عبير صيموعة
بدأ موسم قطاف التفاح وحتى تاريخه لم يتم تحديد التسعيرة النهائية للموسم من الجهات المعنية، ورغم انتظار المزارعين تلك التسعيرة التي كانت تعتبر صمام الأمان في تحديد أسعار محصولهم وبيعه للتجار وتجنيبهم السماسرة، إلا أن التأخير بإقرارها أدى إلى لجوء كثير من المزارعين للقطاف بأنفسهم وتحمل تكاليف عمليات القطاف والنقل أو القبول بأسعار التجار التي لم تتجاوز بأفضل حالاتها 8 آلاف للكيلو الواحد من التفاح وذلك حسب الأنواع من الأول وما دون أو سعر 7 آلاف للكيلو في حال تم الاتفاق ضمن الحقل على البيع دوغما.
ومع بدء عمليات القطاف أكد الكثير من المزارعين أن أجور القطاف سجلت ارتفاعاً كبيراً عن السنوات السابقة لم تكن مدرجة في حساباتهم وخاصة مع وصول أجرة العامل اليومية إلى 50 ألف ليرة وتجاوزها ذلك الرقم في أماكن مختلفة على ساحة المحافظة لتصل في بعض المناطق إلى 100 ألف، مشيرين إلى أنه بين أجور القطاف وأجور النقل، إضافة إلى أجور التخزين الفلكية فإن الخسارة محققة لا محالة.
وأشار كثير منهم إلى أن أجور التخزين هي الأخرى تجاوزت التوقعات بعد أن حاول أصحاب وحدات التبريد إدراجها وتعميمها بحيث لا تقل عن 20 ألف ليرة على الصندوق الواحد شهرياً هذا فضلاً عن المطالبة بها من كثير منهم بالعملة الصعبة تذرعاً بارتفاع أسعار حوامل الطاقة من مازوت وبنزين لزوم تشغيل المولدات، ليضاف إليها قيمة التيار الكهربائي المغذي لوحدات التخزين الذي يتم حسابه على تسعيرة الخط المعفى من التقنين ووفق هذه الحسبة بات المزارع يحتاج إلى مليون و20 ألف ليرة كأجور تخزين على الطن الواحد شهرياً وهو ما سيلحق خسائر مادية بجميع المزارعين وخاصة أن التخزين يمكن أن يتجاوز خمسة أشهر وصولاً إلى شهر نيسان.
أصحاب البرادات ممن توجهت «الوطن» لهم بالسؤال حول أجور التخزين أكدوا أن رفع الأجور يعود إلى عدم توفير مادة المازوت لزوم تشغيل مجموعات التوليد الخاصة ببراداتهم أثناء انقطاع التيار الكهربائي بالكميات المطلوبة فضلاً عن أن المتوفر منها يتم احتسابه حسب التكلفة الحقيقية لعدم اعتبار وحدات التخزين مشاريع زراعية عدا ذلك وللحصول على خط معفى من التقنين يجب على صاحب البراد أن يدفع 2300 ليرة للكيلو واط ما يرتب أعباء مالية إضافية.
رئيس اتحاد الفلاحين في السويداء حمود الصباغ أكد لـ«الوطن» أن أجور العمال هي اتفاق مسبق ما بين الفلاحين وصاحب الأرض، أما أجور التخزين فهي تخضع لأسعار حوامل الطاقة الكهرباء والمازوت وأجورها موحدة علماً أن ارتفاع تكاليف التخزين دفع الكثيرين من أصحاب هذه البرادات لتوقيفها لعدم تحقيقها الريعية الربحية، مشيراً إلى وجود (براد) وحدة تخزين ملك للاتحاد وجاهز لاستقبال محصول المزارعين وبالحد الأدنى من أجور التخزين وسيتم الإعلان عن سعر التخزين بعد موافقة الاتحاد العام، ويمكن للمزارعين التواصل مع الجمعيات الفلاحية لتقوم بدورها بالتنسيق مع الجمعية التسويقية التابعة للاتحاد لتحديد الكميات المراد تخزينها.
وبين الصباغ أن التأخير في تسعيرة التفاح المعتمدة لهذا الموسم انعكس سلباً على المزارعين الذين بقوا تحت رحمة التجار والسماسرة من جهة وبقاء تسويق التفاح للسورية للتجارة متوقفاً لعدم إعلانها لتاريخه عن استقبال محصول التفاح من المزارعين من جهة أخرى، مشيراً أن تقديرات مديرية زراعة السويداء من التفاح هذا الموسم 37 ألف طن
سيرياهوم نيوز١_الوطن