آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » رحيل سيدة الألوان

رحيل سيدة الألوان

 

سعاد سليمان

بالألوان .. بكل اللطف والأناقة والحنان رسمت حياتها ، لونتها كما تحب ، وتتمنى .
هي التي كانت تكتب ، وتحكي ، وترسم بالألوان ..
لكن الألوان غدرتها ، والريشة ، وبقيت اللوحات .
ودون وداع غادرتها ..
سيدة الألوان تغادرنا لنلبس لأجلها اللون الأسود .
هي لم تمت .. ما تزال رغم السواد تشع ، تعيش في ذاكرة ، وعلى لسان كل من عرفها ..
أكيدة أنا ..
هي الفنانة الرسامة الأنيقة ، اللطيفة ، الجميلة التي رحلت وما تزال ابتسامتها مرسومة في ذاكرة كل من عرفها .
رحلت باكرا ، وقبل الأوان ..
هي رئيسة اتحاد الفنانين التشكيليين بطرطوس ، ومدرسة الرسم لسنوات طوال..
هي المكافحة البطلة التي صنعت مستقبلها المزهر لها ولمن حولها ..
رحلت بعد صراع طويل مع المرض اللعين ، ودون ان تقول آخ .. أو أن تشكو .. حتى انتصر عليها المرض وبعد صراع .
هي الفنانة سعاد محمد السيدة الرقيقة اللطيفة المحبة التي كتبت في آخر ما كتبته على صفحتها على الفيس بوك كلمات فيها تفاؤل ، وهي تؤكد أن الله رحيم ، وأنها تأمل بالشفاء .
خدعها المرض ، وألقى بظلاله بقوة فوق جسدها الرقيق فأتعبه ..
غالبته لكنه غلبها ..
انتصر عليها رغم المقاومة المعلنة بابتسامة ، وعمل ، وأمل .
هي الحياة معارك ، وعراك ..
أما الابتسامة فأمل ..
وأما الضحك فمجابهة للحزن ..
لن أنسى مشواري المسائي معك صديقتي الراحلة قبل الأوان.. لن أنسى الحديث والضحكات ونحن نمضي على الرصيف الطويل بجانب البحر ، لن انسى انك قدمت لي في آخر مشوار لنا بوظة باصرار ، واكلنا ، وضحكنا ، وتحدثنا عن احوالنا ولم نذكر المرض ، ولا الموت ،أو الفراق ..
وكنت انتظرك لاقدم لك البوظة التي تحبين ، ومن نفس المكان ..
رحلت صديقتي لكن محبتك دين علي .. وضحكتك ، رغم الحزن الدفين من مرض لعين دين ايضا ..
لم تقدر قوة الحياة في داخلك أن تقضي على هذا المرض ، وكنا نتوقع العكس ..
هذا الذي يختار الأقوياء ، يصارعهم ، ويصرعهم وكأننا في حلبة مصارعة ..
وكأن الحياة لا تريد الا الضعفاء ..
لن ننسى سيدة النجاح التي تركت صبية جميلة هي طبيبة اليوم ، وشابا جميلا هو فنان مبدع ، ولن ننسى وجهك اللطيف ، وابتسامتك الصادقة ، ولوحات رسمتها بريشة من احساس ، وقوة ، وجمال .
نعم صديقتي .. قوة الحياة تهزمك ، وقوة الموت ..
هو صراع فوق حلبة بين عاشقة للحياة ، للفن ، للمحبة ، ومرض يعشق الارواح الطيبة ، يحتلها ، ويحملها ، ويغادر .

 

(موقع:سيرياهوم نيوز 4)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...