الرئيسية » كتاب وآراء » رجل ميت يمشي..!!

رجل ميت يمشي..!!

 

باسل علي الخطيب

هذا هو حال بنيامين نتنياهو وبواف غالانت وزير الدفاع وبن غفير وزير الأمن الداخلي ورؤيتن بيريزوفسكي قائد الشاباك وبناف عميرام قائد الموساد الصهاينة……
هؤلاء بعد هذه الحرب أياً كانت نتيجتها مآلهم إلى تلك المزبلة إياها، فهناك من عليه أن يحمل على ظهره وزر تلك الهزيمة في 7 تشرين، هذا اهون على الكيان، أن يحملها بضعة أشخاص بدل الإقرار أن الأسباب بنيوية…

إذاً والحال هكذا ماذا لدى هؤلاء ليخسرونه؟…
خذوا علماً لايوجد في اليهودية ثقافة عصة القبر بعد الموت، إذاً والحال هكذا، قد يفكر هؤلاء وبضعة آخرين من الجنرالات والسياسيين الذين وصلوا سن اليأس السياسي بسبب عملية 7 تشرين الاعجازية، قد يفكروا بشن حرب على لبنان وسورية….
وهل هناك أفضل من هذه القشة؟…
في الحرب على سورية ولبنان يخمن هؤلاء ان الكيان يستطيع ان يستعمل فائض القوة الذي لديه، وهذا الذي لايستطيع فعله على مستوى مساحة صغيرة كقطاع غزة….
هذا يرفع من إمكانية تحقيق إنجاز عسكري ما يمكن تسويقه للجمهور، قد يشكل طوق نجاة لذاك الرهط….

بعيد حرب تشرين 1973 وفي سياق الدروس المستخلصة من الحرب، وخاصة على الجبهة السورية، صارت تناقش القضايا الاستراتيجية في الكيان على أساس قاعدة العشرة، يتناقش تسعة خبراء في قضية ما، يضعون كل الاحتمالات على الطاولة وفق ترتيب معين حسب إمكانية حدوثها، تكون مهمة العاشر أن يضع على الطاولة أبعد احتمال ضمن هذه الاحتمالات في المقدمة، او أن يضع احتمالاً ليس موجوداً أساساً….

هناك تسعة اراء من اصل عشرة في الكيان لاتنصح بتوسيع الحرب إلى الجبهة الشمالية، ولكن هناك أمر يغفله الجميع، هو عقلية الماسادا التي تتحكم باللاوعي اليهودي، وهي متجذرة في طريقة التفكير اليهودية، ماسادا أو مسعدة باللغة العربية هي قلعة في جنوب فلسطين هرب إليها اليهود بعد قمع تمردهم عام 70 ميلادية من قبل الرومان، هناك تحصن الكل في القلعة، وبعد أن حاصرهم الرومان فيها وبعد اشتداد الحصار، قرر قادتهم وحاخاماتهم الانتحار، واجبروا البقية على ذلك عجرفةً وتعنتاً وغروراً، بما فيهم النساء والأطفال، وكان أن انتحر الجميع…

فوبيا الماسادا تعود لتحفر في الوعي اليهودي كلما كانت ظهور اليهود للحائط، لذلك ابتكر اليهود بديلاً عنها هو الهرب، أنت لن تجد في التراث اليهودي اغاني عن الأرض، ولكن الأهم من هذا، أن اليهودي ينسب لأمه وليس لأبيه، فلا يعتبر يهودياً من لم تكن أمه يهودية حتى ولو كان أبوه يهودياً، يفسر البعض ذلك بما كانت تتعرض له الأقوام في القرون الماضية من حروب ونزوح وسبي…..
هذا تعليل قاصر جداً، وحتى إن كان موجوداً فمخرجاته مخالفة بالكامل للقول أعلاه….
تفسيرنا لذلك ينطلق من واقعة تاريخية ارتدت لاحقاً في الوعي اليهودي سياقاً تفكيرياً وطريقة حياة، أعتقد أن السبب يعود إلى كون النبي ابراهيم كانت لديه زوجتان، الثقافة اليهودية تعتبر فقط أبناء سارة اليهودية من ابراهيم هم اليهود، ولايعتبرون أبناء ابراهيم من هاجر يهوداً، هذا ليحصروا فكرة (ارض الميعاد) بسلالة سارة فحسب….
على فكرة القول إن سارة كانت السيدة وان هاجر كانت الجارية هو بدعة تلمودية، أتت في سياق الكثير من البدع والتزوير التي سوقتها تلك (السلالة) التي خرجت يوماً من بابل وعاثت في الأرض فساداً طولاً وعرضاً، وتستقر حالياً في لندن ونيويورك، ومن جملة ذاك التزوير نسبة كل أولئك الانبياء عليهم السلام إلى تلك السلالة بما فيهم النبي ابراهيم عليه السلام والسيدة سارة….

وعلى سبيل التوضيح فقط، هاجر هي سيدة من قبائل الهكسوس، واسم هذه القبائل الاصلي هو (الحق سوس), وهي قبائل سورية ارامية سيطرت على مصر لعدة قرون، وهم أساس الحضارة المصرية، وهم من انجزوا كل تلك المعجزات العمرانية في ارض الكنانة بما فيها الأهرامات، وكان قائدهم يسمى بإلملك وليس بالفرعون، و نائبه (رئيس الوزراء) كان لقبه عزيز مصر، والدليل على ذلك من القرآن الكريم، هؤلاء كانوا موحدين ومعلمهم هو امنحوتب… الهكسوس احتضنوا وقربوا آل ابراهيم، ومن ثم قبيلته، وعاشوا في امان تحت ظل حكم الهكسوس، ولما استطاع الفراعنة الكوشيين القادمين من ارض النوبة في جنوب مصر وشمال السودان هزيمة الهكسوس والسيطرة على مصر، قاموا بترحيل تلك القبيلة، وكان ذلك على عهد النبي موسى عليه السلام، وعلى عهد النبي موسى سميت هذه القبيلة باليهود، وقبل ذلك لم تكن تعرف بهذا الاسم، والدليل مرة أخرى من القرآن الكريم عندما قالوا للسيد موسى أنا هدنا إليك… أي تبنا اليك….

أن تتم النسبة للأم يلغي فكرة الانتماء لأرض ما، لأن الملكية دائما كانت للذكور، ولم تكن النساء تتملك إلا فيما ندر، لذلك النسبة للأم تلغي فكرة الوطن، أو الارتباط بأرض ما، فكان الترحال ديدن تلك القبيلة وتاريخها، وقد تم تعويض ذلك النقص الفاضح في الشخصية باختلاق فكرة ميثولوجية مبهمة عن وطن ما سموه ارض الميعاد….

أكثر ما أخشاه أن يتغلب راي الشخص العاشر على اراء التسعة البقية، وهذا ما أرجحه، لأنه لايوجد قوم كتلك القبيلة تلعب الميثولوجيا دوراًً محورياً في تكون شخصيتها وطريقة تفكيرها…
هل سمعتم بعقدة العقد الثامن؟ لم يستمر أي كيان سياسي لتلك القبيلة أكثر من ثمانين عاماً طوال تاريخها…
الكيان الصهيوني دخل عامه السادس والسبعين…
(سيرياهوم نيوز ٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ومكروا ومكر الله…..

    باسل الخطيب   قد اكون شاهدت امس واليوم ذاك المقطع لليلى عبد اللطيف عن (نبوءتها) حول تلك الطائرة، التي ستسقط، وسيكون لسقوطها ضجيج ...