سلمان عيسى
في رائعة الرحابنة وفيروز، -بياع الخواتم _ يخترق راجح كل حالة فرح.. حتى أنه ( خرب) على أهالي القرية موسم الخطبة.. اي عيد الفرح للصبايا والشباب..
راجح كان كذبة المختار خال ريما.. اخترع هذه الشخصية لايهام الناس أن هناك من يترصدهم.. يخيفهم ويسرق أموالهم.. حتى أنه اوهم هؤلاء المساكين ان راجح هذا سرق ( جاكيت) المختار وفيها مائة ليرة وبعض الأشياء الشخصية.. اي ان المختار نفسه لم يسلم من طول يد راجح.. هذه المسرحية عرضت اول مرة عام 1964 وما زالت حتى الآن تعبر عن واقعنا..
كثيرا ما اخترعت الحكومات شخصيات مثل راجح.. يسرق مصاغ ومصاري زبيدة من تحت البلاطة..
وما زال راجح يسرق ( جاكيتات) الحكومة عن اكتافها.. ليس مهما هنا إذ بإمكان الحكومات ان تشتري غيرها.. وتبدل الطربوش ساعة تشاء.. فهي الحكومة و يدها (طايلة)وتمتلك مستودعات من الطرابيش..
في واقعنا اليوم اعداد كبيرة من راجح.. توهمنا الحكومة انهم وراء ارتفاع الأسعار ونقص المواد.. هم من يخزنون البصل والثوم والسكر الأرز.. الزيت وحليب الأطفال.. يرفعون الأسعار ويحتكرون المواد.. والحكومة غير قادرة على فعل شيء.. فقد سرقت ( جاكيتتها) ومائة ليرة وطربوش..
يتحكمون بأسعار الدواء و اسعار العمليات الجراحية في المشافي الخاصة.. وهي بريئة.. من دم يوسف..
اوهمتنا بتطبيق قوانين علينا من خارج الحدود.. ليتببن لنا ايضا ان الذئب بريء وانيابه قد غرست في أجسادنا لكن من مطارح أخرى لا تتعلق بالغذاء والدواء والكساء..
راجح تاجر بالنفط والغاز.. وحقق ثروات طائلة مازال يتمتع بها و يعاقبنا على هدوئنا وصبرنا..
راجح الحكومة فعل كما المختار في بياع الخواتم استملك الأراضي لشق الطرقات ولن يسمح لغير اهله واعمامه و اخواله بالسير عليها.. في النهاية يكتشف الجميع أن راجح كذبة وليس حقيقة.. نمر من ورق صنعه مختار بياع الخواتم.. بحث عن مخارج حقيقية لتجاوز _ راجح الكذبة لحفظ ماء الوجه وتبرئة المختار من أفعاله التي هددت هدوء واستقرار القرية..
عندنا مازالوا يقسمون ان ( راجحهم) ليس كذبة .. انه من لحم ودم.. تاجر بالاعلاف واللحوم والمياه المعبأة.. نخر صالات التدخل الايجابي وحصد منها كل مدخراتنا التي وضعناها تحت البلاطة.. وكل مصاغ نسائنا وبناتنا..
عشرات النماذج من راجح.. توزعوا على كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.. الإنسانية و الأخلاقية.. وما زلنا ننتظر ان تعلن الحكومة عن إجراءات تقتص بها من ( راجح) إن كان حقيقيا او كذبة.. لكن هيهات ان تفعل ذلك..؟!
(موقع سيرياهوم نيوز-1)