رئيس غرفة الزراعة: بدء التصدير إلى مصر … تفاح السويداء ينتظر التسويق.. والمزارعون يشتكون من تقصير حكومي

اشتكى مزارعو التفاح في المحافظة لـ«الوطن» من تقصير إجراءات الجهات المعنية وعدم اتخاذها أي قرارات مجدية تسهم في تصريف مواسمهم من التفاح.

وأكدوا لـ«الوطن» عجز تلك الجهات وعلى مر سنوات عن وضع خطة تسويقية لإنتاجهم سواء بتصريفه عن طريق السورية للتجارة التي وضعت شروطاً شبه تعجيزية لاستقبال إنتاجهم من التفاح أو عن طريق إيجاد أسواق خارجية واسعة يستطيعون من خلالها بيع مواسمهم التي باتت عملية تصريفها عبئاً وهماً بعد ما قدموه من اهتمام وخدمات لأشجارهم في ظل ارتفاع تكاليف عملية الإنتاج فضلاً عن عدم إقامة معامل العصائر والمنتجات الغذائية التي من شأنها تصريف إنتاجهم وخاصة لأصناف التفاح الثالث أو المتساقط منه.

وتساءل الجميع عن عدم قيام تلك الجهات بوضع خطط تسويقية استباقية تضمن للمزارعين تصريف إنتاج مواسمهم التي تعتبر مصدر رزقهم فضلاً عن أنها المصدر الأساسي لتأمين تكاليف معيشتهم الأمر الذي أبقاهم تحت رحمة التجار والسماسرة الذين لم يقدموا سعراً للتفاح بأكثر من 1100 ليرة للكيلو واحد «دوغما» أي شراء المحصول من باب الحقل كاملاً من دون فرز، مؤكدين أنه رغم الغبن في عملية الضمان تلك إلا أنها شكلت بالنسبة للكثير منهم البارقة الوحيدة لتصريف إنتاجهم من جراء ارتفاع أجور عملية القطاف والفرز في ظل عدم وجود الأعداد الكافية من الصناديق المفترض تأمينها من الجمعيات الفلاحية لزوم التعبئة فضلاً عن أجور النقل المهولة التي أبقت الأغلبية العظمى منهم في حالة من القلق والتخوف من الخسارة لعجزهم عن القيام بعمليات القطاف والفرز والنقل.

كما أشار العديد من المزارعين الراغبين ببيع إنتاجهم للسورية للتجارة إلى عجز فرع الشركة عن تأمين الصناديق المطلوبة لعمليات الفرز لنقلها للفرع الأمر الذي أدى إلى بقاء محاصيلهم من دون قطاف وبانتظار تأمين الصناديق بالأعداد المطلوبة.

رؤساء الجمعيات الفلاحية في المحافظة أكدوا لـ«الوطن» التواصل مع فرع السورية للتجارة وتزويدها بأسماء المزارعين الراغبين بتسويق محاصيلهم إلى الفرع وضمن جداول عن طريق اتحاد الفلاحين في السويداء إلا أن ما وصل من تلك الصناديق لم يغط 30 بالمئة من حاجة كل مزارع الأمر الذي زاد من تخوف المزارعين وقلقهم حول تصريف تفاحهم بالوقت المناسب.

بدوره مدير فرع الشركة السورية للتجارة في السويداء ربيع غانم أوضح لـ«الوطن» أن الشركة قامت بتوزيع 50 ألف صندوق على الوحدات الإرشادية بناء على جداول اتحاد الفلاحين كدفعة أولى على أن يتم توزيع الدفعة الثانية قريباً بما يتناسب مع حجم التخزين ضمن وحدات التخزين في الشركة.

رئيس غرفة الزراعة في السويداء حاتم أبو راس أوضح لـ«الوطن» أن لا علاقة للغرفة بقضية تأمين الصناديق البلاستيكية للمزارعين لأنها تتم عبر الجمعيات الفلاحية بعد دراسة تلك الجمعيات لاحتياجات المزارعين، مؤكداً أن هم الغرفة حالياً هو ضرورة تزويد برادات تخزين التفاح بمادة المازوت لزوم تشغيل مجموعات التوليد في حال لم يتم تزويدها بخط كهربائي دائم لتبريد الإنتاج وإلا فإننا سنخسر كامل إنتاج المحافظة من التفاح، علماً أن محافظ السويداء وعد بالتواصل مع شركة الكهرباء لتأمين خط تغذية دائم للمناطق التي توجد ضمنها برادات التفاح في المحافظة مع محاولة توزيع كميات كافية من المازوت للبرادات ذات المواقع البعيدة، مؤكداً ضرورة الإسراع في اتخاذ تلك الإجراءات وترجمة تلك الوعود لأن موسم القطاف قد بدأ.

أما عن منافذ التصدير الخارجية للمنتج فأكد أبو راس أن طريق التصدير إلى مصر مفتوح وبدأت عمليات الشحن منذ أيام بعد قيام المزارعين بإجراء عمليات التحليل للأثر المتبقي للمبيدات عن طريق مخابر الأردن، متمنياً إقامة المخبر المختص قريباً في سورية لتخفيف التكاليف على المزارعين مع إشارته إلى قيام الغرفة بالبحث عن أسواق خارجية أخرى لشحن التفاح وتصديره براً وبحراً.