فجع الوسط الثقافي والتشكيلي العراقي بالرحيل المفاجئ والمأساوي للنحات مكي حسين، الذي مات وحيداً في شقته التي كان يقطنها بالملجأ الألماني، ولم تكتشف جثته إلا بعد أربعة أيام بعدما اقتحمت الشرطة الشقة، تاركاً خلفه إرثاً إبداعياً ضخماً في مشغله يواجه مصيراً مجهولاً.
وقد نعته رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين بتاريخ 24 ديسمبر 2025
ولد مكي حسين في مدينة البصرة عام 1947، ودرس فن النحت في معهد الفنون الجميلة، الذي تخرج فيه عام 1968. وأصبح عضواً في جمعية التشكيلين العراقيين منذ سنة تخرجه، ثم عضواً في هيئتها الإدارية في عام 1971. غادر العراق، مثل مئات المثقفين العراقيين، بعد حملة النظام العراقي السابق على معارضيه، ثم التحق بحركة الأنصار اليسارية المسلحة في كردستان العراق، وبعدها رحل إلى سوريا ثم إلى منفاه الأخير في ألمانيا.
في عقد السبعينيات من القرن الماضي، شارك مكي حسين مع فنانين عراقيين في معارض عديدة، وواصل نشاطه بعد مغادرته العراق عام 1979، وكان آخر معرض شخصي له في مدينة لاهاي الهولندية، عرض فيه تمثاله «صرخة من عمق الجبال» الذي أدان فيه مجزرة «بشتاشان» ضد فصائل الأنصار في كردستان.
تميزت تجربة مكي حسين، وفق ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط ، كما يتفق معظم النقاد، بـ«قدرة استثنائية» على جعل «البرونز» قناة إيصال إنسانية. فمنذ عمله الأول «الرجل صاحب الجناح» انهمك في صراع فني لتطويع الخامة في خدمة موضوع «الجسد المحاصر». إن منحوتاته، كما يقول أحد النقاد، لا تقدم احتفاءً جمالياً مجرداً، بل هي «أجساد منتزعة من عذابات الضحايا، حيث تعكس حالة اللاتوازن مع عالم مضطرب ومطعون في أخلاقياته».
وسبق أن صدر في سلسلة (فنانون عراقيون) عن جمعيَّة الفنانين التشكيليين العراقيين للكاتب والناقد التشكيلي جمال العتّابي كتاب (مكي حسين.. يقظة البرونز).
يتناول الكتاب تجربة الفنان مكي حسين ورؤيته المكتملة الصفاء التي تفصح عن الجوهر الحقيقي للفن التشكيلي العراقي، والنحت على وجه الخصوص، لقد سعى النحات حسين إلى إثبات وجوده المتميز في الحركة التشكيليَّة العراقيَّة بمزيدٍ من الاجتهاد الصامت، والبحث الهادئ والجاد في امتلاك مقومات التفرد في أعماله النحتيَّة.
إعداد : محمد عزوز
عن صحف ومواقع: الشرق الأوسط ـ مدار 24 ـ القدس العربي ـ الصباح ـ ينابيع العراق ـ نوافذ يمنية ـ صوت اليسار العراقي وغيرها
(أخبار سوريا الوطن1-المعد)
syriahomenews أخبار سورية الوطن
