آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » رحيل عبد العزيز المقالح رائد الحداثة والتنوير اليمني … من حتمية البدء من صنعاء إلى يوتوبيا الشمس والقمر خمسون عاماً من الشعر

رحيل عبد العزيز المقالح رائد الحداثة والتنوير اليمني … من حتمية البدء من صنعاء إلى يوتوبيا الشمس والقمر خمسون عاماً من الشعر

| سارة سلامة

توفي في العاصمة اليمنية صنعاء الأديب اليمني البارز، عبد العزيز المقالح، عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاماً، وبعد حياة حافلة بالعلم والعمل الإعلامي والأكاديمي والأدبي والثقافي غيبه الموت بعد معاناة مع المرض.

ونعى اتحاد الكتاب العرب في سورية الشاعر والناقد والقامة الوطنية الدكتور عبد العزيز المقالح بعد أن أفنى جل حياته لإغناء المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الشعرية والنقدية التي شكلت إرثاً حضارياً متميزاً في خزانة الأدب.

عن المقالح

كان المقالح خلال مسيرته صوتاً عروبياً صادحاً وموسوعة ثقافية وقصائد شهية تحيك عروبته وتضامنه مع القضية العربية ومن إحدى قصائده عن دمشق قال فيها:

«دمشق التي قاتلت.. ودمشق التي احترقت.. ثم عادت من النار، لم تحترق.. كيف تحترق الآن في السلم؟.. تفقد لون ضفائرها؟.. كيف يهجُرها «بردى».. وينامُ على قبرها «قاسيون»؟.. أيها القمر الذهبي – الذي كان – كيف ترى طفلة الشام.. يجلدها العابثون .. فلا تتحرك أشجارُك الشامخاتُ.. ولا حجر من «أميّة».. يا سيد الأفق.. رُد.. إلا تستطيع؟.. هل استعجمت في زمان الحروب الحروف؟.. أيها المتعبون.. الطريق طويل.. وأعناقنا لا تهابُ المسير، الخيول التي نمتطيها دماءُ قرانا.. وأحزان أجدادنا.. فاستريحوا.. لأن الخيول الجريحة.. ظامئة للمسير».

والمقالح أحد رواد الحداثة الشعرية العربية في العصر الحديث، وأصدر عشرات الدواوين الشعرية والكتب والمؤلفات الأدبية والنقدية التي ترجم معظمها إلى لغات عالمية عدة، وأعدت عن تجربته الأدبية عشرات الدراسات والأطروحات في عديد من الجامعات العربية والأجنبية.

بين ديوانه الأول «لابد من صنعاء» وديوانه الأخير «يوتوبيا، وقصائد للشمس والقمر» ما يقارب خمسة عقود من رحلته الأدبية الممتدة لما يزيد على سبعين عاماً قطعها عبدالعزيز المقالح عاشقا، حالماً، مقيماً، سجيناً، راحلاً ومنفياً بين الوطن والقصيدة.

عن حياته

ولد عبدالعزيز في قرية المقالح في محافظة إب/ وسط اليمن عام 1937، كان أبوه صالح المقالح في طليعة ثوار ثورة عام 1948، فنهل منه تلك الروح الثورية، التي ظلّت متوثبة في صدره حتى توفاه الله، وهو ممتلئ قلقا على مصير بلاده. تخرج في دار المعلمين في صنعاء عام 1960، وحصل على الشهادة الجامعية عام 1970، فيما نال شهادة الماجستير في كلية الآداب في جامعة عين شمس عام 1973، ونال الدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 1977. ونال درجة (الأستاذية) في جامعة صنعاء أستاذاً للأدب والنقد في كلية الآداب عام 1987.

يقول:

أصدقائي اللدودين/ رفقا بحزنيّ / لا تخذلوه/ دعوهُ يسيرُ الهوينا/ ويقرعُ أبواب أفئدةٍ وقلوبٍ/تحجّر إنسانُها/ وتَصخّر إيمانُهُ /لم يعد يتذكّر /من أين جاء؟

أعماله وجوائزه

رأس جامعة صنعاء خلال الفترة 1982- 2001، وبقي رئيساً لمركز الدراسات والبحوث اليمني والمجمع اللغوي اليمني حتى وفاته. كان عضو المجمع اللغوي في القاهرة ودمشق، وعضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، وعضو الهيئة الاستشارية لمشروع «كتاب في جريدة». حصل على جائزة (اللوتس) عام 1986، ونال وسام الفنون والآداب من عدن عام 1980، وحصل على جائزة الثقافة العربية من منظمة (اليونسكو) باريس عام 2002، وحصل على وسام الفارس من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية عام 2003، وجائزة الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) عام 2004، كما نال جائزة العويس في الشعر عام 2010.

تجربته الشعرية

مرت تجربته الشعرية، التي انطلقت في عقد الستينيات بعدد من المراحل، ظلت تتطور متجاوزاً الكلاسيكية إلى رحاب الحداثة في علاقته التقنية والموضوعية بالرؤية الشعرية. تميزت تجربته الشعرية بقدرته على الاستفادة من موروث عربي زاخر، في صوغ الصورة وإنتاج الدلالة، تعبيراً عن حالته وموقفه من الحياة وما يمور فيها، بدءاً من وطنه وانتهاء بإنسانيته الكبيرة.. فكانت تجربته متميزة كثيراً في علاقتها الحداثية بقصيدة التفعيلة، التي برز اسماً كبيراً في ميدانها، كما تغنى ببعض قصائده عدد من أصوات الأغنية اليمنية أمثال أبوبكر سالم وأحمد فتحي وغيرهما. وتمثل بعض قصائده أيقونات تتردد على الألسن.. مثل:

«سنظل نحفر في الجدار/ إما فتحنا ثغرة للنور/ أو متنا على وجه الجدار».

دواوينه

صدر له أكثر من 17 ديواناً منها ديوان «لا بد من صنعاء» عام 1971، «مأرب يتكلم» بالاشتراك مع عبده عثمان عام 1972 و«رسالة إلى سيف بن ذي يزن» عام 1973، و«هوامش يمنية على تغريبة ابن زريق البغدادي» عام 1974، و«عودة وضاح اليمن» عام 1976 و«الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل» عام 1978.. وصولاً إلى ديوان «كتاب صنعاء» عام 1999 و«كتاب القرية» عام 2000 و«كتاب الأم» عام 2008 و«من حدائق طاغور» و«يوتوبيا وقصائد للشمس والمطر» عام 2019.

كما صدر له أكثر من 25 كتاباً، ضمت عدداً من الدراسات الأدبية والفكرية منها: «قراءة في الأدب اليمني المعاصر» و«شعر العامية في اليمن» و»الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن».

 

سيرياهوم نيوز3 – الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أنباء سحب الجنسية من نوال الكويتية تثير الجدل.. وحقيقة اعتزالها تكشف!

تصدر اسم الفنانة نوال الكويتية محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول أنباء عن سحب جنسيتها الكويتية، وهو ما أثار الجدل بين المتابعين والمستخدمين. وتأتي ...