*سيرياهوم نيوز:هيثم يحيى محمد
يقوم بين المئة والمئتي شاب من ابناء السويداء منذ اسبوع وحتى الان باحتجاجات يحمل بعضهم خلالها الأسلحة ويقطعون الطرقات ويرفعون أعلاماً غير العلم السوري ويطلقون شعارات تمس بوحدة سورية وسيادتها خلافاً لما يريده معظم أبناء هذه المحافظة الغالية الكاتب والفارس والصحفي عدنان عزام المعروف بثقافته الوطنية والإنسانية وفكره النيّر وحرصه الشديد على الوطن والمواطن تحدث رداً على سؤال توجهنا به اليه حول تقييمه لما تشهده السويداء هذه الايام والرسالة التي يحب أن يوجهها للمتظاهرين وللدولة السورية عبر منبرنا الإعلامي(سيرياهوم نيوز)فماذا قال: يبدأ عزام من التاريخ حيث يقول:لقد عاشت سورية مئات السنين كولاية عثمانية بلا مقومات هوية وطنية ،ولاية مرتبطة بغيرها من الولايات برابط الدين ( الدين السياسي ) إلى أن بدأت أفكار المتنورين تجد قبولا لدى شر يحة من السوريين وهي الأفكار التي تعلم الناس مفاهيم جديدة ( الدولة … الانتماء العربي … اللغة العربية … الحدود الجغرافية )
وأضاف عزام:بدأت هذه الأفكار مع الكواكبي و الارسوزي إلى ان وصلنا الى تشكيل الأحزاب التقدمية التي قادتنا إلى التحرر من الهيمنة العثمانية .. لكن الغرب الذي ساعدنا في التحرر من العثمانيين هو نفسه الذي ادخلنا تحت سيطرته و هنا بدأنا مرحلة جديدة من النضال السياسي و الفكري و العسكري للتحرر و قد توّجت هذه المرحلة بالثورة السورية الكبرى في معظم المحافظات السورية و التي قادت إلى التحرر من الاستعمار الفرنسي لنصل إلى أول دولة وطنية وليدة ولكن بمواطنين ليسوا على درجة متساوية من الوعي السياسي بمفهوم الدولة إذ حاول البعض أن يصبغ هذه الدولة بالصبغة الدينية وتابع عزام:استمرت هذه المرحلة من عام ١٩٤٦ حتى الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس حافظ الأسد والتي عمدت إلى وضع دستور لسورية بالمفهوم السياسي الحديث للدولة اي فصل الدين عن الدولة ،لكن المتأثرين بالتيار الديني اجهضوا هذه المحاولة الرائدة والأولى في العالم العربي ،وكانوا و ومازالوا يتحركون بتوجيه من القوى الصهيو غربية المعادية و يحملون السلاح في وجه الدولة ،وقد تجلى ارتباطهم بالمشروع المعادي عام ٢٠١١ الذي شهد ولادة (الجهنم العربي) و الذي يسميه الكثير من الوطنييين في العالم بأنه عام التقهقر الفكري و الوطني حيث وجدنا عودة الطروحات الطائفية إلى حياة شريحة كبيرة من السوريين
ويقول عزام:وقفت محافظة السويداء ضد هذا المشروع الاستعماري الجديد و قدمت الاف الشهداء و يكفي زيارة المائة والعشرون قرية في المحافظة لنرى اضرحة الشهداء تزيّن مداخل هذه القرى ،وكان لي شرف معايشة هذه المرحلة العصيبة لحظة بلحظة ،و شاركت بأغلى ما لديّ و هو دمي ،وهنا أقول قلة قليلة من أبناء المحافظة والذين ما زالوا يعيشون في المرحلة العثمانية وقعت في شراك الأعداء بدوافع طائفية ومالية و حاولت التنصل من واجبها الوطني ،لكنها طيلة هذه السنوات لم تحمل السلاح ضد الدولة و لم تدمر المؤسسات الحكومية بل ظل العلم العربي السوري يرفرف في سماء المحافظة لقد حاولنا مرارا التواصل مع قيادتنا السياسية لاقتراح الحلول لمعالجة الأخطاء التي تعصف بمواطنينا، لكن صوتنا لم يصل حتى كبرت الهوة بين بعض المواطنين و الدولة من جهة و كبرت الهوة بين المواطنين و تجار الحروب من جهة اخرى في هذه الاثناء زاد تأثير القوى المعادية على المحافظة من ضخ إعلامي و مالي يقابله ضعف في الأداء الحكومي افقد الناس الامل و الثقة بالدولة،وهنا لا بد من التنويه إلى دراسة حديثة للواقع الخدمي في المحافظة تظهر أن نسبة كبيرة من مشاكل المواطنين يقوم محافظ السويداء الحالي نمير حبيب مخلوف بإيجاد حلول لها ويختتم الكاتب والفارس عدنان عزام حديثه بالقول: أن وسائل الإعلام المعادية تضخّم ما يجري في السويداء خدمة للمعسكر الصهيو غربي و أتباعه من التيار الطائفي و التيار المتاجر بالوطن ،لكن أبناء السويداء ما يزالون بغالبيتهم يقولون وطن شرف اخلاص،و يصرون على أن السويداء ستظل كما وصفها سيادة الرئيس بشار الأسد صخرة قوية في قلعة الصمود السوري وبناء على ما تقدم نتوجه إلى كل من نزل إلى الشارع بنية صادقة و هدف نبيل ( اي تحسين الواقع المعيشي ) ونقول لهم: حافظوا على مكتسبات الآباء و الأجداد ،و لا تهدموا ما بنوه لكم من إرث وطني ،و استمروا بمطالبة الحكومة بتذليل الصعاب وتطبيق العدالة الاجتماعية بتوزيع المواد التموينية و الطاقة و الخدمات المختلفة ،ولكن بطريقة حضارية و عبر المؤسسات و النقابات و الاتحادات ،وكلنا امل ان قيادتنا ستقوم ببسط هيبة الدولة في محافظة السويداء و إلغاء مظاهر تجار الحروب
*الصحفي سهيل حاطوم اما الصحفي سهيل حاطوم المتميز بأخلاقه ومهنيته وحرصه ووطنيته فيقول رداً على السؤال: هناك بالفعل بعض المواطنين الذين خرجوا وكان تحركهم مطلبياً من باب الإحتجاج على قرارات إلغاء الدعم فور صدورها دون أي خلفيات أو ارتباطات، وكان سقف مطالبهم أن تتراجع الحكومة عن تلك القرارات وتحسين الواقع المعيشي، لكن وكما يحصل كالعادة هناك من يحاول أن يركب أي موجة ليخرجها عن إطارها ومضمونها . وأضاف:وفي الوقت نفسه هناك مطالبات من العديد من المثقفين (حقوقيين وكتاب ومواطنين عاديين) بحق الناس في التعبير عن آرائها بطرق سليمة لكن مع ضرورة ألا يرفع سوى علم الوطن وعدم الإساءة للرموز الوطنية وألا يتم رفع سوى الشعارات الوطنية وعدم السماح بدخول أي شخص إلى الاحتجاجات من عصابات الخطف وسواها. كما ان البعض طالب بأن تأخذ النقابات والاتحادات المهنية دورها وبخاصة اتحاد العمال وأن يكون له دور وموقف تجاه القرارت التي ألحقت الضرر بشريحة واسعة من عمال الوطن وألا تترك قيادة هذه التحركات للشارع والا يسمح لكل من له أجندات أخرى أن يصطاد في الماء العكر
(سيرياهوم نيوز11-2-2022)