| خالد عرنوس
مواجهتان أخريان تقامان في اليوم الثاني لأول أدوار الإقصاء في نهائيات كأس العالم بنسختها الثانية والعشرين المقامة حالياً في قطر الذي انطلق بالأمس بمباراتي هولندا مع الولايات المتحدة والأرجنتين مع أستراليا، الأولى تحمل طابعاً أوروبياً خالصاً وفيها يدافع أبطال العالم عن لقبهم أمام نظرائهم البولنديين الذين نجوا من السقوط في الدور الأول بفضل خدمة سعودية وسيكون الديوك مطالبين بتقليد الألمان لمواصلة مشوارهم نحو الاحتفاظ باللقب، وتقام المباراة في ملعب «الثمامة» بداية من الساعة السادسة مساءً تحت قيادة الحكم الفنزويلي خيسوس فالينزويلا.
وفي العاشرة مساء يلتقي منتخب إنكلترا بطل المجموعة الثانية مع نظيره السنغالي وصيف بطل المجموعة الأولى في مواجهة تعيد لأذهان سادة اللعبة لقاءهم مع الكاميرون في ربع نهائي مونديال 1990 ويتطلع من خلالها أسود إنكلترا الثلاثة للتفوق على الأفارقة مجدداً مثلما حدث في نابولي قبل 32 عاماً في حين أسود التيرانغا يتطلعون لقلب المعطيات ومتابعة المفاجآت على غرار ما فعلوا أمام السويديين في مونديال 2002، وسيكون استاد «البيت» مسرحاً لهذه المواجهة الأوروبية – الإفريقية بداية من الساعة العاشرة ويديرها الحكم السلفادوري إيفان بارتون.
حان وقت الجد
دخل الديوك البطولة كمرشحين للحفاظ على اللقب على الرغم من العطب الذي أصاب الفريق في الآونة الأخيرة وخاصة الإخفاق بالحفاظ على كأس دوري الأمم وقبلها السقوط من الدور الثاني لبطولة يورو 2021 ورغم زيادة هموم المدرب ديديه ديشان بارتفاع عدد الغائبين عن كتيبة الزرق في قطر بداية من كانتي وبوغبا وانتهاء ببنزيمة الذي تأكد غيابه في اللحظات الأخيرة قبل خوض المباراة الأولى، ومع ذلك فقد انتزع البطل بطاقة العبور إلى الدور الثاني من المونديال كأول المتأهلين بفوزين على أستراليا 2/1 والدانمارك 2/1 ما أعطى ديشان فرصة لإراحة بعض نجومه من خوض المباراة الثالثة أمام نسور قرطاج اللذين استغلوا الوضع وأنزلوا الهزيمة الأولى بأبطال العالم بعد 9 مباريات مونديالية و6 انتصارات متتالية ما أدخل بعض الشكوك حول مقدرة الفريق على مواصلة المشوار نحو النهائي الرابع أو مبدئياً ربع النهائي للمرة السابعة والحجة أن دكة البدلاء غير قادرة على الحفاظ على المستوى ذاته ويمكن أن يكون السقوط مبكراً.
بالمقابل بدأ المنتخب البولندي المونديال كمرشح للمنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة الثالثة بالتوازي مع التريكولور المكسيكي وبشكل أقل الأخضر السعودي مع وجود الأرجنتيني المرشح للبطاقة الأولى، وخرج النسور البيض بتعادل سلبي مع المكسيك قبل أن يخطفوا الفوز من الأخضر بطريقة لم تكن مثالية قبل أن يسقطوا أمام رفاق ميسي وكانوا قريبين جداً من مغادرة قطر منذ الدور الأول لولا هدف سعودي متأخر بمرمى المكسيك والذي أهدى بطاقة دور الستة عشر لليفاندوفسكي ورفاقه لينجحوا بتجاوز الدور الأول للمرة الأولى منذ 1986 بعدما أخفق أسلافهم بهذا الأمر عامي 2002 و2006 وجل الفريق الحالي في مونديال روسيا 2018.
اليوم سيكون موعد الفصل بين المنتخبين بذكريات مونديالية قديمة فقد اجتمعا في مباراة الترتيب في إسبانيا 1982 ويومها فاز بونييك ولاتو وزراماش على بدلاء بلاتيني وروشتو وتيغانا بثلاثة أهداف لاثنين، وقد تبدلت الأحوال تماماً فقد توقفت إنجازات البولنديين عند ذاك المونديال بالحلول بالمركز الثالث للمرة الثانية وقد تراجع منتخب النسور البيض كثيراً فلم يظهروا سوى 5 مرات في النهائيات العالمية من دون أن ينجحوا بالسير أبعد من دور الـ16 مرة واحدة وهاهم يعودون إليه للمرة الثانية في العقود الأربعة الأخيرة، في حين نجح الفرنسيون في التتويج باللقب مرتين وببلوغ النهائي مرة ثالثة خلال الفترة ذاتها، ويكفي القول إنهم أبطال العالم حالياً والمرشحون للكأس مرة ثالثة لنعرف مدى التفوق الفرنسي على البولندي قبل لقاء الليلة.
تحدي النجوم
يدرك لاعبو المنتخب البولندي أنهم الأقل حظوظاً عندما يواجهون الفرنسيين من حيث الخبرة والأسماء الحاضرة إلا أنهم باتوا يؤمنون بحظوظهم بعدما ساقهم القدر إلى الدور الثاني وسيحاولون الاستفادة من الدرس التونسي الذي قدمه نسور قرطاج أمام الديوك فيدخل رفاق ليفاندوفسكي في تحد خاص للإطاحة بأبطال العالم مجدداً وإثبات أنهم لا يقلون عن أحد، ويعول المدرب البولندي على تألق الحارس فيوتشيك تشيزني الذي يعد البطل الحقيقي في فريقه ليس لتصديه لركلتي جزاء أمام السعودية والأرجنتين فحسب بل لأنه الأفضل والأكثر تأثيراً في منافسات الدور الأول فقد تصدى لـ18 فرصة محققة كأكثر من فعل ذلك بين نظرائه، وهاهو دخل في تحد جديد أمام كليان مبابي أبرز عناصر ديشان والذي يراه الفرنسيون أيقونة هذا الجيل وخاصة بعد تسجيله للهدف المونديالي السابع بمرمى الدانمارك ليصبح ثاني هداف لبلاده في البطولة بعد جوست فونتين الهداف الشهير.
ويخشى الفرنسيون من أن تصيب الديوك لعنة الخلافات داخل غرفة الملابس على غرار ما حدث في مونديال 2010 عندما أطاحت الخلافات بين بعض اللاعبين فيما بينهم وبين المدرب دومينيك وقتها والتي كانت وراء السقوط من الدور الأول يومها، فقد أشارت بعض المصادر إلى نشوب خلاف بين الظهير بافار والمدرب ديشان وربما اتسعت دائرة الخلاف بعدما أبعده ديشان من خياراته الرئيسية، على حين يأمل الهداف ليفاندوفسكي أن يتحسن خط هجوم بلاده الذي لم يكن في المستوى المأمول وخاصة أنه اكتفى بهدفين وسجل بنفسه الثاني منهما مستغلاً خطأً سعودياً وخاصة أن الدفاع الفرنسي يتمتع بقوة كبيرة.
حان وقت الأسود
أخفقت بلاد أم الكرة في الوصول إلى قمة ابنتها العاقة سوى مرة يتيمة عندما توجت باللقب المونديالي اليتيم عام 1966 ورغم محاولاتها الكثيرة بعدها واقتربت مرتين من تحقيق الحلم لكن الإخفاق كان العنوان الرئيس وآخرها في المونديال الماضي، واليوم بعد أربع سنوات على تلك التجربة الجميلة يعتقد الإنكليز أن الجيل الحالي قادر على تكرار ما فعله الفريق في روسيا 2018 على الأقل والآمال معقودة على المدرب ساوثغيت ولاعبيه لرفع الكأس مرة جديدة إلا أن الأهم حالياً تجاوز المنتخب السنغالي في أولى مواجهات الإقصاء في لقاء يعيد للأذهان اللقاء الوحيد في أدوار خروج المغلوب للإنكليز أمام فريق إفريقي ونعني بذلك مباراة الكاميرون في مونديال 1990 ويومها احتاج الإنكليز إلى التمديد وإلى ركلتي جزاء ليتجاوزوا الأسود غير المروضة، وهاهم يواجهون أسوداً جدداً هم أسود التيرانغا الطامحين لبلوغ ما حققوه في مونديال 2002 على الأقل ويومها وصلوا إلى ربع النهائي.
وإذا كان الإنكليز برفقة هاري كين وماغواير وفودين وساكا وسترلينغ والبقية يمرون بفترة جميلة فإن السنغاليين وعلى الرغم من غياب نجمهم الأعلى ساديو ماني إلا أنهم يعيشون فترتهم الزاهية هذه الأيام، فقد تأهلوا للمرة الثانية على التوالي إلى المونديال وبلغوا نهائي كأس إفريقيا مرتين كذلك وقد توجوا أبطالاً للمرة الأولى ولا تنقصهم الجرأة ولا الأسماء لمواصلة طريقهم إلى دور الثمانية وصنع المفاجأة في مونديال لم يعترف بالأسماء الكبيرة وربما يكون فوز الكاميرون على البرازيل أو المغرب على بلجيكا حافزاً إضافياً للفريق الذي يقوده المدرب أليو سيسيه الذي يضم نخبة من اللاعبين الرائعين مثل: كوليبالي وميندي وإسماعيلا سار وبولاي ديا وفودي توريه وبابا سار وعبدو ديالو وسواهم.
وكان منتخب الأسود الثلاثة تصدر المجموعة الثانية بسبع نقاط بالفوز على إيران 6/2 وويلز 3/صفر والتعادل سلباً مع أميركا وهو الفريق الأعلى تسجيلاً في البطولة إلى جانب اللاروخا الإسباني على حين تأهل أسود التيرانغا في المركز الثاني عن المجموعة الأولى بست نقاط بعد الفوز على الإكوادور 2/1 وقطر 3/1 والخسارة المجحفة أمام هولندا صفر/2.
سجل مونديالي
– تحمل المشاركة الفرنسية رقم 16 في النهائيات وحمل اللقب مرتين (1998 و2018) وخاض النهائي 2006 وحل ثالثاً عامي 1958 و1986، وحتى نهاية الدور الأول للبطولة الحالية خاض 69 مباراة ففاز بـ36 منها مقابل 13 تعادلاً و20 هزيمة والأهداف 126/80.
– المنتخب البولندي يشارك في النهائيات للمرة التاسعة وتخطى دور المجموعات للمرة الخامسة، وخاض 37 مباراة فاز بـ17 منها وتعادل بـ5 مباريات وخسر 14 مرة والأهداف 48/47، وأفضل إنجازاته المركز الثالث مرتين عامي 1974 و1982.
– تشارك إنكلترا بالمونديال للمرة السادسة عشرة وإنجازها الأكبر هو التتويج بالكأس مرة واحدة على أرضها عام 1966 وبلوغ مربع الكبار مرتين عامي 1990 و2018، وخاضت خلالها 72 مباراة ففازت بـ31 وتعادلت 22 مرة وخسرت 19 مباراة والأهداف 100/66.
– هي المشاركة الثانية للسنغال التي بلغت ربع نهائي 2002 كأفضل إنجاز وخاضت حتى نهاية الدور الأول 11 مباراة ففازت بخمس وتعادلت 3 مرات وخسرت مثلها والأهداف 16/14.
على الهامش
– تقابل منتخبا فرنسا وبولندا في 16 مناسبة والغلبة للأول بواقع 8 انتصارات مقابل 3 انتصارات للثاني وتعادلا 5 مرات وأولها كان عام 1939 وانتهت للزرق بنتيجة 4/صفر وهو الفوز الأعلى في تاريخ المواجهات، ومنها خمس مواجهات رسمية ففاز البولندي 3/2 في مباراة المركز الثالث لمونديال 1982، وفاز الفرنسي مرتين في تصفيات يورو 1968 بنتيجة 2/1 و4/1 في وارسو وتعادلا مرتين في تصفيات يورو 1996 بنتيجة صفر/صفر و1/1 في باريس.
– لم يسبق لإنكلترا والسنغال أن تقابلا كروياً إلا أن المنتخب الإنكليزي سبق له اللعب ضد منتخبات إفريقية فتعادل مع المغرب سلباً في 1986 وفاز على مصر 1/صفر والكاميرون 3/2 في مونديال 1990 وتغلب على تونس 2/صفر في 1998 وتعادل مع نيجيريا صفر/صفر في 2002 ومع الجزائر بالنتيجة ذاتها في 2010 وعلى تونس 2/1 في مونديال 2018.
– ولعبت السنغال 6 مباريات ضد منافسين من القارة العجوز ففازت على فرنسا بهدف وعلى السويد 2/1 وتعادلت مع الدانمارك 1/1 في 2002 وفازت على بولندا 2/1 في 2018 وخسرت أمام تركيا بهدف في 2002 وأمام هولندا صفر/2 في البطولة الحالية.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن