الرئيسية » الأخبار المحلية » رئيس أساقفة الكاثوليك في النمسا وعضو مجمع الكرادلة في حاضرة الفاتيكان يبدأ زيارة إلى سورية … الكاردينال كريستوف شونبورن: سورية أرض مقدسة أنا فيها حاجٌ وللتضامن مع الشعب السوري بكل أطيافة ورسالتي للعالم هي مساعدتها

رئيس أساقفة الكاثوليك في النمسا وعضو مجمع الكرادلة في حاضرة الفاتيكان يبدأ زيارة إلى سورية … الكاردينال كريستوف شونبورن: سورية أرض مقدسة أنا فيها حاجٌ وللتضامن مع الشعب السوري بكل أطيافة ورسالتي للعالم هي مساعدتها

منذر عيد – تصوير: طارق السعدوني

الأحد, 03-10-2021

بدأ رئيس أساقفة الكاثوليك في النمسا وعضو مجمع الكرادلة في حاضرة الفاتيكان، الكاردينال كريستوف شونبورن، أمس، زيارة إلى سورية تستمر يومين وقام بعدد من اللقاء والزيارات والفعاليات في مدينة دمشق، مع وفد مرافق له.
وبدأ الكاردينال شونبورن نشاطه في دمشق بمشاركة الصلاة من أجل السلام في سورية، التي أقامتها كاتدرائية مارجرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس.

وترأس الصلاة قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، بمشاركة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وعدد من رؤساء وممثلي الطوائف المسيحية بدمشق.

وبيّن الكاردينال شونبورن في كلمته أن أحوال المنطقة وما يحدث فيها كانت محور لقاءات عدة ومناقشات في المنظمة العالمية للمشرعين الكاثوليك والتي شارك في تأسيسها وهي مستقلة، والغاية منها إخبار البرلمانيين في دول العالم بحقيقة ما يحدث في هذه المنطقة من مآسٍ وعلى الأخص في سورية والعراق، معرباً عن أسفه لأن كثيراً من الناس يغمضون أعينهم تجاه آلام وأحزان الآخرين ومآسيهم ليشعروا بالراحة.

وشدّد على أن سورية أرض مقدسة والذي يأتي لزيارتها يأتيها كحاج، مؤكداً أن الرسالة التي سينقلها إلى برلمان بلاده وبرلمانات العالم عبر المنظمة هي دعوة ليعملوا على مساعدة سورية لتتجاوز هذه المرحلة الصعبة.

وأوضح الكاردينال شونبورن في تصريحات للصحفيين، أنه يزور سورية كحاج وسورية ذكرت في الكتب المقدسة كبلد للحج، وأعرب عن رغبته بلقاء عدد كبير من الناس «قدر الإمكان» على مختلف انتماءاتهم ليسمع منهم مباشرة معاناتهم وما حدث معهم.

وأضاف: «أنا أعرف وتعرفت على الكثير من اللاجئين السوريين في النمسا وأنا هنا للتعرف على الكثير من السوريين في سورية»، مضيفاً: «ما أتمناه لهذا البلد وشعب هذا البلد هو العيش كشعب واحد وعائلة واحدة، وأهم قواعد السلام هي العيش المشترك».

وفي رده على سؤال حول الإجراءات الغربية القسرية الأحادية الجانب الجائرة المفروضة على الشعب السوري، قال الكاردينال شونبورن: «أنا لست رجل سياسة ولا أتدخل في السياسة، أنا رجل دين، ولكن سأقول بكل صراحة كل الإجراءات التي تتخذ وتتسبب بمعاناة الناس الذين يعانون أصلاً غير مقبولة».

بدوره، وفي كلمة له أكد البطريرك أفرام الثاني، أن آثار الحرب الظالمة ضد سورية لا تزال موجودة كما محاولات السيطرة على قرار الشعب السوري من خلال الحصار الاقتصادي الظالم والعقوبات الأحادية وغير القانونية المفروضة عليه والتي تسهم في اشتداد معاناته وتسبب نقص مواد أساسية للحياة.

وبيّن، أنه خلال السنوات الصعبة التي مرت على سورية انقسم العالم في موقفه تجاه ما جرى فيها فظهر العدو من الصديق، مؤكداً أن الكاردينال كريستوف أحد أصدقاء سورية ونادى بإيقاف الحرب وأظهر اهتماماً كبيراً بمعاناة شعبها وكذلك بالمهجرين إضافة لإيصال صوت أبناء سورية في محافل دولية عدة وأمام الكثير من القادة والمسؤولين السياسيين، مشيراً إلى أنه سينقل كذلك الرسالة التي سيسمعها اليوم من أبناء سورية.

وفي تصريح للصحفيين، قال البطريرك أفرام الثاني: «نحن السوريين مع بعضنا البعض كعائلة نستقبل اليوم شخصية مهمة جداً، شخصية كنسية كاثوليكية وأوروبية وهي كاردنيال النمسا ورئيس أساقفة النمسا ولديه عدة وظائف في الفاتيكان، وزيارته مهمة لأنها تعكس اهتماماً كاثوليكياً عالمياً وفاتيكانياً وأوروبياً للوضع في سورية، بعد سنين من المحاولة لدعوة مثل هكذا شخصيات، ودائما كانت تقابل بالرفض بحجج عديدة وعدم تشجيع لشخصيات مثل نيافة الكاردينال، ولكن زيارته إلى سورية برهنت أنه وما يمثله من سلطة دينية ومكانة سياسية في بلده مهتمون بالوضع في سورية، ونتمنى أن تكون زيارته إلى سورية السبب لنقل الصورة الحقيقية عن معاناة الشعب السوري وخاصة في ظل الظلم الذي أصابنا جميعاً بسبب العقوبات الأحادية الجانب والظالمة المفروضة على الشعب السوري، وهي غير مبررة ونطالب برفعها».

وبيّن، أن نيافة الكاردينال سوف يطالب مع الشعب السوري فور عودته إلى بلده بإزالة تلك العقوبات حتى يعيش الشعب السوري بكرامة وحياة يعمها السلام.

حضر الصلاة رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ ووزير الثقافة لبانة مشوح ووزيرا الدولة عبد اللـه عبد اللـه وديالا بركات والسفير البابوي في سورية ماريو زيناري وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون بدمشق.

عائلات الشهداء

والتقى الكاردينال شونبورن عدداً من عائلات الشهداء وأشخاصاً وأسراً تضررت من الحرب الإرهابية على سورية من عدد من المناطق المختلفة (معلولا، داريا، قطنا ومناطق أخرى) واستمع منهم إلى معاناتهم بسبب تهجير التنظيمات الإرهابية لهم من منازلهم، وقيام الإرهابيين بتدمير منازلهم وممتلكاتهم، وما سببه الحصار الغربي- الأميركي الجائر والظالم على سورية، واستهداف هذا الحصار المواطن السوري في معيشته اليومية، من غذاء ودواء ووقود، وجميع مقومات الحياة اليومية.

وقال: «أنا متابع ومهتم بأخبار سورية وشعوري بألمكم ومعاناتكم بشكل مباشر منكم، يختلف عما أشاهده وشاهدته على شاشات التلفزة وما قرأته في الصحف».

وأكد أنه سينقل ما سمعه من معاناة السوريين إلى النمسا وكافة دول العالم، وأنه سينقل صوتهم ورسالتهم إلى جميع الأشخاص الذين يعرفهم، وأنه سيتم رفع الصوت في أماكن كثيرة من العالم نصرة للشعب السوري.

زيارة تضامن

كما زار الكاردينال شونبورن كاتدرائية سيدة النياح للروم الكاثوليك في حارة الزيتون بدمشق، والتقى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وجدد التأكيد أن زيارته إلى سورية هي زيارة حج إليها.

وقال: «لدى سورية ماضٍ عريق جداً في المسيحية ولديها حاضر صعب، ولذلك قررت أن أزورها كحاج، والغاية من الزيارة هي التضامن والتعاطف مع الشعب السوري بكل أطيافة وخصوصاً بعد الأزمة الصعبة التي عاشها في الفترة الأخيرة».

من جانبه، قال البطريرك العبسي: الكاردينال شونبورن من الرجال الكنسيين في أوروبا الذين تعاطفوا مع القضية السورية ومع الشعب السوري والمدافعين عن سورية والسوريين وكان يتكلم في معظم المحافل الدولية إن كانت مدنية أم كنسية لفهم القضية السورية بأعماقها وليس فقط بالقشور، وكان يدعوهم إلى عدم إغلاق أعينهم وهذا تصريحه «إنهم أغمضوا عيونهم عن السوريين، ولكن من يغمض عيونه لا يفتش عن الحقيقة، وكان يدعو الغرب لفتح عيونهم ومساعدة سورية»، مؤكداً أن سورية هي رسالة لدى الكاردينال يحملها في قلبه.

كما زار الكاردينال شونبورن كنيسة القديس حنانيا التي تعتبر الأقدم في دمشق بعد الكتدرائية المريمية ومن أقدم الكنائس في العالم حيث تعود للحقبة الرومانية.

وواصل جولته في دمشق وزار قسم الرعاية الصحية في عيادة البطريرك زكا عيواص لمعالجة أمراض الكلى والقصور الكلوي في منطقة الدويلعة واطلع من الإدارة على الخدمات التي يقدمها المستوصف، وأوضاع المرضى.

كما زار معمل دافي لتصنيع اللحف التابع لهيئة مار أفرام السرياني البطريركية للتنمية، واستمع من القيمين على العمل طبيعة عملهم، خاصة في مشروع «مهنتي حياتي»، وأثنى على جهودهم، وعملهم الذي يساهم في إعالة أسرهم ويقدم الخدمات للمجتمع.

وزار الكاردينال شونبورن مع الوفد المرافق له صباح أمس مغارة الزنار المقدس وديرمار أفرام السرياني وجامعة أنطاكية السورية الخاصة في معرة صيدنايا ودير السيدة ومبنى ميتم دار الملاك الصغير في صيدنايا.

ويواصل الكاردينال شونبورن زيارته لسورية اليوم بزيارة دير مارتقلا في معلولا، ومن ثم زيارة كاتدرائية أم الزنار للسريان الأرثوذكس في حمص، كما سيزور حمص القديمة( الكنائس والبيوت المدمرة وقبر الأب فرانس)، ليعود ويقيم الصلاة في كاتدرائية أم الزنار بحضور رجال الدين، ومن ثم يعود إلى معرة صدنايا، للاحتفال بالقداس الإلهي- دير مار أفرام السرياني.

مواقف داعمة

ويعرف عن الكاردينال شونبورن مواقفه الداعمة لسورية والرافضة للسياسات الغربية والأميركية في المنطقة، حيث أكد في حديث لصحيفة «الكوريير» النمساوية في الثامن عشر من كانون الأول 2016 تورط الدول الغربية في الحروب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط وأن هدف هذه الحروب الهيمنة والسيطرة وتمزيق المنطقة.

وقال: إن «الغرب ساهم في إشعال فتيل الحروب في سورية والعراق والشرق الأوسط»، وأشار إلى أن مستودعات الأسلحة الكبيرة في الغرب تشكل زخماً مهماً بالسلاح إلى مناطق الحروب في الشرق الأوسط، وأوضح أن الحروب على سورية واليمن تهدف إلى الهيمنة والسيطرة وإلى تمزيق الشرق الأوسط.

وعبر الكاردينال شونبورن أثناء قداس أقيم في العاصمة النمساوية فيينا في الثامن من كانون الأول 2014 وشارك من خلاله مع البطريرك أفرام الثاني بالغ قلقه إزاء الأعمال الإرهابية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية وما رافقها من تدمير وقتل وترهيب وتهجير، داعياً إلى الصلاة من أجل عودة الأمن والاستقرار إلى سورية وشعبها.

وحثّ على السعي وبذل الجهود لحماية مهد الأديان السماوية سورية ومنع المزيد من عمليات التهجير وطرد وملاحقة المسيحيين في سورية والعراق والمحافظة على النسيج البشري والتنوع الديني

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مجلس الشعب يقر مشروع قانون تعيين الخريجين الأوائل ببعض الكليات في وزارة التربية ويمنح ‏الإذن بالملاحقة القضائية لثلاثة من أعضائه

أقر مجلس الشعب في جلسته السادسة عشرة من الدورة العادية الأولى للدور ‏التشريعي الرابع المنعقدة اليوم برئاسة حموده صباغ رئيس المجلس مشروع ‏القانون المتضمن “جواز تعيين ...