- مي علي
- الأربعاء 21 تشرين الأول 2020
تلتزم الحكومة الانتقالية في السودان بالوصفة الأميركية، بحذافيرها، للتخلّص من «لوثة» الإرهاب، والعودة إلى «المجتمع الدولي». آخر «إبداعاتها» في هذا المجال، تحويلها التعويضات المتّفق عليها مع واشنطن لرفع اسم البلاد من «القائمة السوداء». خطوةٌ تضع لَبِنة جديدة على طريق التطبيع مع إسرائيل، والذي لا تفتأ السلطات السودانية تُعبّده شيئاً فشيئاً
وأولت حكومة عبد الله حمدوك، منذ تولّيها مقاليد السلطة قبل عام، ملف شطب السودان من «اللائحة السوداء» أولوية قصوى، وذلك على رغم وجود تيّارات معارضة في الداخل لمبدأ التسوية المالية، لكونها تعني ضمناً الاعتراف بارتكاب جرائم تمّ تصنيفها على أنها «إرهابية». إلا أن الحكومة ظلّت ماضية في حوار مع الإدارة الأميركية لأكثر من عام، استطاعت في خلاله، كما تقول، تقليص مبلغ التعويضات من أكثر من 10 مليارات دولار إلى 335 مليون دولار. وفيما وُجّهت انتقادات إلى الحكومة بشأن تعهّدها بدفع تلك المبالغ في وقت تمرّ فيه البلاد بضائقة معيشية، حاجج حمدوك بأن أموال التعويضات تمّ توفيرها من موارد البلاد الذاتية، ولا سيما الذهب، معتبراً في كلمة أمس أن «القرار يتيح إمكانية أفضل وظروفاً أحسن لإدارة الاقتصاد، ويفتح الباب لتعزيز وتأكيد عودة السودان للمجتمع الدولي».
أعلن حمدوك أن أموال التعويضات تمّ توفيرها من موارد البلاد الذاتية، ولا سيما الذهب
وبحسب الدعاية الحكومية، فإن رفع اسم السودان من «قائمة الإرهاب» سيتيح العودة إلى النظام المصرفي العالمي بعد فترة طويلة من الاعتماد على مصرف واحد في كلّ العالم، وإعفاء البلاد من الديون الخارجية البالغة 60 مليار دولار أو إعادة جدولتها، إلى جانب الحصول على مساعدات مالية من المؤسسات الدولية. ووفقاً لمحافظ «بنك السودان المركزي»، في تصريحات أمس، فإن التحويلات البنكية مع البنوك الخارجية ستبدأ في غضون أسبوع، في حين كان لافتاً ارتفاع قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي في السوق الموازي صبيحة تصريحات ترامب.
وليس الحوار الذي أدارته حكومة حمدوك مع الإدارة الأميركية حول ملف الإرهاب، الأوّل من نوعه، إذ يفيد مصدر دبلوماسي بأن النظام السابق طرح فكرة التسوية في العام 2014، وقد تَكفّلت وقتها دول الخليج بدفع مبلغ التسوية، غير أن الإدارة الأميركية رفضت آنذاك تدخل أطراف آخرين، مشدّدة على أن أيّ تسوية يتمّ التوصل إليها لن تؤثّر على المسار السياسي بين البلدين.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)