آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » رباعية الفساد (2)

رباعية الفساد (2)

 

 

زياد غصن

 

في ثاني مقال من رباعية حديثنا عن الفساد نتوقف عند دور الأخلاق في عملية المحاسبة أو مكافحة الفساد..

 

يعتقد الكثيرون أن السبب الأساس في انتشار الفساد هو غياب الأخلاق، ولذلك فإن محاربة الفساد تعتمد برأيهم على استثمار ما بقي من أخلاق في مؤسسات المجتمع والحكومة..

 

بالعموم هذه القناعة صحيحة، لكنها ليست كل شيء…

 

إذ ليس بالأخلاق الفردية فقط تتم مواجهة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة والمجتمع، فالحجر الأساس يبقى هو الجهد المؤسساتي..

 

فالأخلاق الفردية عندما تتواجد وسط ضعف أو انهيار مؤسساتي، فإن نتاجها أو أثرها سيكون محدوداً وضيقاً… أو لنقل شخصياً.

 

لاحظوا معي أنه في جميع المؤسسات الحكومية والمجتمعية هناك أشخاص كثر على درجة عالية من الأخلاق والقيم، لكنهم اليوم عاجزون عن وقف الزحف المخيف للفساد بشكليه الصغير والكبير… لا بل إنهم قد يكونون محيدين أو مهمشين.

 

ماذا نعني بالجهد المؤسساتي؟

ببساطة هي عملية تبدأ بإعادة بناء للمؤسسات وتصل إلى مرحلة استعادة المجتمع بقيمه وتقاليده.

 

وعملية بناء المؤسسات التي نتحدث عنها ليست صورية كما يجري اليوم من خلال إلغاء مديرية هنا أو إضافة أخرى هناك، وإنما هي تشمل بناء منظومة جديدة من التشريعات والأنظمة والإجراءات التي تكفل حقوق العامل والمؤسسة معاً، فلا تميل إحداها على الأخرى..

 

فالعامل الذي لا يحصل على راتب مناسب وتقدير موضوعي لعمله لا يمكن أن يكون عموماً محصناً بما فيه الكفاية ضد الفساد الإداري والمالي وقلة الإنتاجية، والمؤسسة التي لا تعتمد الشفافية والإفصاح وآليات تقييم واضحة لا يمكن أن تعرف نقاط ضعفها وقوتها، وتستشرف بالتالي مستقبلها.

 

وعندما نتحدث عن الجهد المؤسساتي فإن إعادة بناء منظومة الأخلاق العامة والفردية تشكل واحدة من أهم روافع نجاح هذا الجهد، إنما كما قلنا سابقاً ليست وحدها يمكن أن تشكل ضمانة النجاح.

 

وبناء على ما سبق قولوا لي كم نحتاج من الوقت حتى يمكننا القول: إننا نسير بالاتجاه الصحيح في مواجهة الفساد؟

(سيرياهوم نيوز 1-شام اف ام )

x

‎قد يُعجبك أيضاً

معبر .. وضحايا ..؟!

    سلمان عيسى   منذ أكثر من شهرين قضى أحد مواطني قرية تلسنون بحادث تصادم مروع مع القطار على معبر تلسنون – ارزونة.. طبعا ...