آخر الأخبار
الرئيسية » مختارات من الصحافة » “ذي إيكونوميست”: هاريس تفتقر إلى الكاريزما والوقت

“ذي إيكونوميست”: هاريس تفتقر إلى الكاريزما والوقت

نشرت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية مقالاً تتحدث فيه عن كامالا هاريس وحظوظها في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة وما تحتاج وتفتقر إليه للتغلب على منافسها دونالد ترامب.

وقال المجالة في مقالها “لا بدّ لكل طامحٍ للترشح للمقعد الرئاسي في الولايات المتحدة من سلك دربين إلزاميين في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري؛ الأول هو أن يكون المرشح لاعباً بين داخل المؤسسة السياسية، ولديه القدرة على التغلب على منافسيه، والاستفادة من اسم العائلة أو البقاء لفترة طويلة على مقاعد الكونغرس، والتمتع بإرشاد أعضاء الحزب من كبار السن الأقوياء، كما كان الحال مع الرئيسين جورج بوش الأب وجو بايدن”.

وتابعت “الدرب الثانية أن يأتي المرشح من خارج المألوف ويفوز بموقعه من خلال الحضور والكاريزما والجرأة التي تلامس حد الوقاحة أحياناً، وهذا ينطبق على الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب”.

كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية بعد قرار بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، تنتمي بلا التباس إلى المجموعة الأولى، لكونها ابنة المؤسسية السياسية التقليدية، وليست منظّرة أيدولوجية أو من أصحاب الرؤى، حسب المجلة..

وقالت المجلة “لقد تأسست هاريس في ولاية كاليفورنيا بطرق مرنة وملتوية في آن؛ ففي تسعينيات القرن الماضي، حين كان الحزب الجمهوري قوة فاعلة في الولاية، فازت هاريس في انتخابات هامة كمدعية عامة من خلال ميلها إلى اليمين في قضايا العدالة الجنائية عام 2010. وعندما مال حزبها نحو اليسار، غيّرت مواقفها بشأن قضايا مثل عقوبة الإعدام التي أيّدتها في البداية، ثم ما لبثت أن عارضتها”.

كذلك، حظيت هاريس برعاية ومساندة ويلي براون، الذي يعتبر صانع الملوك في الحزب الديمقراطي، وهو يكبرها بنحو 3 عقود. مع ذلك، توصف هاريس من قبل منتقديها وخصومها بأنها انتهازية طموحة، تفتقر إلى المبادئ، السمعة الملتصقة بتاريخها السياسي والتي تجد صعوبة في التخلص منها، مع ذلك، يبدو أنّ بعض الناخبين والساسة المتربّصين سيركّزون بنقدهم على خلفية هاريس ومسيرتها المهنية، لكونها ابنة لمهاجرين، فوالدها خبير اقتصادي ولد في جامايكا، ووالدتها طبيبة غدد صماء ولدت في الهند، والتقى الزوجان من خلال نشاطهما في مجال الحقوق المدنية في مدينة بيركلي في ستينيات القرن الماضي، حسب المجلة.

على هذه الخلفية، كافحت هاريس من أجل إثبات نفسها في المسرح الوطني. وإذا تم تبني ترشيحها في مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو الشهر المقبل، فمن المحتم إعادة تقديم سيرتها الذاتية بدراما عاطفية من إنتاج هوليوود عن إنجازاتها كامرأة سمراء وآسيوية تكسر الحواجز.

وتابعت المجلة “تبقى الإجابة عن مدى فعالية هاريس بمواجهة ترامب غامضة، وخصوصاً أنّها متأخرة في إطلاق حملتها الانتخابية كثيراً، بسبب الفوضى الأخيرة داخل حزبها بسبب ترشح بايدن وانسحابه، لكن من المؤكد أنّ كامالا هاريس ستكون أفضل وأنشط من بايدن نظراً إلى فارق العمر بينهما على الأقل”.

منذ أن جاءت كامالا هاريس إلى واشنطن كعضو في مجلس الشيوخ عام 2017، كانت فعّالة في المناقشات وجلسات الاستماع، مستفيدةً من مهاراتها القضائية، إذ أثارت استجواباتها قلق ذوي الخبرة من الحزب الجمهوري، مثل بريت كافانو، أثناء استجوابه ليصبح قاضياً في المحكمة العليا، وجيف سيشنز المدعي العام السابق. ومع ذلك، لم تنجح حملتها في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي عام 2020، قالت المجلة.

تتمتع هاريس حسب “الايكونوميست” بسمعة طيبة لفعاليتها بجمع التبرعات، لكنها تواجه صعوبات كمتحدثة ارتجالية، وهذه إحدى الكفاءات الأساسية في الحياة السياسية، وخصوصاً أنها ستناظر دونالد ترامب الذي قد يهاجمها بشكل مباشر وحاسم ليخرجها من المنافسة، وسترث كامالا هاريس صندوق بايدن الحربي الهائل والمرهق للأميركيين. كذلك، ستحظى بسجل إدارة بايدن السياسي الذي لا يحظى بشعبية، على الرغم من التشريعات الرئيسية التي أقرّها لتصنيع الرقائق الإلكترونية والاستثمار في الطاقة الخضراء. حلفاء ترامب وفريقه يهاجمون هاريس باتهامها بأنّها “قائدة الغزاة المهاجرين”، لدورها المتوازن في قضية الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك في وقت تكثر المعابر غير النظامية، كما يزعمون. وإذا تم اختيارها لتكون مرشحة الحزب الديمقراطي في الشهر المقبل، فسوف تحتاج هاريس إلى الرد على هجوم ترامب بشأن الهجرة بشكل مباشر، ووضع أجندة سياسة داخلية جديدة أكثر طموحاً للسنوات الأربع المقبلة مما تمكن بايدن من فعله أو تصوره.

في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وضعت هاريس نفسها كوسطية ديمقراطية في العلاقات بين ضفتي الأطلسي، وهي مؤيدة بلا تردد لتقديم مساعدات قوية لأوكرانيا، ومستشارها للأمن القومي، فيليب غوردون، متخصص موثوق في شؤون أوروبا والشرق الأوسط. ويبدو أنّها ستتبع على الأرجح خطوط إدارة بايدن، أو على الأقل ستزعم ذلك خلال الحملة الانتخابية، لتبقى على النقيض في مواجهة ترامب ومرشّحه لمنصب نائب الرئيس جيمس ديفيد فانس.

وقالت هاريس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام: “أعتقد أنّ من المصلحة الأساسية للشعب الأميركي أن تفي الولايات المتحدة بدورها والتزاماتها طويلة الأمد في القيادة العالمية”. مع ذلك، لا تزال تطلعات كامالا هاريس في السياسة الخارجية تحتاج إلى الاختبار إلى حد كبير، كما هي الحال مع العديد من نواب الرئيس غير المؤثرين بفعالية بصنع القرارات الكبرى، إن كانت سياسية أو عسكرية.

لا توجد سابقة للحملة الانتخابية التي سترثها هاريس إذا تم ترشيحها في شيكاغو الشهر المقبل، لأنّ هناك إشارات مكدسة ضد ترشيحها.

مع ذلك، ترامب مرشّح لا يحظى بشعبية ممتدة في الزمن، وهو مجرم مدان، ويمكن لمدعية مثل كامالا هاريس أن تكشف أكاذيبه وتذكير الناخبين بتجاوزاته. ولكي تفوز، سيتعين عليها توحيد حزبها في ظروف صعبة، وإثارة حماسة الناخبين، والتصدّي لإهانات ترامب، وتنشيط مواهبها اللازمة للقيام بحملات انتخابية تحت الضغط.

هاريس سياسية تقليدية في كثير من النواحي، لكن المكتب البيضاوي لم يدخل إليه من قبل إلا عدد قليل من الأفذاذ الذين يتمتعون بكاريزما وثّابة. وفي النهاية، سيقرر الناخبون من بين المرشحين المتاحين من هو الرئيس بعد أن يبتعلوا إحباطاتهم ويكتموها، ختمت المجلة.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الغارديان: أطفال غزة يبدأون العام الدراسي الثاني دون تعليم

سلط تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على معاناة أطفال غزة وعدم حصولهم على التعليم المناسب بسبب الحرب الدائرة في القطاع. وقالت الكاتبة بيثان ماكرنان، ...