رأس السنة الشرقية أو “عيد القوزلة”

د.سلمان محمد محمد

يصادف اليوم 14 كانون الثاني بداية “السنة الشرقية”

وهو ما يسمى “عيد القوزلة” الذي لا تزال بعض القرى في الساحل السوري وفي بعض المحافظات السورية الأخرى تحتفل به، حيث يتبادل الناس عبارات التهنئة بالقول: “عيد مبارك عليك أوعليكم” أو” كل عام وأنتم بخير” …

ومن الجدير بالذكر أن “عيد القوزلة” ليس عيداً دينياً ولا طقسا تعبديا بل هو مناسبة اجتماعية سورية وفلكية، وتراث وإرث سوري قديم وأصيل وتقليد جميل مازالت بعض مناطق وأحياء محافظة اللاذقية وعدد من المناطق في أنحاء سورية، في حماة وحمص وإدلب وحلب ودمشق والقنيطرة وطرطوس، والشيء اللافت والجميل هو استمرارية الاحتفال بهذا العيد عند الناس في منطقتنا منذ العهد الآشوري ، حيث يجتمع فيه الناس ويقدمون الضيافات الشعبية والأكلات التراثية ومنها خبز التنور أوخبز القوزلة الذي يخبز فقط بهذا اليوم وهي فطاير عجين بالزيت وحب البركة والفليفلة، كما تحضر الكبيبات وأقراص السلق و أقراص العجين المحشوّة لحماً وتسمى “زنكل”، ويقدم التمر وحب الأس والحلويات ..

“القوزلة” تسمية آشورية من كلمة “قوزلو” وتعني قزل النار أو إشعال النار، حيث كانت توقد النار طلباً للدفء وللطبخ، وتوقد على رؤوس الجبال وأمام المنازل ابتهاجاً وإعلاناً لهذه المناسبة. وتقول روايات أخرى أن القوزلة تعني البداية

يعود سبب الاحتفال ببدء السنة الشرقية في يوم 14 كانون الثاني، إلى وجود فارق 13 يوم بين التقويمين الشرقي والغربي والتصحيح الذي قام به البابا غريغورس الثالث عشر الروماني على التقويم اليولياني في عهد يوليوس قيصر ..

وكانت بعض البلدات والقرى في الساحل السوري تقيم أعراس شعبية تشبه ما كان يقام فيما يسمى عيد الزهورية الاجتماعي الذي تحتفل فيه كل شعوب المنطقة وهو يسمى في مصر بعيد “شم النسيم”، كما أن بعض الناس يقدر عمرهم بسنوات القوزلة، فيقال إن أحدهم عمره يتجاوز 80 قوزلة

يحتفل برأس السنة الشرقية بسهرة 13 كانون ثاني وكانت تستمر الاحتفالات لستة أيام يسود خلالها التّسامح، وإصلاح ذات البين، ومساعدة الفقراء بالعطايا المادية، وتبادل الزيارات صباح العيد ، ومن الضروري القول أن لهذا العيد جذور قديمة جدا عند سكان الهلال الخصيب فقد وردت كلمة “القوزلة” في ملحمة جلجامش السومري …

(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)