المؤسسة الأمنية.
وأردف قائلا: إن قدرة صحيفة هآرتس على تقديم حقائق متعددة للقراء الذين قد يفضلون تجنبها، تثير الإعجاب بنفس القدر أيضا، مشيرا إلى أن تقاريرها عن نتنياهو واقعية وناقدة في الوقت نفسه، حسب “الجزيرة نت”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم