أثار رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي اليوم الثلاثاء احتمال اتخاذ “إجراء” ضد إيران حتى في الوقت الذي قلل فيه مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شأن أي تهديد فوري قد تشكله منشأة نووية جديدة تقيمها طهران تحت الأرض.
وباءت بالفشل حتى الآن جهود القوى العالمية للتفاوض بشأن فرض قيود جديدة على تخصيب اليورانيوم ومشروعات أخرى يمكن أن تُستخدم في تصنيع القنابل، مما دفع إسرائيل للتهديد باللجوء إلى القوة إذا رأت أن الدبلوماسية قد وصلت إلى طريق مسدود.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي في كلمة “تقدمت إيران في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي وقت مضى… هناك تطورات سلبية تلوح في الأفق وقد تستدعي إجراء (عسكريا)”.
ولم يذكر بالتفصيل طبيعة هذه التطورات، أو ما هو الإجراء الذي قد يُتخذ ومن سيقوم به.
وذكر هاليفي في مؤتمر هرتزليا، وهو منتدى دولي للأمن “لدينا قدرات، ولدى آخرين قدرات أيضا”، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.
وينقسم الخبراء حول ما إذا كان للجيش الإسرائيلي نفوذ يستطيع من خلاله إلحاق ضرر دائم بالمنشآت النووية الإيرانية التي تقع في أماكن نائية ومتفرقة وحصينة. وتنفي إيران سعيها لامتلاك قنبلة نووية وتعهدت برد مدمر على أي هجوم.
وأثيرت تكهنات بأن إسرائيل قد تعتمد على دول على حدود إيران كنقاط انطلاق لشن ضربات. ورفضت إحدى هذه الدول، وهي أذربيجان، هذه الفكرة رغم علاقاتها القوية مع إسرائيل.
وقال نائب وزير الخارجية الأذربيجاني فريد رزاييف في المؤتمر “نمتنع عن التدخل في نزاعات أو مشاكل (الدول الأخرى)، بما يشمل السماح باستخدام أراضينا في بعض العمليات أو المغامرات”.
وأفادت وكالة أسوشيتد برس للأنباء أمس الاثنين بأن إيران تبني موقعا جديدا تحت الأرض في جبال زاجروس ليحل محل مركز مكشوف لتصنيع أجهزة الطرد المركزي في منشأة نطنز النووية القريبة التي تعرضت لانفجار وحريق في يوليو تموز 2020.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي في المؤتمر “هذا يحد بالطبع من القدرة على شن هجوم بالمقارنة مع المنشآت الموجودة فوق الأرض، إنها أسهل بالطبع. لكن ما يمكن قوله في هذا الأمر هو أنه لا يوجد مكان لا يمكن الوصول إليه”.
وفي أعقاب حادثة عام 2020، أعلنت إيران في عام 2021 أنها تعمل على نقل بعض تجهيزات تصنيع أجهزة الطرد المركزي إلى “قلب الجبل بالقرب من نطنز”، وهي منطقة يجري فيها المهندسون الإيرانيون أعمال حفر منذ فترة طويلة.
ورفض هنجبي التهديد بشن هجوم إسرائيلي بشكل صريح، بل أشار إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الولايات المتحدة حين أوضح أن لديها قنابل ضخمة من طراز (جي.بي.يو-43/بي) ليست في ترسانة إسرائيل.
وقال “هذه (المنشأة التي تقع تحت الأرض بالقرب من نطنز) سيستغرق اكتمالها سنوات” على أي حال.
وأضاف أنه رغم أن واشنطن تفضل اتباع الدبلوماسية مع إيران، لا يوجد اختلاف كبير بين الحلفاء بشأن “الخطوط الحمراء” المحتملة للجوء للعمل العسكري كملاذ أخير. (رويترز)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم