اعتبر السفير الروسي في العاصمة الأردنية عمان غليب ديسياتنيكوف، أن استئناف التعاون بين سورية والأردن وضمان التقارب بينهما يحتاج إلى عمل متواصل ودؤوب، في حين دعا رئيس مجلس الأعيان الأردني (الغرفة الثانية للبرلمان) فيصل الفايز إلى حوار تركي موسع مع مصر والعراق وسورية لتحقيق الفائدة الشاملة للمنطقة.
وفي تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» أمس، قال ديسياتنيكوف: «الدبلوماسية لا تتطلب العجلة، فاستئناف التعاون (بين الأردن وسورية) وضمان التقارب بين البلدين يحتاج إلى عمل متواصل ودؤوب».
وأضاف: «هنا تكمن توصيتنا، يجب إحراز تقدم تدريجي باتجاه توسيع الشراكة المتعددة الجوانب في المجالات كافة، بما في ذلك التجارة والاستثمارات والزراعة وإلى آخره، وأهم شيء هو التوصل إلى نتيجة مرغوبة ترضي كلا الطرفين».
ورأى ديسياتنيكوف، أنه في هذا الحال، سوف يستفيد الجميع من هذه الشراكة الأردنية- السورية بما في ذلك عواصم إقليمية، مؤكداً ضرورة أن يكون هذا مثالاً جيداً لحالة (رابح – رابح) للشرق الأوسط بأكمله.
واعتبر أن قاعدة «خطوة مقابل خطوة» التي ينتهجها الأردن في الملف السوري، مقاربة معقولة وذات آفاق واسعة، مضيفاً: إن الملف السوري يبقى من بين أولويات أجندة المحادثات الثنائية، وأن موسكو تشارك في الحوار المستمر حول الوضع الراهن في جنوب سورية مع «أصدقائها الأردنيين وتتفهم قلقهم».
وفي الثالث من الشهر الجاري، أكد الملك الأردني عبد اللـه الثاني خلال لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أهمية تثبيت الاستقرار في سورية وخاصة في الجنوب السوري، كما استعرض الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وحينها أشار عبد اللـه الثاني إلى أهمية تفعيل جهود التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة سورية أرضاً وشعباً، ويضمن عودة طوعية وآمنة للاجئين.
بموازاة ذلك، تحدث الفايز، في مقابلة نشرتها وكالة «الأناضول» التركية الرسمية عن الأزمة في سورية، وقال: «سورية جارة لنا، ودائماً الملك (عبد اللـه الثاني) يسعى إلى حل سياسي بعيداً عن الحلول العسكرية»، مطالباً بتضافر الجهود العربية لإيجاد حل لهذه الأزمة، وكاشفاً عن تواصل أردني سوري في هذا الصدد.
وأضاف: «نصف الشعب السوري مهجّر داخل وطنه ونصفه مهجر بالخارج، فإلى متى سيستمر هذا الوضع؟ للأسف تأثر الوضع المعيشي للشعب السوري، ويجب أن يكون للأمة العربية دور».
ومنذ بداية الأزمة في سورية عام 2011 دعمت دول عربية وإقليمية وغربية تنظيمات إرهابية وميليشيات مسلحة، تسبب إجرامها بتهجير المواطنين السوريين من قراهم إلى مناطق أخرى في البلاد ومنهم من لجأ إلى دول غربية ومجاورة مثل الأردن وتركيا التي استخدمتهم أنقرة ورقة لابتزاز الغرب بهم.
وتساءل الفايز: «لماذا لا يكون لنا دور في حل الأزمة بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا؟».
ووصف الفايز علاقة الأردن مع الإدارة التركية بـ«القوية» وخاصة على المستوى الشخصي بين عبد اللـه الثاني ورئيس تلك الإدارة رجب طيب أروغان.
وفي هذا الصدد، أشار الفايز إلى أهمية «الزيارات المتبادلة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في البلدين لتعميق العلاقات».
واعتبر أن الحوار هو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول، وأوضح أن الإدارة التركية يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً لحل مشكلات المنطقة بالتعاون مع الدول العربية، داعياً في هذا السياق إلى حوار «تركي موسع مع مصر والعراق وسورية، والجميع دون استثناء، لتحقيق الفائدة الشاملة للمنطقة».
وأشار إلى أن «الوضع السياسي والاقتصادي بالأردن مرتبط بالإقليم وما يجري فيه، فالحروب من حولنا تؤثر فينا والمثال الأبرز الحرب الأوكرانية الروسية»، وقال: «موقفنا صعب والقادم أصعب لكن نستطيع أن نتجاوز هذه التحديات».
يذكر أنه في 27 من أيلول الماضي، أعلن وزير الخارجية والمغتربين الأردني أيمن الصفدي سعي بلاده لإطلاق مبادرة عربية لحل الأزمة السورية.
وقال الصفدي حينها في لقاء مع صحيفة «ذا ناشيونال» الإماراتية التي تصدر باللغة الإنكليزية: إن «الأردن يحمل مبادرة لإطلاق عملية سياسية بقيادة عربية هدفها حل الأزمة السورية وفق القرار 2254 و2642، وهو يحشد لدعم عربي ودولي لها».
وأكد الصفدي، أن العملية التي تسعى بلاده إلى إطلاقها تشمل السعودية ودولاً عربية أخرى.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن