آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » رئيسي في دمشق: التوقيت والدلالات

رئيسي في دمشق: التوقيت والدلالات

 

رأي ماهر الطاهر

 

في الثالث من الشهر الجاري، وصل دمشق، في زيارة رسمية لافتة، الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على رأس وفد سياسي واقتصادي كبير. وإلى لقاءاته المهمّة مع نظيره السوري، بشار الأسد، التقى رئيسي وفداً ضمّ قادة الفصائل الفلسطينية، مما يؤكد اهتمامه العميق بقضيّة فلسطين، وكفاح شعبها المقاوم. وقد كان لنا شرف اللقاء والتعرّف إلى السيد رئيسي، قبل أن يتمّ انتخابه رئيساً للجمهورية الإسلامية، وذلك خلال انعقاد «مؤتمر الوحدة الإسلامية» في طهران، حين كان رئيساً ومشرفاً على أعمال المؤتمر (قبل سنوات عدة)، كما كان لنا شرف اللقاء معه عندما تمّت دعوة قادة الفصائل الفلسطينية إلى حضور مراسم أداء القسم، وتسلُّم موقع رئاسة الجمهورية؛ وحقاً وَجدنا أنفسنا أمام إنسان يعيش قضيّة فلسطين بعقله وقلبه ووجدانه، مجسِّداً مبادئ الثورة الإسلامية الإيرانية.

 

لا شكّ في أن زيارة الرئيس الإيراني التاريخية إلى دمشق، تحمل الكثير من المعاني والدلالات العميقة، سواء في توقيتها ومضمونها وتأثيراتها على مستوى العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين سوريا وإيران، أو في انعكاساتها على مجمل الأوضاع في عموم المنطقة، لا سيما بعد التطوّرات الهامّة والتحوّلات السياسية على المستويَين الإقليمي والدولي. وجرت هذه الزيارة في ظلّ تحوّلات استراتيجية عميقه تُترجِم وتجسِّد مفهوم «وحدة الساحات»، كما مفهوم «وحدة وتناسق عمل محور المقاومة» الذي يتصاعد ويتنامى يوماً بعد آخر، ممّا خلق أعلى درجات القلق لدى كيان العدو الصهيوني، والذي تَمظهر خصوصاً في تصريح رئيس «الموساد»، قبل أسابيع، من أن الوقت قد حان «لأن يفهم الجمهور في (إسرائيل) ويدرك أن هناك تآكلاً مستمرّاً للردع الإسرائيلي، وعمليه تغيير في ميزان القوى الاستراتيجي في المنطقة».

ad

 

كذلك، أتت الزيارة في ظلّ أزمة وجودية يعيشها الكيان الصهيوني وصراعات داخليه حادّة وغير مسبوقة، تؤكد أنه «أوهن من بيت العنكبوت»، والعبارة للأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصر الله؛ وفي توقيت دقيق تتصاعد فيه المقاومة الباسلة في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وبخاصّه في الضفة الغربية التي تؤسّس لمرحلة جديدة في كفاح الشعب الفلسطيني. فنحن أمام جيل من الشباب الفلسطيني الذي يفرض كل يوم وقائع ميدانية على الأرض، ويمتلك طاقة مقاومة هائلة تراكمت على مدى قرن من الصراع، ونحن أمام أبطال بكل معنى الكلمة يصنعون الأحداث ويرسمون معالم مرحلة جديدة من تاريخ الصراع، تؤسّس لبناء حركة وطنية فلسطينية جذريه تعيد الاعتبار لمعنى فلسطين وتحرير كل ذرة من ترابها.

 

ad

أتت الزيارة في ظلّ أزمة وجودية يعيشها الكيان الصهيوني

 

كما تكتسب الزيارة أهميتها من حيث توقيتها ومعانيها، ارتباطاً بالتطوّرات الهامّة والعميقة على المستويَين الإقليمي والدولي، وبخاصّة توقيع الاتفاق الإيراني – السعودي برعاية صينية، وعودة العلاقات الديبلوماسية، في ما يعنيه ذلك من انعكاسات على مجمل الملفّات في المنطقة في سوريا ولبنان واليمن وفلسطين، وأيضاً التحوّلات على المستوى الدولي وتراجع الهيمنة الأميركية في المنطقة والعالم، والانتقال إلى نظام عالمي متعدّد الأقطاب. ولا شكّ في أن مجمل هذه التطوّرات التي تحيط بزيارة الرئيس الإيراني، لا يمكن عزلها عن صمود الثورة الإسلامية الإيرانية، وصمود الشعب الفلسطيني، وصمود سوريا وشعبها وجيشها وقيادتها، وصمود المقاومة اللبنانية والشعب اليمني العظيم وشعب العراق الشقيق. وسيسجّل التاريخ أن الثورة الإسلامية الإيرانية قد شكّلت السياج الحامي والسند الحقيقي لكلّ قوى المقاومة في عموم المنطقة. وجاءت الزيارة في ظلّ الصمود الكبير والنجاحات التي حقّقتها سوريا في تصدّيها لمؤامرة تمكّنت من إحباط أهدافها العدوانية؛ وفي ظلّ فشل المحاولات الأميركية – الصهيونية، على مرّ السنوات الماضية، لحرف الصراع في المنطقة، وخلق «ناتو» عربي ضدّ الجمهورية الإسلامية، وزرْع بذور الفتن الطائفية والمذهبية في المنطقة.

ad

 

إنّنا على ثقة بأن زيارة السيد رئيسي التاريخية إلى دمشق ستكون لها نتائج سياسية كبيرة على صعيد تنامي وتصاعد قوّة محور المقاومة بجميع أطرافه، وفي القلب قضيّة فلسطين. كما ستكون لها نتائج هامّة، على المستويَين السياسي والاقتصادي في دعم صمود سوريا، وتعميق العلاقات الاستراتيجية الإيرانية – السورية التي تشكّل صخرة صلبة في مواجهة المخطّطات الأميركية – الصهيونية في عموم المنطقة.

وبعد زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق، سطر أبطال المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ملحمة مجد وصمود على أرض قطاع غزة، وخاضوا بكلّ عنفوان معركة «ثأر الأحرار» والتي شكّلت جولة من جولات الصراع والاشتباك التاريخي المتواصل مع الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، مؤكدة أن المقاومة مستمرّة حتى يتمّ تحرير كل ذرة من تراب فلسطين.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ليلة وقف النار… ليلة القدر

    نبيه البرجي   ايلون ماسك، الرجل الذي قد نراه قريباً يختال على سطح المريخ، هدد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بـاحراق شاربيه من الفضاء. ...