وائل العدس
نعت وزارة الثقافة والوسط الثقافي والتشكيلي السوري الفنانة التشكيلية لجينة الأصيل عن عمر ناهز 78 عاماً، لتغادر الحياة بعد أن خلفت تراثاً ضخماً لأدب الطفل العربي ولتكون أيقونته بجدارة، وهي التي عُرفت بامتلاكها أسلوبها الخاص والمتفرد على درب الطفولة، واقترن اسمها بعالم رسوم الأطفال فدخلت تفاصيله بإبداع ريشتها وأهلها لأن تنال جوائز عالمية عديدة.
فنانة مبدعة عملت بروح الأم الرؤوم التي تريد رسم البسمة على وجوه الأطفال جميعاً، وإيصال الفكرة لهم عبر «الدهشة».. تلك العبارة الأثيرة على نفسها. قدمت الكثير لأدب الأطفال عبر الريشة واللون والفكرة غير المألوفة التي تحفز مخيلة الطفل وتنقله إلى عالم الخيال المحبب.
وتعد الراحلة ممن رفد مجلة «أسامة» برسوماتها ولوحاتها الجميلة لسنوات طويلة… حتّى في السنوات الأخيرة، فقد شجعت عمل المجلة ورفدتها بأعمال عدة، كما أنها عضو في هيئة تحرير مجلة «شامة»، ورسمت لها أجمل الأعمال.
غزارة وتنوع
ولدت الراحلة في مدينة دمشق عام 1946، وحازت إجازة اتصالات بصرية وعمارة داخلية في كلية الفنون الجميلة عام 1969، وإلى يوم وفاتها عملت في الرسوم والإشراف الفني بمجلات وكتب الأطفال السورية والعربية، كما عملت على تدريس رسوم كتب الأطفال والعمارة الداخلية في كلية الفنون الجميلة، واعتمدت كخبيرة فنية لكتب الأطفال في وزارة الثقافة، وقدّمت عبر سنوات عمرها عشرات المحاضرات في مجال تخصصها، وأشرفت على ورشات عمل عديدة برسوم كتب الأطفال في سورية وإيطاليا والكويت والإمارات وتونس ولبنان لتتجه إلى تدريب الفنانين من المحترفين والهواة في مجال رسم أدب الأطفال.
ويحمل إنتاجها الفني صفة الغزارة والتنوع من لوحاتها التي تناهز المئتين والمقتناة من المتاحف أو بشكل فردي وتصميم العديد من الحملات الإعلانية والديكورات والشخصيات المسرحية وعرائس للأطفال والرسوم لعشرة أفلام كرتون ونصوص ورسوم 26 حلقة تلفزيونية للأطفال والعديد من نصوص السيناريوهات لمجلات الأطفال وتصميم ورسم أكثر من 70 كتاباً للأطفال صدرت عن دور نشر سورية وعربية.
لها معارض فردية للرسم والتصوير في كل من سورية والأردن وفرنسا وإيطاليا مع مشاركات عديدة في معارض ثنائية وجماعية عربية ودولية، أما في مجال رسوم كتب الأطفال فشاركت بمعارض في سلوفاكيا واليابان وإيران وفرنسا وإيطاليا وصربيا وألمانيا وتونس وأميركا.
والأصيل عضو في المنظمة الدولية لكتب الأطفال بسويسرا، وفي اتحاد فناني «بي أي بي» لرسامي كتب الأطفال بسلوفاكيا، وفي اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين.
تكريمات وجوائز
حصلت الأصيل على جوائز وتكريمات، منها الجائزة الأولى لتصميم ملصق جداري لمهرجان السينما العربية في مدينة فاميك بفرنسا، وميدالية المجلس العربي للطفولة والتنمية في القاهرة لتصميم شخصية كرتونية للطفل العربي، وميدالية المسابقة الدولية لرسوم كتب الأطفال في اليابان، وجائزة أفضل كتاب للأطفال في معرض بيروت الدولي للكتاب، كما كرمتها وزارة الثقافة في سورية مرتين متتاليتين في مجال كتاب وصحافة الطفل وكفنانة تشكيلية.
وحصلت على جائزة أفضل كتاب للأطفال في معرض بيروت الدولي للكتاب عام 2008، وفازت بجائزة أفضل كتاب قصصي لذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان عام 2011، في حين حصلت على جائزة محمود كحيل لإنجازات العمر من الجامعة الأميركية في بيروت عام 2016، جائزة الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط في بلغراد عام 2019.
كما كُرمت عام 2017 في يوم الثقافة السورية، ووصفت احتفاء بلدها بها بأنه الأغلى على قلبها والأبلغ أثراً، لأنه جاء من سورية الأم الصامدة والشامخة التي رغم كل التضحيات ما زالت تحمي وتدعم أبناءها في أحلك الظروف، لذلك تقول لها إنها تحبها وتفتخر أنها من أبنائها.
سيرياهوم نيوز1-الوطن